محمد عبدالواحد وسط برودة الجو وظلمة الليل أخذت أبحث عن طاقة نور تضئ الطريق الذي أصبح سوادها حالكا من كثرة ما آلت إليه النفوس. لكنني تذكرت قول الرسول صلي الله عليه وسلم »الخير فيّ وفي أمتي إلي يوم الدين« وهنا أدركت أن كلمة الليل لابد أن يأتي بعدها نهار وأن ظلمة القلوب مهما اشتد ظلامها يكشفه نور الإيمان. ولعل الفكرة التي اقتبستها من إحدي المذيعات وهي تتحدث عن نوع جديد من التكافل الاجتماعي يدفئ الأبدان ويعمر القلوب. وتقول الفكرة حاول أن تشتري بعض الملابس وابحث عن أجساد تعرت تحاول أن تكسوها لتحميها من برودة الجو. أقنعتني الفكرة وقلت أترجمها إلي كلام مكتوب لعل الجميع يقرأه ويعود إلينا الدفء من جديد. أرجوكم لا تعتمدوا فقط علي الجمعيات بل ابحثوا بأنفسكم سوف تجدوا الكثير وهنا تتجلي العظمة حين تشعر بدفء الآخرين فهذه تجارة جديدة نتاجر بها مع الله لعلها تعيد لك نور القلوب التي ملأتها القسوة وغابت عنها الرحمة والتكالب علي الدنيا، ولعل التجارة تربح وربحها مضمون وهنا تذكرت أحد الصحابة عندما أدركته المنية وهو يحتضر تجمع حوله بعض الصحابة ووجدوه يتمتم بكلمات: »لعله الجديد لعلها بعيدة لعله كاملا« فأخذت الصحابة الدهشة مما يقول ولكن ما لم تدركه لا تعقله فذهبوا إلي الرسول وقصوا عليه ما حدث، فقال لهم أما الأولي التي نطق بها لعله الجديد أن هذا الرجل رأي قصرا من قصور الجنة فسأل لمن هذا؟ فقالت له الملائكة: هو لك، فقال عن أي شيء؟ فقالوا له: جزاء ما فعلت، عندما كنت تلبس ثوبين فخلعت عن نفسك أحدهما وهو القديم وألبسته للمسكين، فقال لعله الجديد وعندما أخذته الغفوة الثانية رأي قصرا آخر، فقالوا: هذا لك، فقال عن أي شيء؟ قالوا: لأنك أخذت بيد رجل كفيف وأوصلته إلي المسجد في ظلمات الليل لمسافة خطوات قريبة فقال ليتها بعيدة، وعندما أخذته الغفوة الثالثة رأي قصرا آخر، فقال: عن أي شيء؟ فقالوا: هذا لك، فقال: عن أي شيء؟ قالوا: لأنك أعطيت سائلا نصف رغيف عيش، وقال: »لعله كاملا« وهنا أدرك الصحابة عظمة التجارة مع الله وقالوا ليس بعدها تجارة؟