الطرق في مصر تؤدي إلي السيسي رئيساً.. فنحن ليس لدينا بديل آخر غيره رئيسا مناسبا للجمهورية الآن. نحن نعيش مرحلة نحتاج فيها للقوات المسلحة ودورها الداخلي لاننا نخوض حربا ضد إرهاب تقوده جماعة تمتلك تنظيما ولديها أعضاء ومتعاطفون يقدر عددهم بالآلاف وتمتلك تمويلا هائلا.. وهذا الإرهاب يحظي بمساندة ودعم اقليمي ودولي، وبالتالي فإن ثمة ضرورة وطنية لتولي القائد العام للقوات المسلحة رئاسة البلاد، حتي تنخرط كل مؤسسات الدولة في هذه الحرب المصيرية التي نخوضها ضد هذا الإرهاب.. فهذا أمر ضروري لتحقيق النصر فيها. ويعزز ذلك اننا نفتقد وجود مؤسسات أو شخصيات سياسية ذات وزن أو تأثير جماهيري، يمكن أن يعوض دور المؤسسة العسكرية وقيادتها.. وآخر استطلاع للرأي اجراه مركز بصيرة بالتعاون مع فضائية »ام.بي.سي« كشف ضآلة وزن كل الأحزاب السياسية لدينا قديمها وحديثها.. أما الشخصيات السياسية فرغم أن لدينا وفرة منها وبعضها جدير بالاحترام، الا انه لا يوجد بينها من يحظي بالحد الادني المناسب من القبول الجماهيري.. وحتي الذين جمعوا الملايين من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية السابقة يعانون حاليا من الهبوط الجماهيري، وان زين لهم بعض المشايعين عكس ذلك. وهكذا لا مؤسسة مدنية بديلة لدينا يمكن الاعتماد عليها تعوضنا دور المؤسسة العسكرية في هذا التوقيت الحرج، ولا شخصية سياسية بديلة للفريق السيسي في رئاسة الجمهورية.. ولذلك صار ترشحه في انتخابات الرئاسة واجبا وطنيا يتعين ان يقوم به حتي لا نتعرض لانتكاسة سياسية اكثر قسوة من نكسة استيلاء الاخوان علي حكم البلاد في عام 2012 بتواطؤ امريكي. اعرف ان الفريق السيسي لا يطمح في الرئاسة وانه قانع بدوره الحالي في قيادة القوات المسلحة، كما انه حريص علي أن تظل علاقة القوات المسلحة بالشعب قوية لا تؤثر فيها محاولات رجال امريكا واسري الافكار العتيقة وبعض صبية السياسة. لكن اعرف ويعرف غيري ومن بينهم الفريق السيسي ان قواتنا المسلحة تظل مستهدفة سواء ترشح للرئاسة أو لم يترشح وظل محتفظا بمنصبه علي رأس القوات المسلحة. واعرف أيضا انه اذا كان الفريق السيسي قد اتخذ القرار الصعب في ظل حكم مرسي وانحاز للشعب ليخلصه من هذا الحكم الفاشي المستبد، فإنه عليه ان يتخذ القرار الأصعب للترشح للرئاسة ليحمي الشعب من شرور جماعة مرسي.. واذا كان لم يكترث للضغوط الامريكية من قبل فإنه يجب الا يهتم بها الآن ومستقبلا.