عقد امس ملتقي فرص الاستثمار بين قطر والبرازيل الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة قطر. حضر الملتقي عدد من رجال الأعمال القطريين ووفد برازيلي ترأسه السيد ميغل جورج وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية وضم اكثر من 100 من رجال الأعمال يمثلون قطاعات الانشاءات ومواد البناء والإضاءة والزجاج والأثاث والحجر الطبيعي والبلاستيك والمواد الغذائية . وأعرب الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثاني وزير الأعمال والتجارة عن تمنياته بأن يساهم هذا الملتقي في تشجيع ونمو الإستثمارات المشتركة بين البلدين وفتح آفاق وميادين جديدة للمستثمرين ورجال الأعمال من الجانبين وأن يقود الي تعاون بعيد المدي لما فيه المصلحة المشتركة لكلا البلدين . ونوه وزير الأعمال والتجارة في كلمته الإفتتاحية للملتقي/ التي القاها نيابة عنه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساعد الرئيس بمكتب الممثل الشخصي الأمير ومدير مشروع جهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة/ بالتطور الذي شهدته العلاقات بين دولة قطر والبرازيل خلال السنوات القليلة الماضية بفضل ارادة قادة البلدين ممثلة بمقام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر و الرئيس لويس ايناسو داسيلفا رئيس جمهورية البرازيل وسعيهما الحثيث في تعزيز اواصر التعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية . وتطرق الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثاني الي الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين وما اسفرت عنه زيارة أمير قطر الي البرازيل في يناير الماضي وزيارة فخامة رئيس جمهورية البرازيل الي الدوحة في مايو الماضي من التوقيع علي عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية منها اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري واتفاقية انشاء لجنة التعاون بين حكومتي البلدين ومذكرات تفاهم بين شركة قطر القابضة وكل من المصرف الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وصندوق الضمان لموظفي مصرف البرازيل وشركة فالي للمناجم . . معتبرا ان كل هذه الاتفاقيات والتفاهمات مؤشرات ايجابية داعمة لتعزيز العلاقات بين البلدين. ولفت الي التغيرات الجذرية والإيجابية التي شهدتها دولة قطر خلال السنوات العشر الماضية في بنيتها الاجتماعية والاقتصادية بحيث تمكنت من تطوير توجهات اقتصادية عصرية لتحقيق نمو اقتصادي مطرد من خلال صياغة استراتيجية اقتصادية متوازنة قابلة للتطبيق تقوم علي التنويع الإقتصادي وتحرير التجارة. وقال وزير الاعمال والتجارة انه بالتزامن مع التطورات القائمة في صناعة النفط والغاز تمكنت دولة قطر من تطوير قطاعات مصرفية ومالية حديثة من خلال تطوير سوق الدوحة للأوراق المالية وانشاء مركز قطر للمال لجذب وتوظيف رؤوس الأموال والاستثمارات المحلية والأجنبية. وأضاف أن دولة قطر وفي ظل توجيهات الامير قطر تشهد حاليا تطورات ملحوظة في مختلف القطاعات وباتت مستعدة لتطوير علاقات اقتصادية بعيدة المدي وبإتجاهات متعددة في ظل ما يتوفر لها من مقومات رئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية. ولفت الي احداث الكثير من التعديلات التشريعية لتطوير الأداء في مختلف القطاعات الإقتصادية والتجارية في الدولة لمواكبة المعايير الاستثمارية العالمية اضافة الي اهتمامات قطر بتطوير وتحسين خدمات البنية التحتية . وأشار الي ارتفاع حجم التبادل التجاري بين دولة قطر والبرازيل ليصل الي /671.4/ مليون دولار خلال العام 2008 مقابل /192.1/ مليون دولار في العام 2007 ، في حين بلغ تزايد حجم الواردات البرازيلية خلال العام 2009 بنسبة /13/في المائة مقارنة مع العام 2008 .. .لافتا الي أن التبادل التجاري بين البلدين يشكل دليلا علي أن المسافة الجغرافية لا تشكل في عالمنا الحديث عائقا لتطوير العلاقات الإقتصادية معتبرا انه ما زال في الامكان زيادة هذه الأرقام الي مستويات اعلي في المستقبل. وأعرب سعادة الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثاني عن ثقته بأن مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين قطر والبرازيل واسعة ..مشيرا الي دور رجال الأعمال في كلا البلدين لتدارس هذه المجالات والاستفادة من المزايا التي تقدمها قوانين الاستثمار في البلدين..معبرا عن أمله بأن تسهم أعمال هذا الملتقي في بلورة العديد من فرص التعاون بين البلدين. من جانبه نوه وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلي في كلمة امام الملتقي بالعلاقات الإقتصادية والتجارية بين بلاده ودولة قطر معتبرا انها نتيجة العلاقات القوية التي تربط بين القيادة في البلدين . وأشار ميغل جورج الي الزيارة الرسمية التي قام بها أمير قطر الي البرازيل والي زيارة الرئيس البرازيلي الي الدوحة وما أسفرت عنه تلك الزيارتان من توقيع لاتفاقيات اقتصادية ساهمت في دفع وتعزيز أطر التعاون بين البلدين مؤكدا علي أهمية انعقاد الملتقي في سياق تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين قطر والبرازيل . وشدد علي أهمية بحث واقامة المزيد من الفرص الاستثمارية بين البلدين في شتي المجالات معربا عن استعداد الحكومة البرازيلية لتقديم كافة التسهيلات والضمانات لإستقطاب الاستثمارات العالمية والقطرية. وقال أن العلاقات الدبلوماسية بين قطر والبرازيل بدأت في العام 1974 الا أن العلاقات الإقتصادية بدأت خلال السنوات الثمانية الأخيرة انطلاقا من رؤية الرئيس البرازيلي بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية لافتا الي زيادة حجم التبادل التجاري بين قطر والبرازيل خلال الفترة الأخيرة. وأشار وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلي الي استحواذ قطر القابضة في اكتوبر الماضي علي ما يعادل نسبته 5 بالمئة من أسهم بنك سانتاندير البرازيلي وذلك من خلال الاتفاق علي شراء سندات قابلة للتحويل سيتم إصدارها عن طريق بنك سانتاندير البرازيلي بقيمة /2.7/ مليار دولار أمريكي . . وأشاد بقوة ومتانة الإقتصاد القطري مشيرا الي ما تشهده البرازيل من تطورات اقتصادية كبيرة حيث وصل حجم الاستثمارات البرازيلية في الخارج 15 مليار دولار العام الماضي.