ما هو الدور الحقيقي الذي لعبته الأحزاب السياسية في الشارع المصري ؟ ..؛ هل الأحزاب الأساسية والقوي المدنية قادرة عل خوض الانتخابات البرلمانية القادمة ؟ ..؛ ما هي العقبات التي تواجهها ؟ ..؛ هل اندماج الأحزاب فيما بينها وتحالفاتها مع بعضها البعض يمثل نقطة قوة لها أم هو نتيجة فشلها ؟ ..؛ ولماذا لم تتفق الأحزاب المدنية فيما بينها وتعلن عن مرشحها للانتخابات الرئاسية القادمة ؟ ..؛ إجابات هذه الأسئلة في حوار (الأخبار) مع فريد زهران نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي..؛ والي التفاصيل:؛ الانتخاب بالنظام الفردي ضربة للديمقراطية والأحزاب الإخوان لن يغيبوا عن ساحة الانتخابات البرلمانية والرئاسية ما هي قراءتك للمشهد السياسي الآن؟ ملخص المشهد السياسي أن القوي التي أسهمت في إسقاط الإخوان وحكومتهم لم تكن قوة واحدة إنما عدة قوي مختلفة منها القوي الديمقراطية وقوي محسوبة علي النظام القديم بطرق مختلفة.. كل ما جمعها هي الخصومة مع الإخوان والسعي لإسقاطهم ومن ثمّ هناك ارتباك في الأداء السياسي فالنظام يبدو وكأنه غير منسجم بما يكفي.. مثالاً تتقدم الحكومة بقانون التظاهر فيرفضه عدد من أعضاء مجلس الوزراء ثم يعاد مناقشته بناء علي ضغوط داخل أجهزة الدولة نفسها. الضغوط من أجهزة الدولة أم من الشارع المصري أيضاً؟ بالفعل هناك ضغوط من الشارع وضغوط من القوي الديمقراطية واستجابة من تيارات داخل الدولة..إذن نحن نتحدث عن وضع انتقالي فعلاً وبإمتياز فالقوي غير المتناغمة مضطرة للعمل مع بعضها البعض لذلك هذه القوي نفسها تتنافر وتتجاذب وتتصارع فيما بينها في كثير من الأحيان ومن ثمّ المشهد يبدو مرتبكا لأن الحكم ليس في قبضة اتجاه واحد أو تيار واحد أو جبهة واحدة وهذا عكس ما نشهده في العالم الغربي حيث إن هناك جبهات تحكم ولكن بشكل متناغم ولكن ما يحدث في مصر أن هذا الوضع لم يتم. خارطة الطريق ولماذا لم تجتمع القوي السياسية المختلفة خاصة بعد تجربة ما بعد 25 يناير؟ لأن خارطة الطريق وضعت علي عجل ولم يكن هناك وضوح وشفافية في طبيعة التحالف الذي أسقط الإخوان والذي هو في الأصل تحالف ضمني غير معلن كما لم تقم أطراف التحالف بمناقشة طبيعة التحالف وخطته وبالتالي الوضع مرتبك جداً لعدم وجود حوار شفاف بين أطراف اللعبة السياسية ولعلنا نذكر مشهد إلقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي لبيان خارطة المستقبل ومن حوله مجموعة من الشخصيات البارزة هؤلاء هم أطراف ما بعد 30 يونيو الذين وقّعوا علي خارطة المستقبل وأعلنوا إسقاطهم للإخوان واقامة نظام جديد ولكن كان عليهم أن يتناقشوا بشفافية وعمق وأن يصلوا إلي ما هو أبعد بكثير من خارطة المستقبل كوضع أسس وقواعد وبناء عليها تحدد من أي الأحزاب ستشكّل الحكومة وتقسيم الحقائب الوزارية وخطة الحكومة كما كان من المفترض أن تجلس كل القوي السياسية تتناقش وتتحاور بعمق لتصل إلي تصور وتقسيم العمل والحقائب الوزارية وبالتالي تصبح هذه القوي شريكة في السلطة بالأصالة عن نفسها وتدافع عن الحكومة وتدعمها لكن ما حدث أن الحكومة تبدو وكأن لا سند لها علي الرغم من أن بها وزيرين من حزب الوفد،وثلاثة وزراء من حزب الدستور ورئيس وزراء ونائب رئيس وزراء من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي . لذا السبب وراء ارتباك المشهد السياسي وعدم وجود سند سياسي للحكومة .إن النظام ليس علي قلب رجل واحد فالنظام بمكوناته المختلفة مظلة تحتها قوي متنافرة في أمور كثيرة وتتصارع والنتيجة عدم وجود حوار واضح وشفاف. من خلال هذا المشهد المرتبك سياسياً هل القوي السياسية بإمكانها خوض الانتخابات البرلمانية القادمة؟ القوي السياسية الديمقراطية تستطيع أن تخوض الانتخابات البرلمانية لكن للأسف في الوضع الراهن نجد أن المنتمين لأحد الاتجاهات المحسوبة علي الدولة القديمة التي أسميهم بدعاة الدولة الأمنية منتشرون في الإعلام لعمل دعاية مباشرة ضد الأحزاب السياسية والديمقراطية وضد الدولة وأجهزة الدولة وبمعني آخر الأجهزة الأمنية وذلك للنيل من الأحزاب السياسية التي هي مازالت ناشئة وضعيفة وجاءت عقب عقود طويلة من مصادرة الحياة السياسية ومن ثمّ هي في حاجة إلي تمكين ولكن ما يحدث هو العكس فالأحزاب تتعرض لهجمة.. تمكين الأحزاب بأي صورة يكون هذا الدعم من وجهة نظرك؟ أن نقوّي الأحزاب..مثالاً نحن نخشي أن عدد الأقباط والمرأة والشباب بالبرلمان القادم لن يكون كافياً فماذا نفعل في هذه الحالة؟.. هل نسنّ قوانين وتشريعات لتمكين هذه الفئات من الدخول إلي البرلمان أو نمنعهم من الوجود في البرلمان؟.. نحن نري أن المرأة إذا خاضت الإنتخابات البرلمانية بطريقة تقليدية ستخسر وكذلك الأقباط لوجود مناخ طائفي لذا نحن نتكلم عن تمكينهم ودعمهم.. وإذا تحدث أحد عن ضعف الأحزاب ويستنتج من هذا ضرورة ذبح الأحزاب فهذا شخص مغرض وسييء النية ومعاد للوطن ومستقبله. هل من عقبات أخري تواجه الأحزاب السياسية غير ما أوضحته سابقاً؟ نعم.. ستتعرض الأحزاب لعقبة كبيرة جراء القوانين التي يمكن أن تكون عائقا في اتجاه الأحزاب وبالتحديد إذا ما تقرر أن تجري الانتخابات بالنظام الفردي لأنها ستكون ضربة قاسية وموجعة للأحزاب وبالتالي النظام الفردي ضربة للسياسة والديمقراطية والأحزاب. المواطن البسيط يري أن الأحزاب السياسية ليس لها وجود في الشارع المصري من قبل ثورة 30 يونيو؟ الدور الذي لعبه الجيش المصري في حسم الصراع بين الشعب والإخوان يوم 30 يونيو أعطي وزناً كبيراً للجيش وهذا أمر حقيقي فلولا انحياز الجيش للشعب ما نجح الشعب في الإطاحة بالإخوان..ولكن يعلم كل من يعنيه أمر هذا البلد وكذلك أي سياسي والجيش نفسه بالمواجهة التي قامت بها الأحزاب والقوي السياسية المختلفة مع الإخوان منذ وصولهم إلي أكثرية برلمانية وحتي إسقاط مرسي فنحن واجهناهم في الشارع أثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفي وسائل الإعلام حيث كشفنا للرأي العام أنه ليس لهم رؤي لصالح الشعب كما واجهناهم في النقابات المهنية وفي إنتخابات اتحاد الطلبة وهزمناهم هذا هو الدور الذي لعبناه بامتياز وحينما جاءت لحظة 30 يونيو وبدا دور الجيش كان من المفترض أن الجيش ووسائل الإعلام يعيدان تذكير الشعب بالدور الذي لعبته الأحزاب السياسية والسياسيين لكن للأسف ظهرت أصوات بدا وكأنها تتحدث باسم الجيش والأجهزة الأمنية وعلت هذه الأصوات وهي تتهم كل ما عدا هذه الأجهزة الأمنية والدولة أنهم لم يكن لهم دور وأن السياسيين والأحزاب السياسية لم يكن لها أي دور في عملية إسقاط الإخوان فقللت من دورهم ومن دور الشعب نفسه بينما الشعب هو بطل 30 يونيو وعموده الفقري كانت الأحزاب الديمقراطية.. أما دور الجيش فكان حاسماً في تأييد الشعب والقوي الديمقراطية..لكن دعاة الدولة الأمنية يتمنون الآن تحويل الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلي فرعون جديد وهم ينفذون خطتهم بنفاقهم له. وما هدفهم من ذلك؟ العودة إلي المشهد مرة أخري وهنا أوجه تحية للفريق السيسي لعدم استجابته لما يخططونه كما أشفق عليه من حجم نفاقهم له وأناشده أن يتجنب التحول إلي فرعون .. لذا القراءة الصحيحة للمشهد تقول إن هناك ثورة قام بها الشعب وفي قلب هذا الشعب القوي الديمقراطية وأن الجيش أيّد هذه الثورة إذن المطلوب إعادة الاعتبار للشعب والأحزاب السياسية. سر عدم الاتفاق ما أشرت إليه في إجابتك السابقة يدفعني أن أسألك لماذا لم تتفق القوي الديمقراطية علي مرشح تدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ لأن الأحزاب في مصر ليست قوية بما يكفي لكي تقدم المرشح ولكن إذا نظرنا إلي فرنسا علي سبيل المثال نجد أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يقدم مرشحاً.. الحزب الشيوعي بالمثل كذلك الحزب الديجولي أما في مصر شخصية المرشحين الرئاسيين كاريزمية وأقوي من الأحزاب مثل عمرو موسي الذي كان مرشحاً سابقاً ولم يكن مستنداً في شرعية ترشحه علي حزب يدعمه بل كان مستنداً علي تاريخه كشخص وهذا يرجع إلي أن الأحزاب السياسية ليست قديمة بينما أتوقع بعد 20 سنة سيكون من الصعب جداً أن نري مرشحاً مستقلاً وستكون القاعدة العامة هي أن الحزب هو الذي سيقدم المرشح الرئاسي.. باختصار الانتخابات الرئاسية القادمة لن تكون عملا حزبيا مؤسسيا بل لأفراد وبالتالي لن يكون للأحزاب السياسية دور فيها ولكن أعتقد أن بعد 10 سنوات ربما يصبح للأحزاب السياسية وزن في تحديد مرشح رئاسي. الإندماج والتحالف وماذا عن فكرة اندماج الأحزاب علي شكل تحالفات هل هي في صالح الأحزاب أم نتيجة لفشلها كما يعتقد البعض؟ الاندماج والتحالف ليس قضية إرادية والتعدد ليس سيئا.. العالم كله به أحزاب عديدة.. مصر بها اليوم 87 حزبا منهما ما يقرب من 15 حزبا حقيقيا وهذا عدد قليل بالنسبة لعدد السكان في أي مكان بالعالم..لكن هناك فرق بين عدد الأحزاب والأحزاب الرئيسية فالأحزاب الرئيسية في فرنسا علي سبيل المثال تتجمع في تحالفين أو ثلاثة تحالفات انتخابية كبيرة ولنذكر أن الأخوان كونوا تحالفا به أكثر من حزب وكذلك الكتلة المصرية والثورة مستمرة بمعني أن الأحزاب تكون ائتلافاً انتخابياً وذلك في لحظة الانتخابات.. لكن الاندماج يحدث إذا كانت أفكارا ورؤي الأحزاب متقاربة مثلما حدث بين حزبنا الحزب المصري الديمقراطي وحزب العدل وحزب الدستور الذي نحن الآن في حوار معه من أجل الاندماج.. إذن الاندماج يقتضي اتفاق علي الأفكار الإستراتيجية في الأساس بينما التحالف الانتخابي يفترض الاتفاق علي البرامج علي المدي القصير والمتوسط وهذا كان موجودا وسيظل موجودا. هل تتوقع أن يدفع الإخوان بمرشح لهم في الإنتخابات الرئاسية القادمة؟ نعم.. وبشكل غير مباشر أتوقع أنهم سيدعمون مرشحا ما وستكون بينهما صفقات.. ربما يكون د.أبو الفتوح هو مرشحهم القادم فهو مازال موجودا كذلك حزب مصر القوية وإذا قرر خوض الإنتخابات من المحتمل أن يدعموه ومن الممكن أن يكون مرشح حزب النور في الانتخابات الرئاسية القادمة هو المرشح الذي سيدعمه الإخوان هذا أمر وارد باختصار الإخوان لن يغيبوا عن ساحة الانتخابات البرلمانية والرئاسية سواء بالأصالة عن أنفسهم أو عن طريق وسائط وواهم من يعتقد غير ذلك.