ظاهرة العنف تتضرر منها النساء والأطفال خاصة في افريقيا أكدت السيدة سو الفاضلة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيس ومؤسس حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام ان النساء ساهمت في البلاد الي تاجتاحتها الصراعات في تحطيم الحواجز نحو اجراء المصالحة والتفاهم وتهيئة فرص للحوار والتعاون مشيرة للدور الهام الذي قامت به النساء في هذه الدول لاعادة الشمل واعادة بناء البنية الاساسية واعادة العلاقات المقطوعة وتطوير آليات جديدة وقوية لمنع الصراعات. جاءهذا في الكلمة الافتتاحية في منتدي الحوار حول السياسة الافريقية الخاصة بالمرأة والسلام والاممالمتحدة الذي يعقد بالقاهرة خلال الفترة من 32 الي 52 نوفمبر الحالي وتنظمه حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من اجل السلام بالتعاون مع مركز القاهرة الاقليمي للتدريب علي تسوية المنازعات وحفظ السلام في افريقيا CCPA وصندوق الاممالمتحدة الانمائي للمرأة UNIFEM وبرنامج الاممالمتحدة الانمائي UNDP ويشارك في المنتدي جان بنج رئيس المفوضية الافريقية ونانا رولينج قرينة رئيس جمهورية غانا الاسبق والعديد من كبار الشخصيات النسائية الافريقية والدولية ويتزامن انعقاد المنتدي مع الاحتفال بالذكري العاشرة لاعلان قرار مجلس الامن رقم 5231. وأوضحت السيدة الفاضلة سوزان مبارك ان النساء تمثل الشريحة الاكبر من سكان العالم تعرضا للعنف ولذلك كان من الطبيعي ان يتصدر محاربة العنف ضد النساء الاجندة العالمية. واستشهدت بمقولة كوفي انان السكرتير العام السابق للامم المتحدة بأن العالم لم يعد قادرا علي ان يتحمل الانتهاكات الي تتعرض النساء والاطفال في ظل الصراعات المسلحة أو ما بعدها أو ان يتجاهل اسهامات المرأة في البحث عن السلام، لقد حان الوقت لمنح النساء الصوت الذي يستحقونه في بناء السلام وفي عملية صنع السلام. واشارت الي ان اجتماعنا يجيء وسط الاحتفالات بالذكري العاشرة لصدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 5231 والذي يعد حجر زاوية لجميع نساء العالم والذي يثق الجميع بمضمونه واهميته، فثمة تساءل منطقي حول المنتدي الذي قطعناه من ناحية تنفيذ بنود القرار بعد عشر أعوام من صدوره. وأبرزت ان هدف المنتدي هو بحث ما يتعين عمله وكيفية تحريك قضية المرأة الافريقية التي تعاني من الصراعات والعنف واثرهما الاقليمي ودراسة افضل السبل للتحرك المشترك والمضي قدما ودراسة كيفية تحرك الجميع ممثلين عن الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ بنود هذا القرار وغيره من القرارات المعنية. وقالت اننا في هذا السياق نسأل انفسنا كيف نجحت المرأة في قيادة عمليات السلام رغم تعرضها لابشع انواع الانتهاكات؟ وكيف يمكن للنساء نقل القيم والاخلاقيات الايجابية الي الابناء ولاجيال المستقبل رغم الاحساس بالحرمان من حقوق الانسان والكرامة؟ وكيف يقدن عمليات التغيير الايجابي في الوقت يعانون من الجوع ونقص التعليم. وقامت بطرح سؤالا آخر: لماذا لم يكن البحث قادرا علي توفير اجابة عن كيفية تكيف المرأة مع تلك الظروف غير المواتية؟ الاجابة ببساطة ان النساء لديهن القدرة الهائلة علي مواجهة تحديات الصراع والبقاء والتكييف اثناء أوقات الصراع العصبية واعادة الاعمار بعد الصراع، المرأة لا تفكر في نفسها فقط كضحية بقدر ما تبحث عن سبل ووسائل للبقاء وحماية المحيطين. واضافت السيدة الفاضلة سوزان مبارك دعوني اقول ان النساء الافريقيات اثبتن انفسهن مرارا وتكرارا وانه بحق يمكن الحصول علي لقب »صانعات السلام« تقديرا للمثابرة في أوقات الحروب وكل الصعوبات المحيطة والمترتبة عليها. واشارت ان هذا التفكير الدقيق هو الذي تبلور بموجبه القرار رقم 5231 في مجلس الامم، ليس فقط لحماية المرأة في النزاعات والصراعات بل ايضا للاعتراف بدورها كصانعة السلام والامن، موضحة ان النساء حجر الاساس للمجتمع، ويملن بلا هوادة لمواجهة معظم التحديات الكبري التي تحدق بأمن قارتنا الافريقية ومنها مكافحة الفقر والبطالة والامية والعنف والاغتصاب والهجرة والجريمة وبالطبع أمراض الايدز والملاريا والسل. ونوهت الي ضرورة تكريم هؤلاء النساء فان حركتنا الدولية للمرأة من اجل السلام تم تأسيسها لكي يتم دعم المرأة في المحن في كل خطوة علي الطريق والمشاركة في القصص عن الشجاعة والمساعدة علي تحقيق الاحلام من اجل مستقبل أفضل. ولفتت السيدة سوزان مبارك الي ان قارتنا ليست فقط غنية بمواردها الطبيعية فقط بل وبمواردها البشرية ايضا وانه لدينا عدد وافر من الحائزين علي جائزة نوبل، زعماء سياسيون، علماء، ونشطاء سلام. ولا تزال امكانات الكثيرين غير مستغلة. وتساءلت السيدة الفاضلة سوزان مبارك تخيلوا لو ان كل النساء في قارتنا العظيمة تلك عملن يدا بيد من اجل تعزيز السلام والعدالة يالها من قوة هائلة؟ انها سوف تقدم التزاما فعالا للمضي قدما وتساعد علي حل مشاكل اخري تسبب معاناة الكثير من شعوبنا وترسم خريطة لمستقبل مختلف بالنسبة لنا جميعا. وقالت اننا نحتاج الي ان نعزز وحدتنا مهما كلف الامر. اننا نحتاج للعمل بجد اكثر من اجل ترجمة رؤانا وافكارنا الي افعال واقعية الي حشد اكبر عدد ممكن من الناس وراء التزامنا هذا وخصوصا الشباب ان الشباب هم الزعماء وصانعو القرارات في الغد لذلك يجب علينا ان نضمن تعليمهم علي اساس منع الصراعات، وحل الخلافات وصنع السلام وفقا للمباديء السياسية للقرار رقم 5231. إننا نريد تشجيع السياسات التي تخدم المواطنين - للوصول إلي - وسماع المزيد من النساء علي الصعيدين المحلي والريفي - للتعلم من حكمتهن وقيمهن ومبادئهن واعمالهم التي تجسد تطلعاتهن من اجل المساواة. ودعت الي شحذ مشترك للافكار والنظر الي افضل السبل لمعالجة بعض من الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان. وفي ختام كلمتها طالبت بتضافر القوي لبدء عهد جديد لافريقيا عهد يضيء صفحات تاريخنا ويعكس القوة الحقيقية لقارتنا وقوة ارادة وتصميم نسائها حيث تتطلع نساء افريقيا الي حياة افضل اكثر كرامة وغد جديد اكثر اشراقا. واضافت قائلة ان العديد من النساء يتطلعن الي حياة افضل واكثر كرامة مع غد جديد واعد. الجلسة الافتتاحية وفي بداية الجلسة الافتتاحية للمنتدي تم اطلاق رسالة السلام من مصر بمناسبة الاحتفال بالذكري العاشرة لاطلاق مجلس الامم لقراره التاريخي 5231 الخاص بالمرأة والسلام والامن الانساني والاعلان عن سنة المرأة للاتحاد الافريقي للسلام والشروع في تنفيذ العقد الافريقي للمرأة والاحتفال باليوم العالمي بمناهضة العنف ضد المرأة والذي يوافق يوم 52 نوفمبر. واستمعت السيدة سوزان مبارك خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدي جان بنج رئيس المقوضية الافريقية اشاد فيها بدور مصر في دعم السلام وان المنتدي تزامن مع الاحتفال بمرور عشر سنوات علي صدور قرار مجلس الامن رقم 5231 واعلان الاتحاد الافريقي هذه السنة »كعام للسلام« وان المنتدي فرصة لابتكار استراتيجيات جديدة لتمكين المرأة من المشاركة بشكل كامل وفعال في تعزيز السلام الآمن وقدم للمشاركين الشكر علي الدور النشط والفعال الذي يقومون به من اجل حقوق المرأة. كما استمعت السيدة الفاضلة سوزان مبارك لكلمة السيدة نانا رولينج قرينة رئيس جمهورية غانا السابق تحدثت فيها علي اهمية دور المرأة الافريقية وان الجوعي والضحايا معظمهم من النساء واستشهدت بالمجاعة الي شهدتها هايتي واطلقت ميشيل باشيت المسئول عن قطاع المرأة بالاممالمتحدة رسالة للنساء كما استمعت لوزيرة من زيمبابوي عن الاوضاع التي تشهدها بلدها في الوقت الراهن وتحدثت د. مرفت تلاوي عن الدور المصري وكيفية منع الصراعات ودور حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام. جلسات المؤتمر يستمر المؤتمر علي مدي يومين يناقش اسلوب تنفيذ قرارات الاممالمتحدة الخاصة بالمرأة والسلام والامن الكامل وبشكل فعال، ودراسة الوعي باحتياجات المرأة الافريقية سواء في حالات السلم أو في حالات المنازعات ودور المرأة في عمليات الوساطة في أماكن الصراعات وحماية المرأة في اماكن النزاعات والدروس المستفادة من الحوار حول السلام ودور الاممالمتحدة وبحث آليات تنفيذ قرارات الاممالمتحدة حول المساواة والسلام. كما يقوم المنتدي بتحديد الفجوات والاولويات بالنسبة للمستقبل حيث تعبر افريقيا اكثر القارات معاناة من النزاعات المسلحة فقد شهدت اكثر من 23 حربا مما ادي الي فقدان اكثر من 7 ملايين شخص وتشريد الملايين من البشر والنساء والاطفال في مقدمة المتضررين من هذه الحروب والنزاعات المسلحة.
