يقول المولي عز وجل في كتابه العزيز »ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين« صدق الله العظيم. قد يظن بعض ضعفاء النفوس أن ما يفعله اتباع جماعة الاخوان الارهابيين من عمليات تفجير خسيسة هدفها ليس فقط زعزعة أمن الوطن وتهديد استقراره ولكنها تهدف الي ترويع المواطنين وافزاعهم وصرفهم عن النزول يومي 14 و15 يناير الحالي للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء علي الدستور، يظنون أن هذه العمليات الاجرامية سوف تفت في عضد هذا الشعب مما يؤكد لنا وبما لا يدع أي مجال للشك ان هؤلاء القوم انفصلوا فعلا وليس فقط قولا عن الشعب الذين ينتمون اليه، وأصبحوا غرباء عن هذا الوطن، فنسوا طبيعة هذا الشعب، ولو كانوا يتذكرونها لادركوا، أن هذا الشعب لا تؤثر فيه مثل هذه الافعال الدنيئة إلا بما يزيده اصرارا وتصميما علي بدء خارطة المستقبل بعد أن دفع من أجلها الثمن من ارواح أبنائه ومن اقتصاده ومن استقراره، علي مدي سنوات طويلة، هذا الشعب سوف ينزل يومي 14 و15 ليدلي بصوته في الاستفتاء علي الدستور ولن يخاف - ان شاء الله - أي تهديدات بتفجير لجان أو مدارس أو شوارع لأنه يؤمن علي اختلاف معتقداته بأن الرب واحد والعمر واحد، وأن ما يصيبك لم يكن ليخطئك، هذا الشعب يريد أن يتخلص من سجن الارهاب الذي أدخلته فيه جماعة الاخوان الارهابيين ، ولن يخلصه من هذا السجن الا الموافقة علي الدستور وبدء حياة جديدة تقوم علي أسس سليمة بعدها تستطيع الدولة أن تختار رئيسا وأن تشكل البرلمان والمؤسسات وتؤكد للعالم أنها بدأت مرحلة الاستقرار، ذلك ان المجتمع الدولي لا يتعامل مع دولة لا يوجد بها دستور ثابت، ولنا أن نتخيل ما سيترتب علي التصويت بلا علي الدستور، سوف - لا قدر الله - نعود الي حالة الاضطراب وعدم الاستقرار ويمتنع المجتمع الدولي عن التعامل مع مصربصفة رسمية حتي يتم اعداد دستور جديد وهو أمر يحتاج الي جهد جهيد من اللجان والمشاورات والاضافات والحذف وسوف نعود الي المربع صفر من جديد، لذا عليك أن تقرأ الدستور لتدرك أنه أفضل دستور كتب في مصر، وأن ما قيل عنه من مدح لم يكن فيه أي مبالغة، أرجوك اقرأ الدستور وإن لم تكن تعرف القراءة اذهب إلي من تثق فيه واطلب منه أن يقرأه لك حتي تقدر ما بذل من جهد في كتابته ليخرج بهذا المستوي، وصم آذانك عن دعاوي وأكاذيب المغرضين والمزيفين واتبع عقلك، اقرأ الدستور لتدرك أنه الأمل والمخرج لنا ولوطننا من حالة الفوضي التي نعيش فيها، وأنه السبيل لاستئصال شأفة الاخوان الارهابيين.