جودت عىد نظرت حولي فوجدت وجوها غير التي كنت ألفتها، ولمست انسانية ماتت في قلوب البشر، ولاحظت اعينا لم تعد تخشي الدماء.. عندما وجدت ذلك قررت ان اكتب هذا المقال، واخترت ان يكون عنوانه الذي ارتضاه لساني حينما شعرت بغربتي في المجتمع، أنا مش إرهابي، حتي يكون هذا المقال رسالة للجميع.. افند فيه مخاوفي.. وابعث برسالة طمئنة الي من يخشون ان افجر نفسي بينهم او اضعهم في قائمة الشهداء برصاصي، الذي لااملكه، ولن املكه، فانا وطني اكثر ممن يدعون الوطنية جهارا نهارا علي الفضائيات جهاد مع الرأي اردت ان يكون مقالي فيه الكثير من ممارسات الحياة التي شاهدتها بعد بيان 3 يوليو، ارصد به ماعانيته، و ماسيعانيه كل من يتمسك بمبدأ او بهدف مهما كانت درجة خطئه او صوابه.. فانا بشر وحرية الرأي والتعبير والتفكير حقا حفظته كل الدساتير وصانته جميع الانظمة الديمقراطية مهما كانت درجة الاختلاف.. فكما نقول في مثلنا الدارج الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.. اعترضت وانتقدت سياسات من حكمونا.. لكن لمست للكثير العذر.. لانني ادرك حجم المشاكل التي تعاني منها مصر، واشفق ايضا علي من سيحكمنا قريبا، مهما التف الشعب حوله، لان التحديات ستكون اكبر من الجميع،.. اعذروني سأتوقف فانا لست محللا للمستقبل مثل الكثير من المحللين الذين يقرأون مستقبلنا المبهر بعد شهور علي الفضائيات، واتمني ان يأخذ الله احلامهم ويحولها لحقيقة حتي يسعد هذا الشعب الذي عاني كثيرا منبري الحر «الأخبار» تحديت بمقالي استاذي محمد درويش مدير التحرير والمسئول عن صفحات الرأي.. قلت له من الصعب ان ينشر مقالي، لكنه طلب مني ان اكتب، وها أنا اكتب، ها أنا اقول للمصريين جميعا لست ارهابيا، لم اشارك في التحريض علي قتل مصري، او تفجير مبني خال او به بشر، انا فقط اصلي واصوم لله، انا فقط اندد بكل دم يسال من هنا او هناك، انا فقط امسك بقلمي فاكتب ماتشاهده عيني، ولم اشارك يوما في كتابة كلمة تحريض ضد شخص.. لهذا انا لست ارهابيا مثل الكثير من زملائي الذين يتبنون فكرا معينا او وجهة نظر.. نعم لست ارهابيا .. ولاينطبق مسمي جماعة ارهابية عليا، يعرفني زملائي، الكبير والصغير منهم في العمل والشارع وفي قريتي، حذرت الجميع الصغير والكبير من مغبة الهجوم علي اي مواطن مصري سلمي كان متظاهرا او معتصما، لكن لم يسمع احد، فسقط الجميع في الهاوية من حكمنا قبل ومن يحكمنا الآن رسالة سلام وتصالح وها أنا الان اكتب.. فهذه جريدتي التي اعمل بها، هذه بوابتي الي الجميع لنشر رسالة سلام ووضع الايدي فوق الايدي وقراءة الفاتحة علي مامضي.. لكن للاسف اعلم ان الاذان مغلقة امام كل امنياتي من الطرفين اقول لمن يحاول ان يرميني في جحيم التطرف ممن يصفونني بالارهابي والقاتل ويصف الكثير من شبابنا بذلك، لن تفلح، فهذا وطني، وهذا جيشي، ولن تمس يدي احد منهم، انا هنا والاف الشباب مثلي في مصر ممن تربوا علي اخلاق الاسلام وحب الوطن منذ صغرنا ، ارجوك ادعو معي لتصافي القلوب، ولاتكون منبرا للتطرف وقطع الرقاب والتهجير القسري سواء سياسيا او مجتمعيا لفصيل معين دون ان يكون لديك دليل كاف ، لان النتائج ستكون اكبر مني ومنك واعلم ان هذا الفصيل كان له دور لثورة عظيمة.. ارجوك اعلم ان القلوب تنزف.. والحناجر بدأت في الصراخ.. والارواح لم تعد تهب الموت، والضغوط كثيرة.. ومصر تنادي فهي عندنا اغلي من نفوسنا، فاجعل رسالتك القادمة اصلاحا بين الجميع، لان الله عز وجل دعا الي الاصلاح . احلفك بدموعي التي تساقطت علي اوراق هذا المقال، هناك اسر تفقد ابناءها يوميا، وسرادق عزاء تنصب في شوارع مصر.. ايمانا بفكر كان او بشخص، لكن علينا ان نتوقف.. علينا ان تكون رسالتنا كاعلاميين في الداخل والخارج.. ان مصر للجميع.. والدم المصري حرام .. ..ومهما كان اختلاف النظر علينا ان نجلس علي طاولة واحدة.. اذا فعلنا ذلك.. هنا سنبني بلدنا وسنحقن دماء ابنائنا، وستنطفيء انوار السرادقات.. وسيعود الامن والامان الي بلدنا العزيزة مصر .