هانت عليهم نداءات المنتخبات الوطنية.. وغرتهم شهرتهم ونجوميتهم.. فخلطوا بين الصواب والخطأ ولم يشكروا الله علي نعمة الموهبة التي منحها لهم.. ولا للجماهير ثقتها فيهم. وفرطوا في الفرص المتاحة لهم.. واهدروا المميزات التي انهالت عليهم.. وراحوا يتهربون من المسئولية الملقاة علي عاتقهم ويدعون التمارض والتكاسل والتخاذل.. هؤلاء هم ابطال الظاهرة السلبية المتمثلة في التهرب من الانضمام للمنتخبات الوطنية وتفضيل التواجد خارج معسكرات الاعداد واختيارات الاجهزة الفنية للمنتخبات قبيل خوضها للمناسبات الودية والرسمية. وفي السطور القليلة التالية نستعرض الظاهرة التي تفشت اعراضها في جسد الرياضة الهزيل والعليل واستحوزت علي الكثير من الاجتهادات بشقيها الصواب والخطأ وتدخل فيها الكثير من الشخصيات المسئولة وغير المسئولة وادلت بدلوها دون ان يكون لها مردود ايجابي وتأثير فعال. يقول د. كمال درويش رئيس نادي الزمالك وعميد كلية التربية الرياضية بالهرم السابق.. توارث المشاعر والانتماءات الوطنية والقومية خلف المغريات والكتسبات المادية.. وتحولت وتبدلت الطموحات فبعد ان كان اقصي امانينا ان ننضم الي منتخب مصر او ان تدرب المنتخب.. اصبحت الماديات والماليات هي التي تتحكم وتحدد سقف الطموحات وتحدد معالم الخطوات.. ولعل هذا من عيوب قلة الثقافة ونقص الوعي وتواضع الادراك.. وهذه الكلمات تحتاج للكثير من الجهود والعلاجات ولابد من ان تشارك فيها جهات متعددة امثال المدارس والجامعات والعائلات والاندية والاتحادات. ويقول د. كمال ان الاناشيد الوطنية كانت في الماضي الاساس في تحفيز ورفع همم اللاعبين.. اما الان فقد اصبحت الاموال هي الفيصل في التوجهات.. ولا ننسي ان هناك تفككا بين الاجهزة الفنية والطبية في الاندية والمنتخبات.. وحتي في النادي الواحد يوجد عدم ترابط وتنسيق بين الجهاز الطبي والفني ولذلك فلابد الا نأخذ الامور بالظنون.. اذا تأكدت الاجهزة الطبية من اصابة اللاعب الموهوب شيكابالا فلابد من تبرئته والاعتراف بان الضجة التي اثيرت حوله لم تكن في موضعها.. اما اذا ثبت العكس فلابد من ان يكون هناك وقفه جادة وحازمة تجاه المخطيء اذا ثبت انه مخطيء.. اما انفلات الشباب وهروبهم من المنتخب الاوليمبي كما حدث من محمد ابراهيم وعمر جابر يحتاج لتوجيه وتربيه وتوعية حتي ولو كانت كل هذه الامور تكتسي بصبغة الحزم. وكلمة اخيرة اود ان اوجهها للجميع.. مدوا يد العون بينكم.. وتخلوا عن التكبر والتعالي.. ولا يجب ان يعزف الجهاز الطبي للمنتخب عن متابعة اية اصابات بالاندية لان لاعب النادي هو احد الخلايا الفاعلة في جسد المنتخب.. وانصح القيادات والكوادر الرئاسية الرياضية بالابتعاد عن هذه الامور وتركها لمتخصصيها. ضعف الاتحادات مثل هذه الظواهر السلبية تعكس وتشير الي ضعف الاتحاد المسئول وتخازله في س اللوائح ووضع الاسس للتعامل مع هذه الامراض والداءات.. هكذا يقول د. خالد حموده عميد كلية التربية الرياضية بالاسكندرية السابق.. ففي عصر كرة اليد الذهبي يوم تولي د. حسن مصطي رئاسته وحتي يومنا هذا كانت اللوائح تدين اللاعب الدولي المتهرب من تدريب المنتخب أو المنفلت من تمثيل مصر بدون داع وتوقفه مباراتين محليتين علي ناديه في الحالة الاولي وسته لقاءات في الثانية.. اما اتحاد الكرة فهو اضعف من ان يتخذ قرارا تجاه المخطيء والمتهرب ومواجهة هذه الظواهر غير الانضباطية او التربوية.. وهنا لابد من ان نعترف بان الاتحادات اصغر واقل من الاندية. وهذا وضع مقلوب ويحتاج لعلاج جذري. اما ضعف الانتماء الوطني فتلك مشكلة مستعصية بعد ان استشهرت الاموال وقصرت الانظار وتضاءل الوعي.. ولابد من تضافر جهود حكومية واعلامية وشعبية وتحتاج مجهود غزير واوقات طويلة. ويقول د. حسن ابوعبده رئيس قطاع الناشئين بالاتحاد السكندري الظاهرة غير السوية التي تفشت مؤخرا بهروب بعض اللاعبين عن المنتخبات ترجع الي ضعف التربية الرياضية في البيت والاسرة والمدرسه. فضلا عن تواضع الثقافة والوعي الادراك. واذا كان اللاعب يفتقد الاحساس الوطني.. فانه لن يكون مخلصا لناديه ولأسرته ولكل المحيطين به.. ولا يستحق التعاون معه او الوقوف خلفه سواء من الاجهزة الفنية أو الطبية او القيادية.. ولابد ان نؤكد ان اي ناد يشرفه تقديم لاعب دولي لان هذا الافراز يعوضه عن البطولات والانتصارات.. وكم يفخر ناد كالمقاصة مثلا بتقديم ايمن حفني للمنتخب رغم ان المسافة التي تفصله عن بطولة الدوري ليست بالقصيرة.. وبخصوص شيكابالا بالذات فلابد ون نؤكد ان الامور لا يجب ان تؤخذ بالظنون ولابد من التحقيق من تهربه قبل ان تهيل التراب والركام عليه .