«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل    محافظ مطروح يلتقي قيادات المعهد التكنولوجي لمتابعة عمليات التطوير    تعرف على طقس غسل الأرجل في أسبوع الألم    تنفيذ 3 قرارات إزالة لحالات بناء مخالف خارج الحيز العمراني في دمياط    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    بايدن: الحق في الاحتجاجات الطلابية لا يعني إثارة الفوضى    صحيفة يونانية: انهيار القمة الأمريكية التركية.. وتأجيل زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولى على قرية أوشيريتين    الأهلي يطلب ردًّا عاجلًا من اتحاد الكرة في قضية الشيبي لتصعيد الأزمة للجهات الدولية    سون يقود تشكيل توتنهام أمام تشيلسي في ديربي لندن    صحة مطروح تتأهب لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    مهرجان كان يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية الفخرية    معرض أبو ظبي.. نورا ناجي: نتعلم التجديد في السرد والتلاعب بالتقنيات من أدب نجيب محفوظ    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    خالد الجندي: الله أثنى على العمال واشترط العمل لدخول الجنة    هيئة الرعاية الصحية بجنوب سيناء تطلق حملة توعية تزامنا مع الأسبوع العالمي للتوعية بقصور عضلة القلب    «كانت زادًا معينًا لنا أثناء كورونا».. 5 فوائد غير متوقعة لسمك التونة في يومها العالمي    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    استشهاد رئيس قسم العظام ب«مجمع الشفاء» جراء التعذيب في سجون الاحتلال    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. علاء الظواهري خبير هندسة السدود يكشف ل»الأخبار«:
3 سيناريوهات لمواجهة أزمة سد النهضة الاثيوبي
نشر في الأخبار يوم 11 - 01 - 2014


د. علاء الظواهرى
المباحثات الفنية انتهت إلي لا شيء.. وحان دور التحرك السياسي
توقف كامل لكهرباء السد العالي بعد 5 سنوات والحل قناة في منطقة المستنقعات
أثيوبيا تخطط لتخزين 200 مليار متر مكعب حتي عام 2025
بالرغم من سلسلة المباحثات المشتركة بين مصر واثيوبيا والسودان حول سد النهضة.. الا ان اثيوبيا فشلت في إثبات عدم الضرر علي مصر من بناء السد .. وهذا الفشل في حد ذاته يمثل ورقة ضغط قوية في يد المفاوض المصري لكنه لم يستخدمها لمنع اثيوبيا من المضي قدما في تنفيذ السد .
وحتي الآن لم تقدم اثيوبيا إجابات وافية للتساؤلات التي تدور حول السر االخفي وراء إصرار اثيوبيا بناء سد مساعد للسد الرئيسي .. في الوقت الذي يحقق فيه السد الرئسي معظم احتياجات اثيوبيا للتنمية ؟!
شكوك مصر تحوم حول السد المساعد الذي يصل ارتفاعه الي 541م وتخزين 06 مليار م3 وتوليد 001٪ كهرباء بتكلفة 4 مليارات دولار.. والسؤال هنا هو لماذا تسعي اثيوبيا الي بناء سد كبير يفوق احتياجات التنمية فيها؟!
مخاوف مصر ليست فقط في فترة الجفاف المقبلين عليها.. والتي ستبدأ مع أول سنة لملء وتخزين المياه في سد اثيوبيا في سبتمبر 4102.. والخوف من انهيار سد النهضة عندها ستغرق السودان وتنهار سدودها في رحلة المياه الي مصر وينهار السد العالي وبحيرة ناصر وتغرق مصر تماما.
مزيد من الحقائق حول تأثير سد النهضة علي مصر، بالمواصفات المعلن عنها.. علي امان السد العالي وبحيرة ناصر والزراعة في مصر. يكشفها ل»الأخبار« د. علاء الظواهري استاذ الهيدروليك وخبير هندسة السدود جامعة القاهرة في هذا الحوار..
الانشاءات الآولية لسد النهضة
بعد شهور من بدء أزمة سد النهضة كيف تقيم الموقف الأن ؟
ما كانت تقوم به مصر منذ نوفمبر حتي الآن هو محاولة استكمال توصيات اللجنة الثلاثية التي انتهي عملها في مايو 2013 من استكمال الدراسات المتعلقة بالبيئة ومصادر المياة وأمان سد النهضة .لان هناك شكوك حول السلامة الانشائية للسد .وطلب مصر بتكوين لجنة من الخبراء المحليين من مصر والسودان واثيوبيا مع تعيين خبراء اجانب .. وقوبل الطلب المصري بالرفض من الجانب الاثيوبي في الاجتماعات الثلاثة (نوفمبر، ديسمبر، ويناير )، وتمسكت اثيوبيا برفضها وجود خبراء اجانب في اللجنة التي تطالب بها مصر
هل معني ذلك ان المباحثات معلقة ؟
المباحثات انتهت بدون تحديد موعد لاجتماعات اخري مع اخطار مصر للجانب الاثيوبي بان الباب مفتوح لاستكمال النقاش في حالة وجود جديد في موقف الجانب الاثيوبي بشأن ما تقدمت به مصر .
اذن ما الاجراء الذي يجب علي مصر اتخاذه الان ؟
اعتقد ان المباحثات الفنية التي كانت تتم في الفترة الماضية قد انتهي دورها، وبالتالي يجب ان تبدأ مصر الآن تحركات سياسية علي مستوي رئاسة الوزراء ورئاسة الحكومة الخارجية بطلب تشكيل لجنة محايدة لتقريب وجهات النظر بين مصر واثيوبيا والسودان وايجاد آلية لفض المنازعات، اعتقد ان هذه الخطوة يجب ان يقوم بها الجانب المصري الان في تحرك سريع لأن الوقت ليس في صالح الجانب المصري
مواصفات خطرة
المواصفات التي أعلنتها اثيوبيا عن سد النهضة هل بها خطورة علي مصر؟
بالتأكيد بها خطورة، وأود الاشارة اولا الي ان هذا السد كان ضمن دراسة وصلت الي مصر في اواخر 9002 وهذه الدراسة كان قد قام بها مكتب نرويجي بناء علي تكليف من مصر والسودان واثيوبيا وكان مشروعا مشتركا بين الثلاث دول ضمن اتفاقية حوض النيل التي عقدت عام 9991 كان من ضمن الاتفاقية انشاء مشروعات متعددة الاغراض مشتركة بين الدول الثلاث وكتبت الشروط المرجعية لعمل دراسات توليد الطاقة في اثيوبيا الذي كان له ثلاثة سيناريوهات او بدائل.. اولها عدم فعل اي شيء، البديل الثاني تشييد سدود صغري، البديل الثالث سدود كبري.
البدائل التي وضعت لتوليد الطاقة في اثيوبيا ؟
في الحقيقة كان مفروض هندسيا عندما يعرض ثلاث بدائل ان يعرض علي الدول الثلاث لاختيار البديل الذي تتم دراسته تفصيليا المناسب للثلاث دول.
ولكن ما حدث ان الشروط المرجعية كانت مكتوبة علي انه يتم تنفيذ الثلاثة بدائل وتبدأ بعد ذلك مباشرة دراسة السدود الكبري دراسة تفصيلية وفي الحقيقة مصر كانت من ضمن الدول التي وافقت علي هذا المشروع وكان هذا خطأ استراتيجيا في ذلك التوقيت ادي الي ان تنتقل اثيوبيا مباشرة الي تشييد السدود الكبري لانه كان من الواجب علي مصر ان تناقش ترتيب انشاء السدود الصغري أولا.
ما حجم الاضرار التي كانت متوقعة من السدود الصغري التي تم عرضها في اتفاقية 9991؟
ما حدث ان اثيوبيا انتقلت فورا الي ترتيب انشاء أربعة سدود كبري علي النيل الازرق هي بيكو ابو، كارادوبي، مندايه، وبوردر، هذه الدراسة وصلت لمصر في 0102 وعندما قرأنا الدراسة وكان هذا بداية تعاملي مع وزير الري آنذاك د. نصر علام وجدنا ان اضرار هذه السدود كارثية علي مصر ورفضت مصر دراسة السدود الاربعة وفي اول 1102 اعلن في فبراير ان اثيوبيا تزمع انشاء سد اسمه »X« »اكس«، وهذا السد »X« ليس له علاقة بالسدود الاربعة الاخري التي يبلغ اجمالي المياه التي ستقوم بحجزها حوالي 002 مليار م3 مقسمة كالتالي 05 مليار م3 من سد بوردر، سد الالفية 36 مليار م3، سد النهضة 47 مليار م3، هذه قصة السدود علي النيل الازرق خلال السنوات العشر الماضية ولم تنفذ اثيوبيا أيا من هذه السدود وكانت مجرد دراسات.
اذن لماذا الآن قررت اثيوبيا بناء سد النهضة؟
ما حدث هو ان اثيوبيا انتهزت الارتباك الثوري الموجود في مصر وقالت بانفدا بالسد الكبير. يأتي مع هذا ان اثيوبيا اعلنت في 1102 في دراسة جديدة وصلت لمصر نسخة ان سد النهضة بطاقة 47 مليار م3 يوجد معه الثلاث سدود الكبري القديمة ب 002 مليار اذن الخطة حتي 5202 ان اثيوبيا تقيم سدودا ب 002 مليار م3، وهذا هو المعلن في الدراسات الموجودة. القضية ليست قضية سد واحد وانما أربعة سدود.
لم نتعرف حتي الان علي الاضرار من بناء سد النهضة والسدود الكبري الأخري الاثيوبية؟
ما سأقوله الآن يمكن ان يتم ضربه في ثلاثة أضعاف لان ما يحدث من اضرار من سد النهضة سيحدث اضعافه ثلاث مرات من السدود الكبري الاخري.
سد النهضة تأثيره يتركز في 4 محاور مختلفة المحور الاول اثناء فترة الملء والتخزين، المحور الثاني اثناء فترة التشغيل، الثالث استخدامات الزراعة، الرابع انهيار السد.
بالنسبة لفترة الملء فيها ثلاثة سيناريوهات متفاوتة وما بينها من آلاف السيناريوهات وللتقريب للقاريء نحن نتحدث عن ثلاثة سيناريوهات محتملة ومحتمل اي شيء بينها والكل يعلم اننا لا نعرف حجم الفيضان كل عام، فلو فرضنا ان الايراد الذي سيصل الي النيل خلال فترة الملء التي تتراوح بين 4-6 كما اعلنت اثيوبيا، سنفترض ان المتوسط خمس سنوات مدة ملء السد لتخزين 47 مليار م3، اي بمعدل 51 مليار م3 في السنة ولو كان الايراد متوسط سد النهضة سيحجز 51 مليار م3 والباقي يصل لمصر وتكون ال 51 مليار م3 في السنة الاولي خصما من بحيرة ناصر وهنا سيحدث خلاف بين مصر والسودان لانه لو حجز 51 مليار م3 السودان تتحمل كم ومصر كم؟ هذه قضية لان السودان كل ايرادها 81 مليار م3 فلو قلنا للسودان النصف ولنا النصف سترفض لان هذا معناه خصم 05٪ من ايرادها وسترفض ايضا الثلث والثلثين، لذلك اعتقد ان الخصم في النهاية سيكون علي حساب بحيرة ناصر وهذه نقطة خلافية يجب ان نفكر بها لان الاتفاقيات بيننا وبين السودان يجب مناقشتها مرة أخري.
عند خصم 51 مليار م3 في السنة الاولي سينخفض مخزون بحيرة ناصر من 07 مليار م3 الي 55 مليار م3 ويترتب علي ذلك انخفاض معدل توليد الطاقة في السد بنسبة 51٪ مع اول سنة لتخزين المياه في سد النهضة في سبتمبر 4102.
في السنة الثانية انخفاض 54٪ في نسبة توليد الكهرباء، ثالث سنة 57٪ رابع سنة 59٪ في السنة الخامسة لن توجد طاقة كهربية في السد العالي ستتوقف تماما كهرباء السد العالي بعد خمس سنوات من بناء سد النهضة.
الايراد المنخفض
في حالة الايراد المنخفض مثل ما حدث في الفترة بين 9791 و9891 سينخفض معدل توليد الكهرباء ايضا بنفس النسب التي ينخفض فيها مع الايراد المتوسط ولكن مع كارثة اخري هي انه في السنة الثالثة لن نجد مياه لري 22٪ من الاراضي الزراعية والسنة الخامسة ستصل الي 23٪ من الاراضي التي لا تجد مياها للري.
هل هناك سيناريو لا تتأثر فيه مصر نهائيا ولا تتأثر بحيرة ناصر اثناء فترة ملء وتخزين سد النهضة؟
في حالة واحدة فقط.. هي ان يكون ايراد النيل لمدة خمس سنوات متتالية فوق 501 مليارات م3 الي 011 مليارات م3 في السنة الواحدة عندها لن تتأثر بحيرة ناصر بال 51 مليار م3 التي سيتم خصمها سنويا لملء سد النهضة سيظل ايراد بحيرة ناصر ومنسوبها كما هو عند ال 07 مليار م3.
ما هي نسبة حدوث السيناريوهات الثلاثة؟
السيناريو الاول وهو في حالة الايراد المتوسط احتمال حدوثه يتراوح بين 05٪ الي 06٪.
السيناريو الثاني وهو الايراد المنخفض احتمالة من 01٪ الي 51٪.
السيناريو الثالث وهو الايراد فوق ال 011 مليارات م3 مياه احتماله صفر٪ ان يحدث لماذا؟ لانه لم يحدث ايراد بهذه الارقام سوي في عامين متتالين فقط خلال المائة سنة الماضية فمن 4191 حتي الان ايراد النيل لم يتخط ال 501 مليارات م3 سوي عامين فقط لذلك فاحتمال ان يأتي إلينا ايراد يفوق 501 مليارات م3 لمدة خمسة اعوام متتالية هو احتمال مستحيل ويكاد يكون صفرا.
متي يبدأ اول تخزين لسد النهضة الاثيوبي؟
أول تخزين سيبدأ العام القادم لان اثيوبيا تريد توليد كهرباء في سبتمبر 4102.
مواصفات السد
ما هي مواصفات سد النهضة الاثيوبي؟
السد الاثيوبي هو سدان وليس واحدا فقط، سد رئيسي بارتفاع 541م وسد مساعد بارتفاع 55م وطول حوالي 3ك، وهناك شكوك لدينا حول دوافع اثيوبيا واصرارها علي هذا الارتفاع والطول لماذا؟ لانها ببساطة تستطيع مع ارتفاع 09م حجز المياه في البحيرة، اذا المياه علت هناك جزء منخفض تسرب المياه منه لذلك قامت اثيوبيا ببناء سد آخر مساعد لحجز المياه الهاربة من السد الاول ومع 09م ارتفاع سيخزن 41 مليار م3 مياه ومن ارتفاع 09 الي 541م سيتمكن من تخزين 06 مليار م3 وبالتالي سيكون جزء تخزين ضخم بارتفاع قليل.. فاذا انشأت اثيوبيا سد 09م ستتمكن من توليد 06٪ من الكهرباء المطلوبة للاستخدام المحلي ستكلفة مثلا مليارا وعند انشاء السد الكبير وتخزن 47 مليارا التكلفة ستصل الي خمسة مليارات دولار والكهرباء تصل الي 001٪ ولنا ان نتخيل انه بمليار ستوفر 06٪ كهرباء وب 41 مليار توفر 001٪ اذن ال 04٪ تكلفت 4 مليارات وتخزن 06 مليار م3 هنا نحن امام علامة استفهام كبيرة وهذا ما رفضته مصر وهو لماذا تسعي اثيوبيا الي بناء سد كبير يفوق احتياجات التنمية فيها؟
بحكم خبرتك الواسعة في هندسة السدود بماذا تفسر حرص اثيوبيا وسعيها لبناء السد بهذه المواصفات؟
ما اعلنت عنه اثيوبيا انها تحتاج السد للحصول علي الكهرباء وليس للحصول علي مياه للزراعة من منطلق انه علي دول الحوض ان تتحمل فترة ملء وتخزين السد وهنا يأتي دور المفاوض الذي يجب ان يكون مفاوضا قويا ويتكلم من منطق قوة حتي لو كنا نشعر اننا لسنا اقوياء علينا ان نتحدث من منطق قوي، لان مصر لا يمكن ان تكون ضعيفة وهذا ليس شعارات.. لان مصر بها من خبراء وسياسيين وجهابذة حاصلين علي جوائز نوبل... الخ.. اين ذهبت مكانة مصر؟! ضعفت شيئا ما نتيجة الاحداث.. الناس موجودة والتفسير الوحيد في سعي اثيوبيا لبناء السد بهذه المواصفات هو ليس فقط توليد كهرباء للاستهلاك المحلي وانما للتصدير.. اثيوبيا تريد بيع الكهرباء سواء لليمن، كينيا، السودان، مصر، اوروبا، وغيره.. اثيوبيا تولد 54 ألف ميجاوات ضعف ما تولده مصر التي بكل مصانعها وحاجتها من تقدم تنتج 52 ألف ميجاوات واحتياجات اثيوبيا من 7: 8 آلاف ميجاوات وتسعي لانتاج 54 ألف ميجاوات لماذا؟.. لانها تحلم بالتصدير.
متي تقبل مصر بناء سد في اثيوبيا؟
في حالة بناء السد الاساسي الصغير الذي يحجز 41 مليار م3 فقط وليس 47 مليار م3 ويمكن لمصر ان تشترك في ادارته بشرط إلا تكون هناك سدود اخري علي النيل، وايضا يشترط ان اثيوبيا تلتزم بحصة مصر التاريخية وايضا بشرط ان يتم شق قناة في منطقة البارو اوكوبو منطقة المستنقعات لزيادة الوارد للنيل وزيادة حصة مصر يجب ان نبحث كيف نزيد حصة مصر واتفاقية هلسنكي للمياه تقول انه اذا كان هناك وضع قائم لفترة طويلة لا يتم تغيير هذا الوضع إلا بالتراضي والاتفاق ونحن عندنا وضع قائم هو 05.55 مليار م3 نستخدمها من انشاء السد العالي. اثيوبيا لا تعترف به هي حرة ولكنه وضع لا يجب تبديله بوضع آخر الا بعد التراضي وفقا للاتفاقات الدولية، نحن معنا القانون.
تأثيره علي السد العالي
كيف يؤثر سد النهضة الاثيوبي علي أمان السد العالي؟
اثناء تشغيل سد النهضة سيحدث تعارض في بعض الاوقات عندما يكون الايراد منخفضا واثيوبيا تريد تزويد ارتفاع المياه عندهم لتوليد الكهرباء فيقوم بتخزين كميات مياه كان من المفروض ان تصل إلينا ولهذا فخلال فترة التشغيل سيكون عندنا مشاكل دائمة ولذلك مصر تطلب المشاركة في التشغيل، انا اوافق علي هذا الرأي ولكن ليس لسد النهضة بهذه المواصفات وانما مع السد الاصغر.
في استخدامات الزراعة يقال ان اثيوبيا يوجد عندها من 002 ألف الي 005 ألف وفي بعض الاقوال مليون. أراض يمكن ان تستصلح للزراعة وبالتالي لو استصلحت اثيوبيا في الزراعة فان كل فدان تزرعة هناك يخصم مقابل له فدان من الاراضي الزراعية في مصر تعجز عن ريه لانها ستحجز مياها لزراعة اراضيها كانت مفروض ان تصل لمصر وأحد السيناريوهات ايضا في السودان ان المياه ستكون منتظمة طوال العام بعد السد الاثيوبي.. وبناء عليه فالسودان يمكن ان تضاعف الرقعة الزراعية عندها ولو السودان زودت الارض فهذا معناه استهلاك مياه اكثر ويصبح مع كل فدان تزرعه السودان يقابله فدان خسارة في مصر وستكون خسارة دائمة وليست مؤقتة مع فترة الملء.. والتخوف من الزراعة يجب ان يتم له اتفاقيات وتعهدات.
انهيار السد الاثيوبي
هل هناك سد ينهار وما السيناريو المحتمل في حالة بناء السد الاثيوبي وانهياره؟
علي مستوي العالم يوجد حوالي 04 ألف سد، انهار منها 56 سدا والاسباب متعددة ما بين ارتفاع المياه عن مستوي السد، حدوث الزلازل، خلخلة تربة السد وغيرها من الاسباب الهندسية في بعض حالات الانهيار هناك 002 ألف شخص ماتوا مثلما حدث في الصين، اذن نسبة انهيار اي سد في العالم 5.1 في الالف وهنا اذكر تقريرا للطيران البريطاني يفخر فيه بانه يتعرض الي 6.3 حادثة في المليون رحلة اذن حوادث الطيران تقاس بالنسبة في المليون اما في حوادث السدود فهي تقاس بكم في الالف وبالتالي فهذه النسبة تعتبر نسبة ليست قليلة للخطر الذي يحدث في حالة الانهيار.
يضاف علي مخاطر انهيار السد علامات استفهام كثيرة حول موقع السد والتركيب الجيولوجي واعمال المجسات به.. الخ.
فقد ترتفع نسبة توقع انهيار السد فتقاس بنسبة في المائة بدلا من نسبة في الالف اذا لم يتم تداركها وهذا ما ذكرته اللجنة الثلاثية لان النسبة في سد اثيوبيا قد تزيد عن النسب العالمية.
وفي حالة انهيار السد فان سد الروصيرص وسنار الموجودين في السودان ستتم ازالتهما بالكامل. مدينة الخرطوم سوف تغرق وتصل المياه فيها من 01 أمتار الي 61 مترا جميع القري والمدن الموجودة بين الخرطوم حتي بحيرة ناصر ستغرق بنسب متفاوتة والمياه ستدخل مندفعة في بحيرة ناصر ولو كانت ممتلئة قد يحدث انهيار للسد العالي واذا لم يحدث الانهيار بالمعني الكامل فانه سيحدث اضرار شديدة في جسد السد اما اذا كانت البحيرة متوسطة الامتلاء فيمكن التغلب علي الموقف بعدم حدوث أضرار للسد لكننا في هذه الحالة سنطلق كميات كبيرة من المياه في النيل يمكن ان تدمر العديد من المنشآت علي النيل مثل الكباري والاهوسة وذلك من اجل انقاذ السد.. وفي حالة البحيرة فارغة يمكن ان نتمكن من امتصاص الصدمة ولا تحدث عواقب وخيمة.
81 يوما
رحلة المياه في حالة انهيار السد الاثيوبي كم تستغرق حتي تصل الي مصر؟
في حال انهيار السد ستكون المياه عندنا بعد 81 يوما تقريبا والسؤال هو هل خلال ال 81 يوما تستطيع تفريغ بحيرة ناصر؟.. والاجابة هي لا.. لماذا؟ لانه لكي يشتغل مفيض توشكي يجب ان تكون البحيرة ممتلئة حتي تتمكن المياه من العبور من فوق البحيرة تفرغ من مخارج التوربينات ومخارج المياه التي سنضطر اخراج اقصي طاقة لها وهي تتراوح بين 005 الي 006 مليون م3 في اليوم وهذا سيتسبب في ضرر كبير للمنشآت لكن لو اخرجنا نصف مليار م3 في اليوم سنفرغ من 9 الي 01 مليارات م3 في البحيرة وانا قادم لي ما يقرب من 08 مليار م3 خلال ال 81 يوما فبالتالي بالتأكيد البحيرة ستتدمر لو حدث انهيار السد الاثيوبي.. لن نتمكن من انقاذ السد العالي إلا لو كنا وضعنا في الحسبان عمل اطراف البحيرة كلها عبارة عن مفيض ببوابات تفتح علي الجانبين وهذا حل تقارب تكلفته تكلفة السد العالي نفسه لاننا عندما صممنا السد العالي لم نصممه علي أن هناك سدا قبله بهذه المواصفات اي سد يحجز 47 مليار م3.. وهذا هو مصدر قلق للسودان ايضا لان سدودها ستنهار لو حدث انهيار لسد النهضة الاثيوبي.
هل تستمر خطورة سد النهضة علي مصر حتي بعد الانتهاء من ملء وتخزين المياه؟
اثيوبيا ستخنق مصر بسدودها.. عندها السد الكبير وهو سد النهضة وأربعة سدود اخري بمثابة محابس علي مجري المياه.. ولو قامت اثيوبيا بتخزين 002 مليار م3 علي مدار 51 سنة وفقا للخطة الموجودة.. ستظل مصر لمدة 51 سنة يخصم منها 51 مليار م3 سنويا بناء عليه ستفرغ بحيرة ناصر من المياه، الارض الزراعية ستظل عشر سنوات لا تزرع.. وستظل عشر سنوات ايضا بدون توليد كهرباء وتقدر المساحات الزراعية ب 3 ملايين فدان لا تزرع لمدة عشر سنوات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.