حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 20 مايو    «القاهرة الإخبارية»: وفاة جميع ركاب مروحية الرئيس الإيراني في حادث التحطم    أسعار اللحوم والدواجن والبيض اليوم 20 مايو    تسنيم: قرارات جديدة لتسريع البحث عن مروحية رئيسي بعد بيانات وصور وفيديوهات الطائرة التركية    اليوم.. طلاب الإعدادية يؤدون امتحانات مادتي العلوم والكمبيوتر في الدقهلية    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: اليمين المتطرف بإسرائيل يدعم نتنياهو لاستمرار الحرب    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    الجزيري: مباراة نهضة بركان كانت صعبة ولكن النهائيات تكسب ولا تلعب    بعد تهنئة للفريق بالكونفدرالية.. ماذا قال نادي الزمالك للرئيس السيسي؟    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    مصدر أمني يكشف تفاصيل أول محضر شرطة ضد 6 لاعبين من الزمالك بعد واقعة الكونفدرالية (القصة الكاملة)    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    المسيرة التركية تحدد مصدر حرارة محتمل لموقع تحطم طائرة رئيسي    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    فاروق جعفر: نثق في فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    تركيا: مسيرة «أكينجي» رصدت مصدر حرارة يعتقد أنه حطام مروحية رئيسي    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    سقطت أم أُسقطت؟.. عمرو أديب: علامات استفهام حول حادث طائرة الرئيس الإيراني    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    دعاء الحر الشديد كما ورد عن النبي.. اللهم أجرنا من النار    طريقة عمل الشكشوكة بالبيض، أسرع وأوفر عشاء    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    نشرة منتصف الليل| تحذير من الأرصاد بشأن الموجة الحارة.. وتحرك برلماني جديد بسبب قانون الإيجار القديم    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    ملف يلا كورة.. الكونفدرالية زملكاوية    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    د.حماد عبدالله يكتب: العودة إلى الماضى والنظر إلى المستقبل    خلال ساعات.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024 (جدول الأجور)    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق داخل مدرسة في البدرشين    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    تقرير رسمى يرصد 8 إيجابيات لتحرير سعر الصرف    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد سلماوي المتحدث الإعلامي بإسم لجنة الخمسين »للأخبار«:
»نعم« للدستور الجديد تقضي علي آخر أحلام الإخوان حزب النور كان تياراً وطنياً ..وليس دعائيا داخل اللجنة
نشر في الأخبار يوم 15 - 12 - 2013


الاديب محمد سلماوى فى حواره مع الاخبار
عندما التقينا أخيراً.. بعدما فرغ من مهمته الوطنية كمشارك في إعداد الدستور الجديد.. لإجراء أول حوار معه.. اقترحت عليه أن يحدثنا بالتفصيل عما كان يحدث داخل كواليس لجنة الخمسين والمنوط بها إعداد هذا الدستور، فقد عاش خلف هذه الكواليس لأكثر من تسعين يوماً.. سواء بصفته كعضو أساسي في هذه اللجنة وممثلاً عن اتحاد كتاب مصر أو بصفته المتحدث الإعلامي باسمها، ولكنه فضل أن يحدثنا عن أشياء أخري كثيرة تقترب كثيراً من نصوص هذا الدستور بما يجعله يتفوق علي غيره من دساتير مصر والعالم.. ولم يمانع الأديب محمد سلماوي في أن يدور في فلك كل ذلك.. أن يطلعنا أيضاً علي بعض أسرار ما كان يدور خلف هذه الكواليس.. فوافقت وبدأنا مشوار هذا الحوار من خلال الأسئلة القادمة وما سوف يتلوها من إجابات تبين لنا تفاصيل كل ذلك..
المرأة كان صوتها عاليا وشاركت الرجال بقوة
الدستور الجديد خط فاصل بين عصرين
لقد عشت داخل لجنة إعداد الدستور لأكثر من تسعين يوماً هي فترة إعداده.. ولذلك أسألك: ماذا في هذا الدستور الجديد من مواد أشعرتك بالطمأنينة علي المستقبل
لقد رأيت فعلاً مصر وهي تنظر إلي الأمام وهي تحاول أن تضع آمالها في المستقبل في أحرف وكلمات ومواد دستورية وعندما أقول إنني رأيت مصر لأنني رأيت داخل هذه اللجنة ما يعبر عن هذا اللفظ بالضبط، حيث كانوا يمثلون مصر كلها، علي الرغم من أن العدد كان خمسين فقط، إلا أنه كان بها الكنيسة والأزهر والسلفيون والمرأة والمعاقون وشباب الثورة والمهنيون والأحزاب واليمين واليسار والليبراليون والمفكرون والمستقلون، لقد كنت وأنت في هذه اللجنة إنما نشاهد مصر بكل أطيافها.. كما أنك كنت تري كذلك عقل مصر وضميرها.. يحاول أن يضع المستقبل الذي طال انتظاره من أجل أن يحوله إلي مواد دستورية تعيد تشكيل المجتمع المصري وفق آمال وتطلعات جماهير الثورة.
قولوا.. نعم
هذا يعني أنك تدعو المصريين وبصوت مرتفع من أجل النزول للتصويت علي هذا الدستور وأن يقولوا »نعم«.. فهل هذا صحيح؟! ولماذا؟!
نعم هذا صحيح.. وذلك لعدة أسباب.. أولها أن الدستور هو أول استحقاق للثورة والتي قامت منذ 3 سنوات ولم تتحقق بعد.. وطبعاً أنا أقصد ثورتي 52 يناير و03 يونيو.. ولو كانت هذه الثورة قد حققت أهدافها لما قامت ثورة 03 يونيو. بل وأكثر من ذلك أقول لك إن ثورة 03 يونيو يمكن أن تتحول بلا أهداف حقيقية إذا لم يتم إقرار هذا الدستور الجديد.
إذن تعتبر أن الدستور الجديد هو نقطة فاصلة فيما تمناه المصريون من أهداف الثورة.. أم ماذا؟!
هذا بالفعل صحيح.. باعتباره خطاً فاصلاً بين عصر وعصر.. وبين مرحلة مرت منذ 3 سنوات من الاضطرابات والتردد ثم في ظل الإخوان والتردي.. وعصر آخر نتطلع إليه يدخلنا القرن الواحد والعشرين والذي مازلنا وللأسف نقف علي بابه حتي اليوم برغم مرور سنوات علي بدايته.
وعندما أعود لاستكمال حديثي معك عما سألت عنه بدعوتي للجماهير كي تقول نعم أقول لك إن هذا الدستور هو الذي سوف ينقلنا حضارياً، وثانياً إنه هو الذي يجسد 52 يناير ومطالبها الجماهيرية، ثم جاءت 03 يونيو كي تضيف مبدأ مهماً آخر يضاف إلي مبادئ 52 يناير ألا وهو عدم جواز استخدام الدين في السياسة، ولقد تجلي هذا المطلب فيما كان ينادي به الناس في الشوارع ويقولون: »يسقط.. يسقط حكم المرشد«.. إذن هم كانوا يطالبون بذلك في ضرورة أن نفصل الدين عن السياسة.
ومن هنا جاءت مادة في هذا الدستور تقول: يحذر قيام أحزاب علي أساس ديني.
دور القوانين
وما الآلية الموجودة في هذا الدستور لتحقيق هذه المراقبة؟
الدستور ليس له دخل بذلك، إذ يأتي من بعد إقرار هذه المادة دور القوانين، وأنت تعرف ونحن جميعاً نعرف أن الدستور يضع المادة وتجيء القوانين فتترجم ما جاء بها، كما يعني أيضاً إضافة لما قلته والخاص بأهمية هذا الدستور أنه وحتي الاتجاهات الدينية غير المنظمة في أحزاب يعتبرها الدستور غير شرعية، ثم لا ننسي أبداً الإشارة إلي العدالة الاجتماعية باعتبارها من مطالب الجماهير في ثورة 52 يناير حيث نص هذا الدستور أيضاً علي العدالة الاجتماعية وعلي تكافؤ الفرص وكل المبادئ التي تضمن سيادة هذه العدالة، وهذه هي المرة الأولي التي ينص بخصوصها في الدساتير المصرية حيث شملت الضرائب وغير ذلك.
قد يقول بعض المتابعين لنا إنك تذكر كل ذلك لأنك كنت عضواً في لجنة إعداد هذا الدستور.. فهل هذا صحيح؟
العكس هو الصحيح.. فأنا لا أتحدث هكذا لأنني كنت عضواً في لجنة الخمسين، بل وتستطيع أن تقول إنني استمريت عضواً في هذه اللجنة لأنني وجدت هذا، إذن فلولا أنني لم أجد في هذا الدستور ما أقوله لك الآن لما استمريت عضواً في هذه اللجنة، وأن هذه اللجنة لابد أن تعرف أنه لم يكن بها أية مميزات لأعضائها، فالعمل كله بداخلها كان تطوعياً، في الوقت الذي كانت فيه لجنة دستور الإخوان قد أنفقت الملايين من الجنيهات، ولا أريد أن أذكر هذا الرقم.
احترام المثقف المصري
وهل اختيارك كمتحدث رسمي وإعلامي لهذه اللجنة تم بناء علي تأكيد احترام الدولة للمثقف المصري ودوره، أم جاء اختيارك هذا بناء علي أسباب أخري؟!
أولاً اختيار اتحاد الكتاب أصلاً لكي يمثل في اللجنة إنما هو اعتراف من الدولة بدور المثقفين والأدباء والكتاب في صياغة مستقبل مصر، لقد تم اختياري كممثل لاتحاد كتاب مصر وليس لشخص محمد سلماوي، وهذا الاختيار رأيته يمثل اعتذاراً ورد اعتبار عما حدث في اللجنة السابقة، وأنت تعرف أنني قد تقدمت لرئاسة اللجنة السابقة بعشرة أسماء من كبار المفكرين والمثقفين المصريين وللأسف لم يتم اختيار أحد منهم، هذه الأسماء العشرة كانوا جميعاً من اتحاد الكتاب ولم يكن بينهم اسمي.
وفي هذه المرة نجد أن الدولة قد وضعت اتحاد الكتاب في مقدمة قائمة النقابات، ولهذا فقد توليت هذا الموقع ولم أكن وحدي، بل وضمت اللجنة كذلك العديد من المثقفين والفنانين، أما بالنسبة لاختياري كمتحدث اعلامي للجنة الخمسين، فقد شُرفت بانتخابي في اللجنة كما تم انتخاب رئيسها، ورؤساء اللجان.
فصل من الدستور
ما المادة التي شعرت بعد إقرارها في هذا الدستور بسعادة خاصة؟!.. ولماذا؟
في الحقيقة إنها ليست مادة واحدة، بل هو فصل كامل في الدستور جديد يدخل دساتير مصر لأول مرة، وأنا الذي تقدمت به باسم اتحاد الكتاب.
وماذا عن مضمون هذا الفصل وما به من مواد؟!
هذا الفصل عنوانه المقومات الثقافية لمصر طبعاً هذا بالإضافة إلي ما في الدستور من فصول أخري وبداخلها مواد مثل المقومات الاقتصادية والاجتماعية، وما دفعنا إلي التقدم بهذا الفصل أنه في بلد مثل مصر فإنه لا يمكن في الدستور الجديد أن يتم إغفال الثقافة والمقومات الثقافية في المجتمع، حيث إن مصر من أهم مقوماتها الثقافة، باعتبارها القوة الناعمة لمصر وهي أيضاً التي صنعت مجد وحضارة مصر علي مدي تاريخها الطويل ومنذ الفراعنة وإلي اليوم، وأريد أن أقول لك إن أهم مادة في هذا الباب أو في هذا الفصل تلزم الدولة بضرورة الحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها المختلفة القديمة والقبطية والإسلامية والعربية والحديثة، ومن أهم المواد أيضاً النص ولأول مرة في دساتير مصر علي الحق في الثقافة، مع ضرورة التزام الدولة بتوفير السلع الثقافية للمواطن بصرف النظر عن قدراته المالية.
ردود الأفعال
وماذا عن ردود الأفعال لدي المثقفين الأجانب الذين تقابلت معهم خلال الفترة نفسها؟!
ردود الأفعال تجلت فعلاً وبوضوح في كل سفرياتي الخارجية.. لقد قمت بثلاث رحلات خارجية أثناء وجودي باللجنة، ورأست خلالها بعثات دبلوماسية شعبية أرسلت إلي هذه الدول.. لقد سافرت إلي انجلترا وقبلها إلي بروكسل في الاتحاد الأوروبي ثم إلي موسكو.. وفي كل دولة ذهبت إليها كان المصريون والعرب هناك حريصين علي مناقشتي لمواد هذا الدستور الجديد.
وليس ذلك فقط، بل لقد كنت منذ أسبوعين تقريباً أحضر اجتماعات اتحاد الكتاب العرب في عمان، ولما وصلت إلي هناك تساءل زملائي الأدباء والمفكرون: هل وصلت إلي هنا وتركت مكانك في لجنة مناقشة الدستور؟!.. هل من المعقول أن تترك هذا الدستور وتأتي إلي هنا؟!
وقد طمأنتهم بأنني أتيت إلي هنا في يوم إجازة نهاية الأسبوع، ولقد وجدوها فرصة من أجل مناقشتي في مواد هذا الدستور، عندئذ سألتهم.. وهل أنتم مهتمون بهذا الدستور إلي هذه الدرجة؟ فأجابوني: إننا نعتبره دستور كل العرب جميعهم وليس دستور مصر فقط، إنه بالفعل هو دستور المستقبل لكل العالم العربي، لأن دساتير جميع بلادنا سوف تتغير بناء علي دستور مصر، وهذا يدلك علي مكانة مصر وريادتها، وربما تكون هذه هي بداية استعادة دور مصر في هذه المنطقة مثلما كان يحدث في الخمسينيات من القرن الماضي، إن هذا الدستور سوف يساهم في تغيير دساتير المنطقة العربية كلها.
وما تقييمك لردود الأفعال الأجنبية والتي لم يرحب أغلبها بمواد هذا الدستور؟!
مما لا شك فيه أن الغرب قد استراح في تعاملهم مع الإخوان المسلمين، وهناك أدلة كثيرة علي ذلك رأيناها في حينها علي أرض الواقع، فعلي سبيل المثال بدلاً من أن الرئيس عبد الناصر كان يسبب لهم ازعاجاً بسبب إصراره علي القومية العربية وقيادته لحركات التحرر في المنطقة ضد الاستعمار القديم وبدلاً مما قام به الرئيس السادات وحتي مع مبارك مع تحفظنا لبعض سياساته والذي رفض إقامة قواعد لهم في مصر وتقديم تنازلات معينة، فجأة وجدوا نظاماً جديداً في مصر يقدم لهم تنازلات مخزية.. لقد عرضوا عليهم استضافة الفلسطينيين في سيناء.. وكما ساهم في إيقاف حماس لكل نشاطهم العسكري والمقاومة ضد إسرائيل.. عندئذ تجد أن دول الغرب عندما تري أنك قد أسقطت هذا النظام.. فإنها حتماً ستحاول إعادته بشتي الطرق مستخدمين في ذلك ما يردده الإخوان أنفسهم بما يسمي بالشرعية!!.. حيث جاءوا بالديمقراطية والصندوق ولذلك ما نقوم به حالياً من خلال إعدادنا لهذا الدستور وبالانتخابات التي سوف تأتي من بعده سواء برلمانية أو رئاسية، عندئذ تري هذه الدول أنك قد انتقلت إلي نظام آخر يقوم علي الشرعية الانتخابية ووفقاً للدستور الجديد، وساعتها سوف تسقط كل الحجج التي تنادي بعودة هؤلاء الإخوان وبالنظام القديم، من أجل ذلك أقول إنه علينا وفوراً إيقاف هذه الأحلام المظلمة سواء من الخارج أو من جانب الإخوان بالتصويت علي هذا الدستور باعتباره الخطوة الأولي نحو الشرعية الديمقراطية في ذلك النظام الجديد والذي جاء نتاج ثورة 03 يونيو .
أكثر من 57٪
وماذا عن تصورك في نسبة الإقبال والتصويت التي تتوقعها الخاصة بالدستور الجديد؟!
إننا وبداخل اللجنة قد اتفقنا علي أنه لا يمكن إقرار أية مادة إلا بنسبة 57٪ من موافقة الأعضاء.
إنني أقصد تصويت الجماهير.. فماذا عنه؟
أنا أعرف ذلك وسوف أحدثك عنه.. لقد اتفقنا أنه لن يتم إقرار أية مادة إلا بهذا الشرط.. وبالفعل لم يتم إقرارأي مادة إلا بحصولها علي هذه النسبة وكذلك فإنني أعتقد أن هذا الدستور لن يحصل علي أقل من 57٪ من نسبة أصوات المصريين، وأنت تعرف أن دستور الإخوان لم يحصل إلا علي 06٪ تقريباً بما كان فيه من حالات تزوير وبمشاركة 02٪ فقط من المصريين، أما الدستور الجديد فسوف أتوقع مشاركة كل الناس في هذا التصويت مثلما خرجنا في 03 يونيو، وربما هذه النسبة سوف تفوق ال57٪.
ضيق الوقت.. السبب
وهل مرت عليك لحظات خوف وأنت داخل اللجنة ربما أثناء المناقشات في أي وقت من قبل الموافقة علي الدستور كما رأينا؟!
لم أشعر بهذا الخوف إلا من حيث ضيق الوقت لأننا كنا محددين بتوقيت زمني معين نص عليه الإعلان الدستوري، وكنا فيه ملزمين بإنهاء هذه المهمة خلال 06 يوماً، وفي داخل اللائحة باللجنة قلنا ضرورة أن تكون 06 يوماً من العمل بخلاف الاجازات التي لا يجب أن تحتسب من هذه الفترة، ولقد كان رئيس اللجنة عمرو موسي يملك طاقة من الصبر شديدة جداً بحيث أنه كان يسمح لكل عضو أن يتحدث ويناقش كل مادة كيفما يشاء ويدلي برأيه بحرية كاملة، وفي أوقات كثيرة كنت أتحدث مع الرئيس عمرو موسي.. بخصوص ما لدينا من وقت محدد ومن ثم فلا يجب أن نترك كل واحد يتحدث في الوقت الذي يريده، فكان رده دائماً: إنه لن يكون دستوراً إلا وكل عضو قد عبر عن رأيه فيه، ولن يكون دستوراً إلا إذا توافقنا جميعاً علي مواده وهذا التوافق لا يأتي إلا من خلال الاستماع إلي جميع الآراء والرد عليها أيضاً من خلال المناقشة داخل اللجنة.
وهل ما تحكي عنه يدلل علي أنكم عشتم لحظات اتسمت بالحب والوطنية الصادقة أثناء إعداد هذا الدستور؟!
دعني أقول لك إنه كان حباً عاصفاً سادته المودة الدائمة والممزوجة بالخناقات والمناقشات العاصفة والحامية في أوقات كثيرة، وقد وصلت بنا الأمور في بعض الأحيان إلي إحساسنا بضرورة أن نفض هذه الشراكة ثم سرعان ما تعود الأمور إلي حقيقتها، ولقد تجلي ذلك وبشكل كبير وواضح أثناء الجلسة الختامية، وبعدما صوتنا لصالح هذا الدستور وانتهينا من هذه المهمة الوطنية الكبيرة، لقد رأينا مثل غيري الدموع التي كانت تنهمر من العديد من الأعضاء فرحاً بما تم إنجازه، وها هو الشاعر الكبير سيد حجاب تجري دموعه علي خديه فرحاً بهذه المناسبة وليس هو فقط بل وغيره من المشاركين في هذه المهمة الوطنية خاصة من الشباب.
الرئيس عمرو موسي
وما رأيك في إدارة عمرو موسي لمعركة الدستور داخل لجنة الخمسين؟
أنا أعرف عمرو موسي من زمان ولذلك لن أتحدث عنه ولكنني سأقول لك ما قاله عنه شباب الثورة الأعضاء في اللجنة وهم الذين جاءوا في نهاية الجلسة الختامية وقالوا له: لقد اكتشفنا فيك رجلاً وطنياً من الطراز الأول، حيث لديك قدرات سياسية بارعة ونحن كتبنا ضدك في الماضي ونعتذر، ثم قال أحدهم بالإضافة إلي ذلك، »إنني سوف أنشر غداً مقال اعتذار لعمرو موسي«.. وبالفعل نشر هذا المقال في اليوم التالي تقديراً لما وجده من قدرات لدي عمرو موسي، ثم قال له عضو آخر: »لو كنا انتخبناك رئيساً لحققت الوفاق الوطني بدلاً من الانقسام الذي أحدثه الإخوان.. هذا الوفاق الوطني الذي حققته داخل اللجنة كنت بالفعل سوف تحققه في المجتمع وكنا سوف نتفادي ما نحن فيه الآن«.
المرأة والشباب
وأين كان موقع المرأة داخل لجنة الخمسين؟!
لقد كانت عالية الصوت فيما كانت تطالب به من حقوق، كما كانت تهدد إذ لم نناقش أو نستجيب لطلباتها، وقد وصل الأمر إلي أن المرأة كانت تطالب التصويت بالاسم داخل اللجنة علي المواد الخلافية مع الرجال، وأنت تعرف الهدف من ذلك، لقد أرادت المرأة أن تحمل كل منا المسئولية أمام ضميره ووطنه وأهل بيته.
وهل وجود هذا الزخم من شباب مصر وسط هذه الكوكبة لم يتسبب في حالة من عدم الراحة في أوساطهم؟!
لقد كان مكانهم داخل هذه اللجنة هو مكانهم الطبيعي داخل المجتمع لأن ما حدث في المجتمع أن هؤلاء الشباب قادوا ثورة فانضمت إليهم كل فئات المجتمع ومن ثم أصبح هناك نوع من الوحدة بين ما يمثله هؤلاء الشباب وبين ما طالبت به فئات المجتمع كله، ولعل ذلك بدا واضحاً للغاية داخل اللجنة، وكما سبق وذكرت لك إنني كنت أري كل أطياف المجتمع المصري داخل هذه اللجنة، هذا المجتمع الذي يتطلع فعلاً للمستقبل وقد رأي أن المنطلق الأساسي لكتابة هذا الدستور هو ما حدث في ثورة 52 يناير و03 يونيو، ودعني أقول لك مرة أخري إن هذا الدستور الذي أنجزناه إنما سوف يساهم في إحداث التغيير الذي طال انتظاره، ولذلك وهو بالمناسبة أطول دساتير مصر علي مدي تاريخها حيث يحتوي علي 742 مادة منها 64 مادة مستحدثة.
وهل هذا معناه أنه دستور جديد وليس تعديلاً للدستور السابق؟
بالتأكيد، وهل تعرف معني وجود 64 مادة جديدة ولم ترد في أي دستور مصري من قبل وكان من بينها 81 مادة في باب الحقوق والحريات، إذن لدينا 81 حقاً وحرية جديدة منحت للمواطنين ولم تكن لهم من قبل في غيره من الدساتير السابقة.
وهل ما قام به حزب النور داخل اللجنة كان هدفه وطنياً أم استعراضياً لضرب قاعدة الإخوان في الشارع؟ أم كان دعاية لنفسه كحزب؟!
أنا أعرف أن حزب النور والسلفيين كانوا يمثلون داخل اللجنة تياراً وطنياً، كما أعرف أن ممثلهم وهو الدكتور محمد ابراهيم منصور كان رجلاً فاضلاً ولم يحركه إلا إيمانه الشخصي بما كان يعتقد في صوابه، وكان يقف دائماً ضد ما كان يراه غير صواب، ومن ثم كان رجلاً صادقاً لا تستطيع إلا أن تحترمه.. حيث لم نجد منه أية مناورات ولا محاولات الالتفاف حول كذا أو كذا.. رغم إننا كنا نختلف معه كثيراً ولكن في النهاية نحترمه.. وأريد أن أقول لك في السياق نفسه ما حققه دخول حزب النور في هذه التجربة أعتبره بكثير أهم وأوسع من التجربة في حد ذاتها.
وكيف؟!
لقد أثبت هذا الحزب أن الديمقراطية والعمل السياسي الديمقراطي الحر يستوعب الجميع ومفتوح أيضاً للجميع، لأن من يتهموننا اليوم بأننا نقف ضد الإخوان ونستبعدهم ونقصيهم وهو الاتهام الذي يأتينا من الغرب ثبت أن العكس هو الصحيح، لأنه في بداية عمل هذه اللجنة طرح علي 8 أحزاب دينية أن تتقدم بمرشحيها داخل اللجنة مثلما طرح علي بقية الأحزاب المدنية، ولكن الإخوان هم الذين رفضوا بالإضافة إلي بقية الأحزاب الدينية ما عدا حزب النور، معني ذلك أن التجربة تقول إن المشاركة كانت مفتوحة للجميع وهذا يعني باعتبارها رسالة إلي الغرب أن من يمتنع هم الإخوان وليس النظام السياسي الموجود حالياً، والإثبات الذي برهن علي ذلك هو حضور حزب النور وممارسته الحرة لدوره، وهذا يدل دلالة واضحة علي أن الإخوان رفضوا العمل السياسي واختاروا بدلاً منه العنف في الشارع، كما أثبتت هذه التجربة أن المجتمع المصري ليس في جانب والإسلام السياسي في جانب آخر مختلف، وإنما المجتمع المصري في جانب والإخوان وحدهم في جانب آخر.
هل أنت مع الانتخابات البرلمانية أولاً أم الرئاسية أولاً؟
إن خريطة الطريق قالت إن البرلمانية أولاً ولقد مشينا في ضوء ذلك إلي قبل النهاية بقليل وكان عمرو موسي ممن أيدوا أن نسير وفق ما أشارت إليه خريطة الطريق، حيث يري هو شخصياً أن موقع الرئاسة حالياً غير شاغر، وليس لدينا برلمان ومن ثم علينا استكمال هذا المشوار، ولكنني وغيري في اللجنة كان رأينا عكس ذلك، حيث كنا نؤيد الانتخابات الرئاسية أولاً، وكان هدفنا من ذلك هو سرعة إضفاء الشرعية علي الوضع الجديد، وانتخاب رئيس الجمهورية في تصورنا كان سوف يؤكد ويخلق هذه الشرعية الجديدة عكس ما نبدأ بالبرلمان، لقد كنا نري أن عنوان هذه الشرعية هو الرئيس المنتخب.. ومازلت أري أن ذلك هو الأفضل ولكن نحن مع الأغلبية.. ولذلك وخروجا من هذا الموقف تركنا هذا الاختيار لرئيس الجمهورية باعتباره صاحب السلطة التشريعية الآن وعليه أن يقرر الصالح العام وفق رؤيته.
وفي الختام نسألك: كم ساعة كنت تعمل وزملاؤك داخل اللجنة؟!
21 ساعة.. لقد كنا نبدأ من الحادية عشرة صباحاً إلي الحادية عشرة مساء وفي بعض الأحيان كان العمل يستمر داخل اللجنة حتي الواحدة صباحاً، وفي هذه الفترة ومثل كل زملائي انقطعنا تماماً عن كل أنشطتنا الخاصة والعامة وتفرغنا تماماً لهذه المهمة.. وكل من كانوا حولي قد تفهموا ذلك بدءاً من البيت حتي اتحاد الكتاب المصري واتحاد الكتاب العرب، وكما قلت لك فإنني لم أكن وحدي في ذلك، بل رأيت هذا الطبيب الشهير مجدي يعقوب الذي كان يؤجل كل ارتباطاته الداخلية والخارجية من أجل أن يتفرغ لهذه المهمة الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.