يهل علينا عيد الاضحي المبارك هذا العام وكلنا أمل في أن يهدينا الله العلي الكريم الي استيعاب معانيه العظيمة في التضحية والفداء. هذا يتطلب الالتزام بالدين الصحيح الذي تدعو تعاليمه إلي السماحة وخير الانسان ورعايته والحفاظ عليه.. لا جدال ان الوطن الذي يجمع عباد الله يدخل ضمن ما يجب ان تشمله هذه الرعاية باعتباره المكان الذي يوفر الامن والامان لهؤلاء العباد. وليست قصة ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام والذي نحن ابناء ذريته سوي النموذج الذي من الواجب علي المسلم اتباعه في حياته في اطار ما يفرضه الدين من تقديس للقيم والمباديء التي يأتي في مقدمتها الحفاظ علي حياة الانسان المسلم وغير المسلم.. وليست التضحية التي تعنيها مجريات ما جري بين الأب ابراهيم وابنه اسماعيل سوي أعلاء للمعني الذي تستوجبه والتي تشمل كل ما هو في صالح الانسان الذي خلقه الله ليعبده ويعمر الارض التي خلقها وسواها. وليس من هدف هذه التضحية الاقدام علي كل ما يؤدي الي تدمير الحياة علي هذه الارض. في هذا الاطار فلا جدال ان الحفاظ علي كل ما يحفظ الحياة علي هذه الارض هي من واجبات الانسان المسلم الذي يؤمن بأن لا إله إلا الله الواحد القهار.. انطلاقا من هذه الحقيقة فان التعاليم الالهية تتصدي بالادانة لكل من يسعي الي فساد الارض ودمارها وممارسة العدوان علي حياة من يعيشون عليها. لا هدف لهذه الفئة الباغية من وراء ذلك سوي البحث عن مصالح شخصية او دنيوية حتي لو تم اخفاؤها زورا تحت عباءة الدفاع عن الدين. ان احتفالنا بعيد الاضحي المبارك لابد ان ينمي فينا تقديسنا للحياة الانسانية التي يري الخوارج التابعون لجماعة الارهاب الاخواني وفقا لما يتم تلقينه لهم بأنه ليس هناك ما يمنعهم من القضاء عليها اذا ما تعارضت مواقعها مع منافعهم الدنيوية التي يحاولون بالتضليل والخداع ربطها بالدين البريء مثل براءة الذئب من دم بن يعقوب. في هذا المجال وتواكبا مع ما يجري علي ارض مصر المحروسة فلاشك ان ما يضطلع به شعب مصر ممثلا في قواته المسلحة وشرطته الذين كلفوا بمهام الدفاع عن حياة المصريين واملاكهم وكيان دولتهم يمكن اعتباره من دواعي التضحية والفداء. في عيد التضحية والفداء أعاد الله هذا العيد العظيم علينا جميعا ومصرنا الغالية تمضي آمنة مطمئنة علي طريق التقدم والازدهار بإذن الله. إنه نعم المولي المستجيب لكل دعاء من القلب .