دقيقة حداد علي وطن أصابه وباء العطن والعفن.. أكوام من السفالات والبذاءات مع الزبلات انفجرت بعد أيام من ثورة فجرها الشباب وسرقها عواجيز الفرح وحطوها في الكفن.. ودارت بيننا الأيام عايشين بناكل كلام.. ونشرب آلام.. والحرية صبحت تلطيش وضرب بالأقلام.. وتهديد بالسنج والمطاوي والآلي والخرطوش وتعطيل دوران المكن. وكل يوم بيعدي علينا بيزود جراحنا وآلامنا وينسف في طريقه أفراحنا ويسيب بدالها أحزان كتير ومعاها جبال م المحن ولسه ياما ح نشوف ونسمع في البلاوي والحكاوي ومفيش طبيب يداوي نفوس مريضة بالكذب والرياء وداء الفساد لكل شئ بسعر وتمن .. نفوس كانت زمان بتخاف من الخوف والزمن.. دلوقتي خوفها زاد وغطي وغمي العيون وطمس القلوب وملاها بالحقد والغل والحسد.. وساعة الطوفان ما يهل الكل ح يدفع التمن. دقيقة حداد علي الأخلاق اللي صبحت في الحضيض.. وصبح الحديث البذئ هو حديث السهرة وفي الأندية وع الشاشات وجوه كل بيت والصوت العالي مفيش له رقيب وشطبنا من أيامنا الكلام المحترم والهمس الخفيض .. والحيا والاختشا والعلم والتربية والأدب بيدخل ويخرج م العقول زي دم الحيض.. لا له فايدة ولا قيمة وشبابنا الروش بيسموه كلام بيض.. ولغتهم بقت علانية ع الفيس بوك وتويتر وعلي لسان القشاش والحشاش والغشاش وثقافتنا بناخدها من اعلانات السيما اللي متحبشة بالشطة والبهارات والرقص والهزات والمزات والتنطيط وشد الوش والتبييض. دقيقة حداد علي إعلام دمر عقول البشر بالتهليل والتطبيل لكل صاحب سلطة وكأنه النبي المنتظر وعلي مزاج مزاجه يتلونوا ويتحنجلوا ويلعبوا التلات ورقات.. والاسم توك شو وعاملين شو وضيوفهم من النشطاء والرفقاء وأصحاب الحظوة من البهوات .. اللي بيطاردونا في ساعة وينيمونا علي الأرق والتعب والحزن والآهات.. وكل يوم من ده.. مع شوية تليمحات وتهديدات وتصريحات وأخبار مقلوبة ومكتوبة بمية النار بتكوي فينا وتخلينا دايرين في ساقية وبنغني علي حالنا وأحوالنا بمرارة الكلمات.. ونقول لروحنا ملعونة دي حرية اللي جايبه البلاوي وزرعاها في كل ميدان وشارع وفي قلب الحارات. دقيقة حداد علي صاحب العصمة اللي سخر م الكل ودمر القامات.. وخللي جماهير مصر العفيفة الشريفة ست ماشية علي حل شعرها وبتعترف ان حياتها وحريتها ملقتهاش إلا مع الضباط وأصحاب البيادة والنسر والنجمات.. وإنها متكيفة م الوضع ده وبتتمني يغازلها أبو الشريط الأحمر وطظ في الثورة والحرية والديمقراطيات والمدنيات.. وان احنا متعودين دايما علي الضرب بإيد من حديد بدون أي مقدمات علي الوش والمؤخرات.. هي الحداقة والفروسية والسخرية ولعب الحواجب والغمزات.. والكلام اللي يخدش المشاعر ويهدم في القيم أصبح عندك في برنامجك من المسلمات.. معهلش يا صاحبي.. العيب مش فيك.. العيب فينا احنا.. ما أنت واحد مننا.. وكل ما تروقنا وتهزءنا وتلاعبنا وتزغزغنا نموت م الضحك.. الكل باسم وراسم علي وشه خطوط من الحكايات والروايات.. وبيرويها لأصحابه وأحبابه والمعجبات من الستات.. ولا الأدب يعرفه ولا كلمة عيب عرفت طريقها لأولادنا وأحفادنا من الصبيان والبنات. دقيقة حداد علي حكومة الببلاوي اللي شاخت وتاهت في دهاليز الإرهاب والكباب.. وجابت م البلاوي أطنان من السواد والهباب.. لا عندها رؤية ولا قوة ولا نخوة ولا مروَّة وحدها الأدني بيخبط علي الأبواب.. والأقصي في علم الغيب وأصحاب المعاشات نزودهم حبتين وسايبين الشباب يسفوا التراب.. ويغمسوا بالشهادات والمؤهلات القهر والحزن والخيبة وفوقهم العذاب ويقولوا ده ارهاب . يا ناس يا كبرات البلد.. يا مسئولين عن البنت قبل الولد.. أدونا خبرتكم وحكمتكم وسيبوا الأجيال الجديدة تمسك الدفة وتشد العود والوتد.. وعلموهم ان أول طريق الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية يبدأ بالعمل والجهد والعرق وانتم تبقوا ليهم سند.. وإن العلم والأخلاق واللقمة الشريفة والكلمة اللطيفة هي السبيل الجميل والصدق يكون عنوان لكل مايل عايز يتسند.. ونفتكر دايما ان نبينا محمد بعثه ربي علشان يتمم مكارم الأخلاق وإنه في دعاه كل صلاة يطلب رضاه ويزيده علما.. وعلينا نستمد منه ومن سنته السمحة الكريمة المدد.. ونعود لكتاب ربنا ونعرف انه خلق البشر من ضلع آدم لا فرق بينهم.. ولا لون ولا حصر.. ولا عدد.. الكل إنسان بيوحد الواحد الديان الفرد الصمد.