إحباط المرضى بممرات المستشفيات بسبب الإضراب الأطباء استقبلوا العام الجديد بإضراب جزئي في المستشفيات الحكومية تنفيذا لقرار الجمعية العمومية لنقابة الأطباء، للمطالبة بإقرار الكادر، ومطالبة الحكومة برفع ميزانية وزارة الصحة لتحسين المنظومة الصحية في مصر، وتنفيذ وعودها بتأمين المستشفيات وتوفير جو ملائم من الأمن والأمان للطبيب والمريض، الإضراب شمل معظم الاقسام بالمستشفيات الحكومية والتعليمية، باستثناء الاستقبال والطوارئ والعناية المركزة والحالات الحرجة.. الاخبار رصدت في جولتها مطالب الاطباء ومعاناة المرضي وأوضاع المستشفيات في ظل هذا الإضراب الجزئي.. المشهد العام يؤكد ان المرضي هم الضحية الاولي والاخيرة لاي اضراب يقوم به الاطباء..فالعيادات الخارجية للمستشفيات مغلقة " بالضبة والمفتاح " الابواب مغلقة وصالات انتظار المرضة خالية علي عروشها.. اما اقسام الاستقبال والطواريء فقد امتلات علي اخرها.. بعض المرضي لايعرف ان الاطباء اعلنوا الاضراب الجزئي والبعض الاخر رضي بالوضع القائم " وسلم امره لله ". أكد د.محمد شوقي مدير مستشفي المنيرة العام ان الإضراب بناء علي توصيات الجمعية العمومية لنقابة الأطباء حيث توقف العمل بنسبة 30 ٪ داخل المستشفي وشمل الإضراب العيادات الخارجية والأقسام غير الطارئة، مشيرا ان الأقسام الخطرة و العاجلة تعمل بشكل ممتاز ونسبة حضور الأطباء عاليا حتي لا يتسبب الإضراب في وفاة المواطنين او عدم تقديم العناية الطبية العاجلة للحالات الطارئة مثل أقسام الطوارئ والاستقبال، العناية الحرجة، الحضانات، الغسيل الكلوي، والنساء والتوليد وغيرها من الأقسام الحرجة، وأضاف ان الإضراب بدأ بالمستشفي بالوقوف دقيقة حداد علي روح د. احمد عبد اللطيف بعد وفاته بعدوي مرضية أثناء تأدية عمله، وقال ان الإضراب لا يحمل اي توجهات سياسية وإنما يهدف الي تنفيذ الحقوق الخاصة بالأطباء اولها تنفيذ كادر طبي محترم يليق بعمل الطبيب و تأمين المستشفيات بعد ان تكرر التعدي عليها من قبل البلطجية مما يعرض الطبيب لمخاطر كبيرة جدا والتعدي علي المرضي أنفسهم وزيادة ميزانية الصحة مما يترتب عليه خدمة طبية أفضل ورعاية صحية متميزة، موضحا ان الإضراب سيتم الأربعاء المقبل أيضا وفقا لقرار النقابة. زيادة موازنة الصحة وقال د. احمد شوقي عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة أن الإضراب هدفه تحسين الخدمات الصحية بشكل عام وليس هدفها فقط حقوق الأطباء، حيث ان أهم مطالب الاضراب زيادة موازنة الصحة التي تأخذ 4 ٪ فقط من الموازنة ونطالب ان تزيد تلك النسبة الي 15 ٪ علي الأقل وبالتدريج حتي نستطيع تقديم خدمات طبية جيدة للمواطنين وتوفير المزيد من الحضانات للأطفال واستقبال المزيد من المرضي وتوفير رعاية صحية ذات جوده عالية توفير أماكن بالعناية المركزة للمرضي حتي لا يتم رفض احد بسبب عدم توفير مكان له، مضيفا ان مطالبهم بالتنفيذ كادر طبي خاص لهم ليس مجرد زيادة في المرتب أو الحافز و أنما هو كادر مهني ويمكن إضافة الحافز الذي تم إقراره داخل الكادر ولن نطالب بالمزيد هذه الفترة مراعاة لظروف البلد ولكن يجب ان يكون هناك كادر خاص بالأطباء فنحن حتي ألان نعامل وفقا لقانون 47 لسنه 1978م وهو يطبق علي الموظفين أيضا في وزارة الصحة فنحن رغم دراستنا وتدريباتنا نعامل كموظفين وليس كأطباء، مشيرا ان هناك لجنة تم تشكيلها من وزارة الصحة والنقابة خلال فترة الحكومة السابقة لمدة 6 أشهر وأخرجت مشروعا للكادر ولكن بعد كل هذا لم يتم تطبيقه او حتي النظر في نتائج هذه اللجنة ولا نعلم السبب، وأضاف انه يجب تأمين المستشفيات بشكل كبير خلال تلك الفترة الحرجة بعد ان تكرر التعديات علي المستشفيات بشكل ملحوظ وذلك لتأمين الطبيب أثناء ممارسة عمله حتي يوفر الراحة للمرضي. ويضيف الدكتور عصام فكري رئيس قسم العظام بمستشفي المنيرة العام ان فكرة الدعوات التي صدرت من الجمعية العمومية لنقابة الاطباء جاءت في توقيت خاطيء وكان يجب عليها ان تنتظر حتي نعبر المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد مضيفا ان جميع الاطباء ملتزمون بقرار الجمعية العمومية وسنضع في اعتبارنا الا يؤثر علي المرضي مؤكدا ان الاقسام الحرجة والاستقبال رفعت درجة الاستعداد لاستقبال الحالات التي تتطلب رعاية عاجلة. وأشارت د.منيرة واكد مدير مستشفي الحوض المرصود ان الإضراب جاء لتنفيذ قرار الجمعية العمومية لنقابة الأطباء وذلك لتحسين وضع الأطباء ورفع ميزانية الصحة لتحسين الخدمات الطبية وتأمين المستشفيات وإقرار الكادر الخاص بالأطباء الذي تأخر بشكل غير مبرر. طالب د. احمد فتحي عبد العزيز طبيب بمستشفي الحوض المرصود للجلدية والتناسلية وعضو مجلس نقابة أطباء القاهرة ان تستمع الحكومة لمطالبه، وأكد د. ريمون منير أخصائي الجلدية والتناسلية بمستشفي الحوض المرصود ان الطبيب حاله رديء جدا متسائلا هل يصح للطبيب الذي يتعرض لكافة أنواع الفيروسات و الأمراض ان يتقاضي 19 جنيها بدل للعدوي للطبيب و30 جنيها للاستشاري ؟!، كما ان التأمين الصحي الخاص به مثله مثل اي موظف يجلس علي مكتبه في الدولة ويتحمل هو نفقات علاجه دون وجود اي بدلات للمخاطر او رعاية صحية محترمة،. يقول الدكتور محمد كمال مدير قسم الحوادث والطواريء بمستشفي احمد ماهر التعليمي ان اقسام الحوادث والطواريء والاستقبال تعمل بكامل طاقتها لاستيعاب الاعداد المتوافدة من جميع المناطق المحيطة بالمستشفي . ارحمونا ارحمونا.. من الألم.. ارحمونا من المرض.. هما الغلابة دائما يدفعون فاتورة الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات.. صرخات المرضي تصدرت المشهد في جميع المستشفيات التي قامت "الأخبار " بزيارتها لرصد قرار الجمعية العمومية للأطباء بالإضراب الجزئي. تقول الفت محمد - ربة منزل - انها جاءت مع ابنتها الكبري من محافظة الإسماعيلية للكشف عليها في مستشفي الحوض المرصود بعدما قامت بجولة كبيرة منذ عدة ايام علي جميع الاطباء موضحة ان ابنتها الكبري تعاني من الاصابة بمرض جلدي نادر وبعد "لف" كعب داير علي جميع المستشفيات قررت ان تاتي الي مستشفي الحوض المرصود فوجدت الاضراب فضربت " كف بكف " ورجعت مرة اخري الي بلدها محملة بالغضب والهموم. وتضيف رضا محمد - موظفة - ان ابنتها الصغري تعاني من الآلام بالمعدة فذهبت بها الي مستشفي المنيرة العام فوجدت العيادات مغلقة فذهبت الي قسم الاستقبال لتسأل عن أسباب غلق العيادات الخارجية فاخبروها بالإضراب وأضافت ان حالتها المادية لا تسمح بالكشف علي ابنتها في عيادة طبيب خاص وتساءلت اين ملائكة الرحمة ؟!.. وقالت " ارحمونا " ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء