المقصود مصطفي بك أمين الصحفي المتفرد الذي لم تعرف الصحافة العربية مخبرا مثله بشهادة ألد خصومه . كان " مصمص " الاسم الذي عرف به في بدايات حياته الصحفية والذي كان يكتب به كاسم مستعار أساس شغفي بالصحافة وهيامي بصحف أخبار اليوم . بعد خروجه من السجن في بداية السبعينيات كتب قصة " لا " التي كنت ألتهم سطورها وأنتظر علي أحر من الجمر علي مدي الأسبوع لأقرأ الحلقة التالية . أمسكت الصحافة بتلابيب عقلي وقلبي ولم تغادرها حتي الآن عاشقا لهذه المهنة الساحرة . ومنذ ذلك الوقت الذي مر عليه حوالي 40 عاما لم يفارقني حب صاحبة الجلالة بسبب مصطفي أمين. كان عملاق الصحافة العربية نموذجا بالنسبة لي ، صاحب القلم الرشيق الذي ابتدع أسلوب الكتابة بالجمل القصيرة والعبارات السهلة التي يسيطر بها علي مشاعر الناس ويأسر قراءه فلا يغادرون محرابه أبدا. أثر مصطفي أمين في الصحافة المصرية لا يعادله آخر، فقد أسس أول جريدة تتخطي في توزيعها حاجز المائة ألف في طبعتها الأولي ونقل الثقل الصحفي من المدرسة الشامية إلي المدرسة المصرية الخالصة التي اتسمت بالأسلوب الحديث الذي خبره مصطفي أمين خلال تعليمه بالولايات المتحدة. واليوم بمناسبة مرور 69 عاما علي وجود أخبار اليوم لا يكفي الحديث عن مصطفي أمين ومدرسته التي يعشقها كل من درس أو شغف أو عمل بالصحافة مثل هذا المقال أو حتي مجموعة من الكتب ، لأن أخبار اليوم مدرسة الصحافة المصرية التي جاءت كالقاطرة فشدت وراءها الصحف العربية الحديثة. كان مصطفي أمين عبقريا في صحافته وفي كتابته وفي أفكاره واستطاع أن يخدع آلاف السذج مثلي الذين اعتقدوا أنهم بعملهم في الصحافة قد يصبحون في يوم ما مصطفي أمين. لقد عشنا في الحلم والخيال ولكن الواقع الحالي للصحافة المصرية أليم، وبقدر إعجابي بمصطفي بك واستمتاعي بكل ما قرأته من مقالاته وكتبه.. بقدر ما أترحم عليه وأقول له: سامحك الله يا مصطفي بك علي ما صورته لنا واعتقدنا أننا سنعيش يوما مثلما عشت .