صور الطفلة مريم شهيدة الغدر والخسة تطاردني في اليقظة والمنام، تتصدر الصفحات الأولي في جميع الصحف واغلفة المجلات، ما من برنامج تليفزيوني إلا وقدم عنها تقريرا إخباريا يجلب الحزن والأسي. ابكاني التقرير الذي بكت فيه زميلاتها بالمدرسة بكل طهر وبراءة، هل ستؤثر هذه الصور الانسانية في ضمير من اغتالوها برصاصات الارهاب الاعمي في كنيسة الوراق ان كان لديهم ضمير ومازال لديهم ذرة انسانية؟! ملاك في عمر الثماني سنوات ارتدت الفستان الابيض لتفرح كما كل البشر الذين ذهبوا لقضاء الواجب في عرس تحول فجأه علي يد الغدر إلي مأتم يخلف الحسرة واللوعة والحزن في القلوب والنفوس، فمن يا تري المسئول عن دم مريم التي نالتها 8 رصاصات اخترقت الجسم الطفولي النحيل، من المسئول عن ضحايا الحادث والمصابين من الاقباط والمسلمين ؟ هل هي الشرطة التي لم يكن لها اي وجود في تأمين المكان بعد حرق قسم الوراق، وهل كانت الحراسة اذا وجدت علي الكنيسة بشكل الحراسة الشكلية الهزيلة التي نراها علي الكنائس والبنوك ستستطيع التصدي للأسلحة الآلية التي ينفذ بها الارهاب عمليات الخسة والاجرام الدموي، أم ان رجال الشرطة سيكونون من القتلي والضحايا ايضا ؟ كل شيء في البلد مرتبك، كل مسئول في البلد مرتعش، لا حسم ولا حزم ولا جدية بعد ثورة شعبية كاسحة وجارفة ازاحت نظاما فاشيا فاشلا وانتظرت الناس ان تكون الحكومة المؤقتة ورئيسها علي مستوي الحدث التاريخي الجلل، لكن وللأسف النتائج علي الارض تجلب الاحباط واليأس والضيق والقرف، في ظل الطواريء يمرح الارهاب بعرض وطول البلاد وحكومتنا المؤقته لم تطبق القانون وكأنها تخشي عفريتا مخيفا تراه هي ولا يراه الناس، لما فرضتم حالة الطواريء التي اساءت لصورة مصر في الخارج طالما الطواريء غير مفعلة، وفي حظر التجول يضرب القمر الصناعي في المعادي، وفي غير أوقات الحظر ترتكب العمليات الارهابية ضد جنودنا في سيناء وتنفجر السيارات الملغمة بالقرب من المخابرات الحربية بالاسماعيلية، وتتحول الجامعات لساحة قتال واشتباك بفعل منظم وممنهج من طلاب الجماعة المحظورة بحكم المحكمة لتعطيل الدراسة وفرض واقع مؤسف يكشف عن يد الدولة المرتعشة التي نسيت انها فرضت الطواريء لمنع مثل هذه الاعمال المجرمة في القانون الجنائي العادي! دم مريم وغيرها من ضحايا الغدر وعمليات الخسة التي لن تتوقف في ظل هذا الارتعاش الحكومي، ومتوقع تصاعدها في ظل غياب الدولة، معلق في رقبة السيد رئيس الوزراء وحكومته التي اقسمت علي حماية أرواح الناس وحماية الوطن واستقراره، معلق ايضا في رقبة كل من حدثنا في تلك الحكومة عن المصالحة مع فصيل اعتبره البعض سياسيا ولم يصنفه علي انه فصيل ارهابي يدمر ويقتل ويحرق ويقطع الطرق ويريد اسقاط الدولة ويستدعي معونة الخارج، وتشيد بناته علي دقات الدفوف بأوباما البطل، ويلوث شبابه جدران المؤسسات والجامعات والمدارس ومحطات المترو والمرافق العامة وكل المباني في الشوارع بعبارات السباب والشتائم المسفة البذيئة للفريق السيسي وجيش الدولة وشرطتها واجهزة الأمن المختلفة، إلي متي يا دكتور ببلاوي سيستمر هذا الحال المتردي وتلك الايادي المرتعشة الخائفة التي تطبطب هنا وهناك، إلي متي والناس ضاقت بالغلاء المتوحش وارتفاع وتيرة جنون الاسعار رغم التسعيرة الجبرية التي اسميتموها بعبارات الخجل " التسعيرة الاسترشادية " المؤقتة، إلي متي والفوضي تضرب كل مناحي الحياة في الشارع، موتوسيكلات صينية رخيصة تمرح في الشوارع بدون لوحات مرورية تصدم وتغتال الناس، وترتكب بها الجرائم الارهابية في الليل ووضح النهار، اوقفوا استيراد تلك الدراجات النارية الفوضوية، صادروا غير المرخص منها في حملات مكثفة يوميا، طاردوا الباعة الذين احتلوا نهر الطريق وسدوا الارصفة، طاردوا سارقي الكهرباء من هؤلاء الباعة الذين مدوا الاسلاك ونهشوا بطن اعمدة الانارة للتأكيد علي اننا نعيش في " "اللا دولة "، وفي ظل " اللاحكومة "، ودمتم !