يا راجل انت اختشي كنا أطفالا والفنانة القديرة والجميلة شادية تغني في مسلسل إذاعي أيام كانت الإذاعة هي الشريك الجميل للأسرة في البيت والحياة كان المسلسل اسمه «نحن لا نزرع الشوك» وفي واحدة من أغنيات المسلسل أغنية خفيفة الظل ترد بها علي من يعاكسونها من أهل الحارة.. كانت معاكسة بكلمات لطيفة لبنت الحتة الجميلة ولم نكن قد عرفنا التحرش ولا الخطف والاغتصاب ولا المهانة للمرأة وجسدها. كان مقطع من الأغنية يقول: «يا راجل انت اختشي مش عيب علي سنك طب ده انت في السن ده تطلع يا دوب يا دوب جدي»، ترددت هذه الأغنية بقوة علي لساني وأنا أقرأ لمن لا يرد عليهم إلا ب «يا راجل انت اختشي مش عيب علي سنك». ليس لأن الكلمات المكتوبة معاكسة لفتاة جميلة ولا تحرشا بها ولا محاولة اغتصاب لكنه أفدح لأنه اغتصاب فعلي لعقولنا، فالكاتب «من دول» وقد تجاوز بعضهم الثمانين ولكن صحتهم وشكلهم يدي الواحد منهم بالكتير أربعين، الوش مدور ومربرب وحينط منه الدم أما «الكرش» والدهن حاجة كده علي رأي الراحل العظيم عبدالفتاح القصري «يا صفايح الزبدة السايحة». وييجي الواحد منهم من المقررين علينا في كل وسائل الإعلام ويقعد يقول في الحزب الوطني وجمال الحزب الوطني وطعامة الحزب الوطني أصل البلد دي ما خلفتش حد غير الحزب الوطني. ومنه علي الحكومة وجمال الحكومة وإنجازات الحكومة اللي ما فيهاش عيب غير إنها حكومة خجولة غرقتنا في الخير كله بس عيبها إنها مقدرتش تعمل دعاية عن إنجازاتها الجبارة. ويضعونا وهم يدركون ذلك جيدا في حالة من اللزوجة السخيفة لأنهم يعرفون أن كلامهم اللزج ليس موجها لنا بل موجه لأصحاب النعم عليهم، الذين هم أصلا لا يقرأون ما يكتبه أحد ولو أن في هذا البلد مسئولاً قرأ البؤس وفقدان الأمل علي الوجوه لانتحر خجلا. ولكن هؤلاء لا يعرفون الخجل، رغم أنهم يعرفون أنه في ظل حكمهم الراقد علي قلوبنا أوشك الانتحار هربا من الفقر أن يصبح ظاهرة. وهم لا يعرفون الخجل وإلا بماذا تفسر تنطيطهم فرحا وزأططة باكتساح حزبهم لانتخابات الشوري، بل يبشرون باكتساحه لانتخابات مجلس الشعب ويسكبون الحبر ولغو الكلام لتفسير نبوءتهم بأن حزبهم الوطني سيكتسح الكل في مجلس الشعب ولكنهم لم يقدموا التفسير الوحيد للنبوءة التي نؤكدها جميعا والتي بسببها لا يتوجه الناخبون لصناديق الانتخابات ، فعلا إن حزبهم الوطني الديمقراطي سوف يكتسح بالتزوير وليس بإنجازاته وسياساته التي دمرت البلد وهم يعرفون أن الضمانة الوحيدة لوجودهم في الحكم هي «أن التزوير هو الحل» و«يا راجل انت اختشي مش عيب علي سنك» ما انت عارف إن كله «بالتزوير يا حبيبي».