في مارس 2009 .كنت في طريقي إلي العاصمة القطرية الدوحة. لتغطية أعمال القمة العربية العادية والثانية مع دول أمريكا الجنوبية التي استضافتها في ذلك الوقت قطر.كنا مجموعة من الصحفيين وفي المقدمة النقيب مكرم محمد أحمد. ولم يكن للركاب المصريين العائدين إلي أعمالهم سوي سؤال واحد هل يشارك الرئيس مبارك في أعمال القمة ؟استغربنا السؤال ولكننا عرفنا منهم السر فالإشاعات تملأ البلد بان قطر ستطرد العمالة المصرية وعددها يتجاوز 125 ألفي عملون في جميع المجالات مع استمرار الأزمة السياسية بين البلدين كان القلق يجتاح الجميع وعندما ناقشنا الأمر مع من التقينا بهم من المسئولين القطريين استهولوه ونفوه جملة وتفصيلا وهو ماكان بالفعل انعقدت القمة ورأس د.مفيد شهاب وفد مصر فالمهم المشاركة أما التمثيل فهو قرار كل دولة وفقا لظروفها ولم تستغن قطر عن أي عامل مصري ولم تطرد أي فرد واستمرت أوضاع الجالية علي أفضل ماتكون تلقي كل اعتزاز واحترام وتقدير لدورها التاريخي في بناء قطر. ولم تتوقف أيضا منح تأشيرات عمل جديدة للمصريين ماحدث لم يكن غربيا علي القيادة القطرية ولاعلي الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر.وبقدر سعادتي بالزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلي قطر. في إطار جولته الخليجية التي ضمت الإمارات والبحرين فإنها لم تكن مفاجأة للمتابعين لتطور العلاقات والاتصالات بين الرئيس مبارك والشيخ حمد خلال الأشهر الماضية فقد التقيا في القمة الخماسية في طرابلس في يونيه الماضي. لمناقشة بروتوكول تطوير العمل العربي المشترك. وفي قمة سرت الاستثنائية في أكتوبر الماضي. وكان ذلك مؤشرا لنهاية وانقشاع سحابة الصيف من سماء العلاقات بين البلدين ولعل نتائج زيارة المهندس رشيد محمد رشيد منذ أسبوعين كانت »فاتحة الخير« فقد أرست قواعد علاقات صحيحة قائمة علي المصالح المتبادلة حيث تم فيها الاتفاق علي زيادة التبادل التجاري وحجم الاستثمارات القطرية في مصر علي ضوء الفوائض الضخمة لدي قطر. الزيارة أكدت انه لايصح إلا الصحيح ووضعت الأمور في نصابها. التباين في وجهات النظر تجاه القضايا السياسية المطروحة لايعني أزمة في العلاقات أو تنافس في الأدوار فمثل هذه الأمور موجودة في أذهان من يروج لها وهي للأسف لاتعرف قدر مصر تاريخيا وفي المحيط الإقليمي وماتملكه من مقومات »القوة الناعمة« حمي الله العلاقات المصرية القطرية من المزايدين من بعض الإعلاميين!!