الحسينى ابو ضيف الورقة والقلم سلاحهم الوحيد.. كشف الحقيقة هدفهم .. البحث عن المتاعب مهنتهم .. دائما ما تجدهم في عمق الاحداث .. هذه الصفات ظلت مرتبطة بعمل كل صحفي حتي اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير بعدها تحولت الصحافة من «مهنة البحث عن المتاعب» الي مهنة «البحث عن الموت» ... أن تسمع عن إصابة صحفي أثناء تغطيته للاشتباكات في اي حدث فهذا وارد.. وأن يتم إيقافهم من قبل الشرطة فممكن .. وأن يتم القبض عليهم احيانا يحدث .. ولكن عقب ثورة يناير أصبح مألوفا أن نسمع عن «مقتل» احد الصحفيين بطلق ناري بالرقبة او الراس يودي بحياته في لحظات ويواري هذه الزهور الشاهدة علي ما وصل إليه الحال في مصر.. وجاء حادث مصرع ميادة اشرف ليزيد من اوجاع الصحفيين وخاصة الصحفيين الميدانيين الذين تفوق معاناتهم أقرانهم الآخرين الوضع مأساوي والظروف التي تمر بها مصر لا تتحمل مزيدا من شهداء صاحبة الجلالة. يعتبر أحمد محمد محمود أول شهداء الصحافة المصرية بعد 25 يناير كان يعمل مصورا صحفيا «بأسبوعية التعاون» إحدي منشورات مؤسسة الأهرام الإعلامية. توفي يوم الجمعة 5 فبراير 2011م بأحد مستشفيات القاهرة متأثرا بطلقات قناص أصابته أثناء التقاطه صور الاضطرابات من شرفة بالقرب من ميدان التحرير يوم 29 يناير. ليكون أول صحفي يقتل منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بتنحية الرئيس حسني مبارك. كان الشهيد يبلغ من العمر 39 عاماً وله طفلة وحيدة تبلغ من العمر العاشرة وقررت نقابة الصحفيين تخليد اسمه في لوحة تذكارية رخامية تعلق في مكان بارز داخل النقابة تضم صورته وظروف استشهاده وخرجت جنازة أحمد محمود من نقابة الصحفيين إلي ميدان التحرير. الحسيني ابو ضيف وفي الخامس من ديسمبر من عام 2012 كان الصحفيون علي موعد مع شهيد جديد وهو الحسيني أبو ضيف الصحفي بجريدة الفجر والذي شارك مثل العشرات من الصحفيين في تغطية احتجاجات القوي السياسية علي الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي. وأصيب أبو ضيف برصاصة في الرأس دخل علي إثرها مستشفي عين شمس وظل في المستشفي 7 أيام حتي توفي متأثرًا بإصابته في 12 ديسمبر وخرجت جنازة أبو ضيف في مشهد مهيب من نقابة الصحفيين وحتي مسجد عمر مكرم بميدان التحرير لأداء صلاة الجنازة عليه ويحاكم الآن عدد من قيادات جماعة الإخوان علي رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية أبو ضيف وأحداث الاتحادية عمومًا.
شهداء صاحبة الجلالة واخير انضمت ميادة أشرف الصحفية بالموقع الالكتروني لجريدة الدستور..والتي لقيت مصرعها أثناء تغطيتها لأحداث الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن و أنصار الجماعة الارهابية بمزلقان عين شمس. «ميادة»خرجت من قرية إسطنها مركز الباجور محافظة المنوفية آملة أن تُحقق حلمها في أن تصبح صحفية بارزة بدأت أولي خطوات تحقيق ذلك الُحلم بدراسة الإعلام في جامعة القاهرة فتخطت أول درجة في سلم الصحافة بتخرجها وحصول مشروعها علي المركز الأول .. أخذت ميادة أشرف تسير بانتظام صوب هدفها عقب التخرج فعملت كصحفية بجريدة الدستور صحفية ميدانية تبحث عن الفعاليات والأحداث الموجودة في الشارع فتذهب إليها لتتابعها وهي لا تعرف القدر الذي ينتظرها «فالبحث عن المتاعب»هو أول من غدر بها فتركها جثة هامدة بأحد شوارع حي عين شمس لتبدأ اولي خطوات مهنة «البحث عن كفن» وما بين تلك الحالات عشرات من الإصابات والاعتقالات أحيانًا في صفوف الصحفيين والمصورين ورغم وعود بتوفير سترات واقية ضد الرصاص من نقابة الصحفيين مكتوب عليها «صحفي» لعدم استهدافهم من الجانبين إلا أن ذلك لم يتم ويظل الصحفيون في مرمي النيران دون حماية يتساقطون واحدا تلو الاخر في مأساة هي الابشع في تاريخ مصر الحديث.ليبقي السؤال الملح بين ابناء صاحبة الجلالة .. متي يتوقف نزيف الدم بين الصحفيين وما هي ضمانات تامينهم في ظل الوضع الماسوي الذي تمر به مصر ردود الافعال وسط احداث كهذه تأتي ردود الفعل غاضبة حيث أكد خالد ميري عضو مجلس نقابة الصحفيين انه فور وقوع حادث مقتل الصحفية ميادة اشرف توجه ضياء رشوان نقيب الصحفيين وعدد من أعضاء المجلس الي المستشفي التي استقبلت جثة ميادة وخلال تواجد النيابة بالمستشفي تبين انه تم اطلاق النار علي ميادة من مكان قريب جدا مما يدل علي استهدافها من قبل الجاني. وعن موقف النقابة.. اوضح ميري ان مجلس النقابة ادان الحادث واضاف ان هناك اجراءات مع المهندس ابراهيم محلب لاعتبار الزميلة «ميادة» شهيدة ولها الحق في معاش الشهداء كما قرر المجلس منح الزميلة العضوية الشرفية للنقابة وصرف معاش استثنائي لأسرتها. واشار الي ان النقابة تحمل الدولة المسئولية كاملة عن حماية الصحفيين خلال الاشتباكات وخاصة في الاماكن الساخنة.. وطالب بعض اعضاء النقابة ان يرتدي الصحفيون شعارات توضيحية تحمل مهنتهم «صحفي» لكن هذه الفكرة قد تساعد في استهدافهم بسهوله من قبل العناصر الاجرامية داخل المظاهرات . واضاف ان النقابة ستتخذ كل الاجراءات القانونية لضمان ان يمثل القانون .. وعدم ترك الصحفيين عرضة للقتل والاستهداف.