كيف تم هروب الرئيس محمد مرسي من سجن وادي النطرون بعد اقتحامه من حركة حماس والإخوان ولماذا اتصاله الهاتفي مع قناة الجزيرة لإبلاغهم؟ كيف تمت عملية اقتحام سجن وادي النطرون يوم 29 يناير خلال أحداث الثورة؟ وكيف تم التخطيط لها من جماعة الاخوان مع حركة حماس وجماعات في سيناء لاطلاق سراح المعتقلين من عناصرها؟ وكيف شارك فيها الرئيس السابق المخلوع »المعزول« محمد مرسي للهروب من السجن مع عناصر من قيادات الاخوان واتصل بقناة الجزيرة عبر هاتف الثريا ليبلغهم بهروبه من سجن وادي النطرون؟ وكيف تم الاقتحام في الصباح الباكر وهروب 11 ألف سجين اخرين لاشاعة الفوضي والذعر وكيف كانت العناصر التي قامت بالعملية من الملثمين والذين يتحدثون بلهجات إعرابية؟ وكانوا علي اتصال بحركة حماس وتنظيم الإخوان! لقد تمت عملية الاقتحام وفق خطة محكمة يوم 29 يناير 2011 ووضعت مسبقا، وجميع التحركات الخاصة بمجموعة الاقتحام كانت نتيجة عملية منظمة استهدفت العنابر الخاصة بالمسجونين السياسيين، وجاءت المجموعة المشاركة في الهجوم علي متن عدد كبير من اللوادر يرافقها ما يزيد علي 300 أتوبيس وسيارة ميكروباص فضلا عن عدد من سيارات الاسعاف وهو ما كشفه اللواء عصام القوصي مدير سجن وادي النطرون وقتها وان افراد المجموعة التي قامت بعملية الاقتحام كانوا يحملون اسلحة متنوعة واستخدمت في شل حركة ضباط السجن وافراد قوة الحراسة بعد اطلاق الرصاص علي بعضهم وكانوا يرددون هتافات معادية للنظام بلهجة إعرابية واضحة من عناصر تسللت من قطاع غزة من حركة حماس بمعاونة عناصر من الاخوان ويوجد سجن وادي النطرون في الكيلو 97. وحسب شهادة اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية السابق عن قيام عناصر من الشرطة العسكرية بالقبض علي العناصر المنتمين لحركة حماس في مواقع مختلفة من القاهرة خاصة ميدان التحرير.. وكان يوجد في ملحق سجن وادي النطرون المتعقلون السياسيون من الاخوان وغيرهم وعددهم 62 سجينا بقرارات اعتقال. ومنذ يوم 25 يناير شهد السجن تمردا غريبا بين المسجونين ووقعت اعمال شغب طبقا لخطة موضوعة حتي فجر 30 يناير عندما فوجئوا باطلاق نار كثيف علي السجن من عناصر تركب سيارات نصف نقل وحدث تبادل لاطلاق النار مع الحراس وتم قطع الكهرباء »وكان عددهم من 70 80 شخصا« وكان معهم خرائط للسجن والزنزانات وكشافات اضاءة وانتشروا بأسلحتهم داخل السجن وقاموا بهدم سور السجن باللوادر وبدأ اقتحام ابواب السجن. وكان في مقدمة الذين غادروا الزنازين بعد الاقتحام اعضاء جماعة الاخوان المعتقلون وفي مقدمتهم الدكتور محمد مرسي وعصام العريان وآخرون منهم سعد الكتاتني وصبحي صالح وحمدي حسن ومحمد ابراهيم وسعد الحسيني ومحمد حامد ومحمود ابوزيد ومصطفي الغنيمي واحمد عبدالرحمن وماجد الزمر وحسن ابوشعيشع وعلي عز وايمن حجازي.. ومن اجل تهريبهم تم استخدام الاسلحة الآلية والجرينوف.. وكان مرسي »العياط« متهما بالتخابر ولم يكد يخرج من السجن حتي بادر باجراء اتصال هاتفي بقناة الجزيرة لكي يبلغهم بهروبه ويبدو ان القناة القطرية كانت علي علم مسبق بالعملية وقد استخدم جهاز المحمول الثريا والمتصل بالاقمار الصناعية.. وعندما سأله المذيع من الجزيرة عن مكانه اخبره انه وسبعة من زملائه خارج السجن بالفعل وانهم ينتظرون سيارات للهروب الي القاهرة من منطقة وادي النطرون واستمر الحديث بينهما عدة دقائق وكان علي الهواء وهو ما يؤكد ان هناك جهات خارجية كانت تعلم بالعملية والمخططة لاقتحام السجن كانت خطة اقتحام سجن وداي النطرون في حد ذاتها تكشف التهريب المسبق بين الاخوان والمجموعات المسلحة التي تسللت الي مصر عبر سيناء من عناصر فلسطينية وعربية مع بوادر الثورة لتهريب المسجونين السياسيين. وقد ادت عملية سجن وادي النطرون الي هروب جميع المسجونين وعددهم 1161 ووفاة 13 نزيلا بليمان 120 الصحراوي وتبين ان النيابة العامة لم تتخذ اي اجراءات او توجه اتهامات رغم مرور عامين ونصف العام علي الاحداث.. وتبين من متابعة نشاط التنظيمات والجماعات المتطرفة وبالاخص الاخوان انها سوف تستغل الاحداث والاضطرابات في البلاد لتنفيذ المخطط الموضوع مسبقا وهو الاستيلاء علي الحكم.. وتم اعداد مذكرة من جهاز مباحث امن الدولة وعرضها علي وزير الداخلية »حبيب العادلي« ومرفق بها كشف بأعضاء مكتب الارشاد وعددهم 34 قياديا وصدر أمر باعتقالهم.. وتم القبض عليهم في الساعات الاولي من صباح 27 يناير وايداعهم بمقر فرق الامن في 6 اكتوبر وعندما اشتعلت الاحداث بعدها بأربع وعشرين ساعة في 28 يناير تم نقلهم الي سجن وادي النطرون في الكيلو 97 ورصد الاخوان ذلك.. ووضعت خطة تهريبهم لتنفيذ مخطط الجماعة ومن الواضح ان الاخوان كانوا يتوقعون سقوط حكم مبارك ووضعوا في حساباتهم السيطرة علي الوضع واقتحام السجون وجري التنسيق مع قيادات حماس وحزب الله والقاعدة وتهريب عناصرهم المتسللة للقيام بعملية وادي النطرون واشاعة الفوضي في القاهرة ومدن أخري! ومعني ذلك ان الرئيس مرسي كان علي اتصال بالخارج عن طريق قناة الجزيرة.. وبالتالي كان علي علم بما تدبره الجماعة لانقاذه من سجن وادي النطرون حتي لا يحاكم بتهمة التخابر.. ولذلك بادر بالاتصال هاتفيا بالقناة بعد تنفيذ عملية الاقتحام ليبلغ المسئولين فيها بهروبه!! مؤامرة الإخوان 65 بعد سنوات أمضاها الاخوان في السجون والمعتقلات قرر الرئيس عبدالناصر فتح صفحة جديدة معهم في اوائل الستينيات وقرر الافراج عنهم واعادتهم الي وظائفهم واتاحة الفرصة لهم لكي يثبتوا صدق نواياهم في التعاون مع النظام وفي الانخراط في الحياة العامة والابتعاد عن الارهاب وان يقتصر نشاط الجماعة علي الدعوة الدينية وألا يعملوا تحت الارض من خلال الجهاز السري وكان عبدالناصر جادا في ذلك ولكن وقتها كان سيد قطب يمضي في دعوته سرا لتكفير الحاكم والنظام.. وتقول السيدة زينب الغزالي احد اقطاب الاخوان ان حسن الهضيبي المرشد العام وقتها اوكل كل المسئوليات في الجماعة الي سيد قطب الاكثر تطرفا وكان علي قيادات الجماعة الرجوع الي المرشد العام فيمن يتولي المسئولية بدلا من سيد قطب بعد اعتقاله.. وفي عام 62 اتصلت به في السجن للاسترشاد بتوجيهاته من خلال الكتاب الذي ألفه في السجن وعنوانه »معالم علي الطريق« وكان يحدد طريق الدعوة لقيام الدولة الاسلامية.. وكان هناك تنظيم سري جديد للاخوان تم الاتفاق عليه في السعودية في عام 57 وتمت موافقة المرشد الهضيبي عليه ورشح سيد قطب للاشراف عليه وتولي مباشرة العمل فعلا وبدأت عملية تجنيد لاعضاء التنظيم الجديد وخاصة في المحافظات والصعيد وهكذا بدت ملامح الصراع الثاني بين ثورة يوليو وعبدالناصر وبين الاخوان في عام 65 بعد الافراج عنهم ولكنهم لم يصدقوا.. وكان السبب ان الاخوان كونوا تنظيما سريا وكان في حوزته اسلحة.. وكانت هناك خطة للاغتيالات لم تقتصر علي الرئيس عبدالناصر وحده وكبار المسئولين ولكنها امتدت الي المثقفين والكتاب والفنانين، كما كانت هناك خطة للنسف والتفجير لمحطات الكهرباء والكباري وغيرها من المرافق.. وهكذا كانت خيوط مؤامرة الاخوان سنة 1965 وكان التنظيم الجديد للاخوان يمول من الخارج- عن طريق سمير رمضان وغيره من قيادات الجماعة في اوروبا ودول الخليج.. وبدأ التنظيم بجمع الاسلحة واستغلال الشباب في صنع المتفجرات.. ووضعت خطة لاغتيال عبدالناصر وكبار قادة الثورة بل ان احدي الخلايا الاخوانية السرية رأت امتداد ذلك للاذاعة والتليفزيون والفنون باعتبارها مضادة للاسلام ووضعت خطط لاغتيال أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ.. وكذا اغتيال السفير الامريكي لخلق مشكلة بين مصر والولايات المتحدة وايضا السفير السوفيتي وسفراء بريطانيا وفرنسا.. وكان لتنظيم الاخوان أجهزة لجمع المعلومات وللاستطلاع وجلب المراسلات والأموال من الخارج وجهاز آخر لشراء الاسلحة وتخزينة في القاهرة وخلية كيماوية لصنع المواد الحارقة واخري من المهندسين لمعاينة الاماكن والاهداف ووضعت خطة لتفجير عدد من الكباري والمصانع والقناطر ومطار القاهرة وكان الهدف هو إحداث اكبر قدر من الفوضي مما يؤدي لسقوط الحكم..! اعترف علي عشماوي في مذكراته بأن الاخوان حاولوا قتل عبدالناصر في عام 45 في حادث المنشية بالاسكندرية- وايضا في عام 56 بعد الافراج عنهم وكذا خططهم للنسف والتدمير وتخزين الاسلحة. وقد بدأ التفكير في هذه الفترة في ادخال بعض الاخوان كضباط في القوات المسلحة وقد تم بالفعل ادخال عدد منهم في الكلية الحربية وتم تخريجهم وتوزيعهم علي بعض اسلحة الجيش وتم الاتصال ببعض الاخوان في الجيش والشرطة والذين كانوا شبابا في عام 4591 وكان بالتنظيم قسم للمخابرات وجمع المعلومات السرية.. وعندما اكتشفت الحكومة ذلك النشاط السري للاخوان بدأت الاغتيالات الفردية في يوليو 5691 وتزايدت اعداد المعتقلين واصيب التنظيم بالذعر واسرع علي عشماوي الي مقابلة سيد قطب في رأس البر وسأله: ما العمل؟ وطلب منه الاذن بالمقاومة والتصدي واكد عشماوي: عندنا اسلحة وقوات تصمد امام الجيش.. وأخذ الاذن من سيد قطب واخذ يتصل بشباب الجماعة للتدريب وتنفيذ الخطة. وفي 7 اغسطس 5691 كان الرئيس عبدالناصر يلتقي مع الطلاب العرب في موسكو واعلن عن ضبط مؤامرة جديدة للاخوان »بعد ان رفعنا الاحكام العرفية منذ سنة وصفينا المعتقلات واصدرنا قانونا لكي يعودوا الي اعمالهم« نضبط مؤامرة وسلاحا واموالا وصلت اليهم من الخارج.. وكان كتاب سيد قطب »معالم علي الطريق« بمثابة برنامج عمل التنظيم الجديد للاخوان وكان هناك تطابق تام بين افكاره وبين برامج وافكار جماعات التكفير والهجرة والتي اتضحت في محاكمتهم.. بتهمة احراز اسلحة وقتل الشيخ الذهبي.. وايضا برامج الجماعات الاسلامية بعد ذلك.. وحدث اعتراض علي طبع الكتاب ومنع فعلا ولكن عبدالناصر قال لهم: لامانع من طبعه ولكن عندما اعاد قراءة الكتاب بعد شهور كتب عليه: »هناك تنظيم جديد للاخوان.. للتحري«. اي انه اكتشف بحسه من مجرد قراءة الكتابة ان هناك تنظيما.. وكان المرشد العام حسن الهضيبي قد وافق علي كتاب سيد قطب وراجعه ولكنه اصدر كتابا عنوانه »دعاة القضاة« وتراجع فيه عن الافكار التي وردت في كتاب سيد قطب بل انه فندها بالرد ليبين انها بعيدة عن الاسلام حتي انه وصف قطب بأنه »صاحب الضلال«.. ووضعت اكثر من خطة لاغتيال جمال عبدالناصر واحدة منها اثناء موكبه الرسمي في القاهرة او في الاسكندرية وكان هناك من يراقب سير الموكب في اماكن مختلفة.. ووضعت خطة اخري لنسف القطار الذي يستقله الرئيس في طريقه للاسكندرية للاحتفال بعيد الثورة.. وخطة ثالثة لاغتياله في شارع الخليفة المأمون وهو في طريقه الي بيته في منشية البكري وكانت هناك خطط لاغتيال المشير عبدالحكيم عامر ونواب رئيس الجمهورية.. وعندما بدأ القبض علي بعض الخلايا صدرت التعليمات بالاسراع في عملية اغتيال عبدالناصر ولكنه سافر الي السعودية! وكلف التنظيم اسماعيل الفيومي من حرس الرئيس عبدالناصر ليتولي بنفسه عملية اغتياله عند عودته بالطائرة من جدة الي مطار القاهرة وتم اكتشاف المؤامرة في اللحظات الاخيرة قبل هبوط الطائرة.. وهكذا استمر الاخوان في نشاطهم الارهابي بعد الافراج عنهم.. وقد تبين من التحقيق ان هناك مبالغ كبيرة وصلت الي التنظيم الجديد للاخوان في مصر بالعملات الاجنبية الاسترليني والدولار من جهات خارجية وكانت معدة لتسهيل هرب اعضاء التنظيم اذا ما اكتشف امرهم.. وكان سعيد رمضان يعتمد علي مصادر امريكية تدفع للمركز الاسلامي الذي يرأسه رمضان في جنيف بحجة مقاومة الشيوعية.. وفي احد اجتماعات قادة التنظيم قال علي عشماوي وكان الذراع اليمني لسيد قطب: انه استلم رسالة من السعوديين الاخوان هناك قالوا فيها انهم سوف يرسلون اسلحة عن طريق السودان علي ان تتسلمها من »دراو« في الجنوب.. ولكن عشماوي ارسل رسالة عاجلة بعد تدخل سيد قطب الي السعودية تطلب وقف شحنة الاسلحة حتي نجد الطريق المأمون! هكذا كان تخطيط الاخوان في مؤامرة 1965 وكان يعتمد علي الاغتيالات وتفجير المنشآت واستخدام السلاح ضد النظام ولكنها لم تنجح وتم القبض علي التنظيم الجديد ومحاكمة اعضائه.. وكانت آخر المواجهات بين عبدالناصر والاخوان!