في تصريحات وردية أصدرها سكرتير عام محافظة جنوبسيناء »اللواء صالح الإدكاوي« وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، تطمئننا علي »مضاعفة الجهود لدراسة ومعرفة أسباب التغير في سلوك أسماك القرش، وأدي إلي مهاجمة عدد من السياح في مياه منتجع شرم الشيخ«. وتوضيحاً لهذه الجهود المتضاعفة، قال اللواء الإدكاوي إن طائرتين متخصصتين في عمليات الرصد البحري تقومان بتمشيط شواطيء شرم الشيخ لرصد تحركات أسماك القرش، إلي جانب سفينة الأبحاث »سلسبيل« التابعة للمركز القومي لعلوم البحار، يرافقها فريق من خبراء وعلماء أكاديمية البحث العلمي للمشاركة في الأبحاث والدراسات. تصريحات »وردية« كما وصفتها تبشرنا بقرب زوال هذا الكابوس الذي أفزعتنا تفاصيله و ماتزال تفزعنا حول هجمات أسماك القرش التي تعرض لها 5 سياح أجانب .. حتي الآن، وهو ما أثار قلق الكثيرين خاصة في المجال السياحي المحلي والخارجي معاً، وأدي بالتالي إلي الجهود المضاعفة التي تحدث عنها سكرتير عام المحافظة المعنية، ويتولاها خبراء أجانب ومصريون من علماء المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، تدعمهم طائرات ووحدات بحرية متخصصة. وللأسف الشديد.. فإن ما بشرنا به اللواء صالح الإدكاوي، سمعنا عكسه تماماً بلسان باحثة، عالمة، في نفس المعهد! صباح السبت الماضي.. قرأت في صحيفة »الدستور« تصريحات مهمة وخطيرة للأستاذة الدكتورة سحر فهمي رئيس قسم ديناميكا التجمعات السمكية بتنظيم المصايد بالمعهد القومي. قالت د. سحر فهمي للزميلين في صحيفة »الدستور« محمد عبدالسلام، وحاتم البلك إنها رفضت الانضمام إلي فريق العمل الذي أمر رئيس أكاديمية البحث العلمي بتشكيله مسنداً إليه مسئولية اصطياد سمكة القرش، ودراسة ظاهرة وأسباب هجمات تلك السمكة علي الإنسان. وأرجعت الدكتورة سحر فهمي رفضها المشاركة لعدم وجود الإمكانيات الفنية والعلمية والتقنية الضرورية. الأستاذة، العالمة، الخبيرة في علوم البحار، لم تكتف بإعلان رفضها المشاركة في فريق العمل ل »عدم وجود إمكانيات«، وإنما كانت أكثر صراحة و شجاعة عندما أضافت قائلة في تصريحاتها: »إن رئيس أكاديمية البحث العلمي د. ماجد الشربيني« ورط علماء المعهد في هذه المهمة العلمية الخطيرة، وأن اختيار السفينة »سلسبيل« يؤكد حالة التخبط في إصدار القرار لأنها مؤهلة فقط للإبحار في البحر المتوسط وليس في البحر الأحمر(..). وأرجعت د. سحر فهمي رفضها الاشتراك ضمن فريق العمل لأسباب عديدة منها: أنها تعلم جيداً، ومسبقاً أن الفريق العلمي المصري لن يقدم أي جديد في مهمة القضاء علي القرش. فليس في السفينة وغيرها من سفننا العلمية أي معدات اصطياد حقيقية سوي شباك اصطياد الأسماء العادية فقط، مما يعني أن القرش قادر علي قلب سفينة الأبحاث المصرية. والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد لا يمتلك سوي سفينتين للأبحاث، إحداهما لا تبحر سوي في مياه المتوسط »سلسبيل« ولم تقم برحلة واحدة لوجود بعض الأجهزة المعطلة. أما السفينة الثانية »اليرموك« فهي سفينة أبحاث متوسطة، ولا تعمل منذ سنوات، ومستقرة علي شاطيء مدينة السويس بسبب الأعطال الكثيرة رغم أن ميزانية المعهد تذهب كلها لإصلاح هذه السفينة (..). وتنتقد د. سحر فهمي عدم توافر الدعم المالي لاحتياجات المعهد، في الفترة الماضية، ثم فوجئت بظهور هذا الدعم فجأة بعد وقوع كارثة هجمات القرش لدرجة إحضار أربعة علماء وباحثين من أمريكا لتحليل الظاهرة (..). واختتمت د. سحر تصريحاتها لصحيفة »الدستور« مؤكدة أن الباحثين المصريين لا يستطيعون أن يجزموا بعدد أنواع أسماك القرش في البحر الأحمر أو تحديد كتلتها البيولوجية أو أماكن انتشارها وعاداتها وسلوكياتها، كما أنهم لم يقدموا دراسة سابقة للبحر الأحمر حتي نستطيع الجزم بأنه كان هناك متغير بيئي أدي إلي تغير سلوك القرش أم لا؟! لن أناقش الدكتورة في تصريحاتها العلمية المتخصصة، لكنني أبدي ملاحظة سريعة علي انتقاداتها بسؤالها عن سبب قبولها وغيرها من الأساتذة هذه الأوضاع المتردية؟! هل سبق أن احتجوا، أو اشتكوا، أو فكر بعضهم في البحث عن عمل في جهات أخري توفر الامكانيات العلمية والمادية اللازمة لتحقيق ما ينتظر من وراء قيامها؟! إن ما قرأته منسوباً للأستاذة الأكاديمية د. سحر فهمي قد يتسبب في انزعاج المسئولين في أكاديمية البحث العلمي و في معهد علوم البحار وأولهم وزير التعليم العالي، وهو ما أخشي عليها من غضبهم.. وفي الوقت نفسه أود أن أهنئها علي صراحتها وشجاعتها في إبداء رأيها وحرصها علي الصالح العام.