صالح الصالحى الأمطار التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية »عرتنا« تماما.. كشفت زيف العيشة.. وفضحت عجز الحكومة وفساد المحليات.. انهمرت علينا الأمطار دون سابق إنذار.. فكانت الحقيقة المرعبة.. الشوارع غرقت في الوحل والطين، وعم الظلام.. حتي الطرق السريعة والصحراوية والدائرية متهالكة لا تصلح لسير الحيوانات. فلا يوجد شارع واحد في البلد سليم مستو، تستطيع أن تمشي فيه وأنت مغمض عينيك، تمشي بخفة ودلع، دون أن تنظر لخطوة رجليك.. الشوارع مليئة بأكوام الزبالة والأتربة والحفر والمطبات.. والمحال والباعة اغتصبوها، وأصبحت ملكية خاصة لهم.. وتحول المواطن.. إلي بهلوان يمشي في الشارع وكأنه يمشي علي الحبل في السيرك.. يمشي في حركة ملتوية ليتفادي عثرات الشارع وخوازيقه. الأمطار تأتي بالخير دائما.. فالمياه هي سر الحياة.. وهناك من البلدان من يقيمون لها الصلاة، ويرفعون أكفهم لله راجين نزول الأمطار.. إلا إننا في مصر نضع أيدينا فوق قلوبنا عند هطول الأمطار.. نعمل لها ألف حساب، وكأنها زائر ثقيل نتمني عدم قدومه. لأننا ببساطة شديدة نغرق في شبر ميه.. ولا نستفيد من مياه الأمطار في شيء.. ليس عندنا خزانات أو مجاري مائية يمكن أن نستخدمها في تخزين مياه الأمطار، وإعادة استغلالها في الزراعة.. كما أن الشوارع ليست مجهزة لصرف المياه فور سقوطها.. فتختلط بالأتربة وتتحول إلي طين يصيب الشوارع بالشلل.. وبذلك تتحول المياه من نعمة إلي نقمة. إن هطول الأمطار منذ أيام، قد يتكرر هذه الأيام وفقا لتقارير الأرصاد الجوية.. أي اننا سنظل في الوحل لفترة.. في ظل عجز وتقاعس الحكومة والمحليات عن اتخاذ أي اجراءات أو استعدادات لانتشالنا من الطين.. وكأن الحكومة سعيدة بانكماش المواطنين، وجلوسهم في المنازل، متقوقعين تحت البطاطين، ولسان حالها يقول : »أهم يتلهوا عنا شوية«. الامطار أثبتت أن الحكومة بعيدة تماما عن الشارع والمواطن.. تعيش في برج عاجي.. لا تعلم أن من أبسط حقوق البشر أن يجدوا شارعا يسيرون فيه بأمان.. شارعا مستويا بدون حفر أو مطبات. أحذر الحكومة المسلطنة والمتسلطنة من الفحت لحسن تقع تحت. إلي أبوتريكة إلي أبوتريكة، اللاعب صاحب العديد من الألقاب.. ما تهددش بالانسحاب والاعتزال.. واعلم أنك حالة خاصة ولست لاعبا عاديا.. وأن ما تملكه من موهبة هي منحة من الله عز وجل، منحها لك وثقلتها بالأخلاق.. لتكن قدوة حسنة للأجيال.. ولتسعد الجماهير فلا تحرمهم من عطاء الله.. خاصة أنك قادر علي إسعاد الناس وإمتاعهم.