[email protected] استقبل الرئيس السوداني عمر البشير مؤخرا المهندس أمين أباظة وزير الزراعة وتم مناقشة ما تنوي مصر استثماره خلال المرحلة المقبلة من الدخول في مشروعات زراعية عملاقة لاستزراع مليوني فدان بمنطقة الجزيرة السودانية خاصة محاصيل الذرة والقمح والأرز وبنجر السكر بالإضافة إلي مشاهدة الوزير المصري تدشين أول شحنة من الأغنام السودانية وأعود إلي مقالتي السابقة بالأخبار بتاريخ 61/8/4002 تحت عنوان »اللحوم السودانية والنقل النهري«، حيث ذكرت في برنامج تليفزيوني أفاد السيد الصادق المهدي أن السودان يمكن أن يصدر لمصر محاصيل زراعية أهمها الحبوب الزيتية »تستورد مصر ما يزيد علي 09٪ من الزيوت!!« وكذلك الأعلاف »بدلا من زراعة البرسيم« واللحوم الحية والمذبوحة، ويمكن للسودان أن تستورد من مصر المصنوعات الحديدية والأسمنت وغيرهما وقد لفت ذلك نظر الكاتب الصحفي صلاح منتصر في خطابي إليه.. إن النقل من السودان يتم عن طريق إما البحر ميناء بورسودان أو الطبرلن »زاد سعر نقل الطن مؤخرا بمقدار 071 دولارا« وينتظر الانتهاء من طريق وادي حلفا بأسوان ليتم النقل عن طريق البر، ولكني أدعو هنا للنقل عن طريق بحيرة ناصر ثم النيل بعد تحسن النقل النهري. إن النقل عن طريق بحيرة ناصر يمكن أن يتم بواسطة سفن حمولة من 0004 طن أو أكثر ولها تصميم خاص فإذا كانت مجهزة لنقل الحبوب مثلا فسيكون من نوع سفن الصب أو تكون من السفن Multi Purpose وهذه تستطيع ان تنقل الحاويات المبردة والبضائع العامة وكذلك الركاب ويمكن لهذه السفن ان تستخدم في نقل منتجات توشكي التي بدأت في النهوض مؤخرا، ويلزم الاهتمام بميناءين الأول وادي حلفا وبه يتم إنشاء منشآت صناعية مهمة للتصنيع والتغليف والسلخانات للحيوانات الحية وتجهيزه بما يتم تصديره لمصر والثاني في اسوان وليكون من أكبر الموانئ النهرية بعد ميناء القاهرة الذي مازلت اطالب وبشدة لانشائه فبدونه لن يمكن النهوض بالنقل النهري في مصر كما نخطط له، ولكن يلزم ان تتم دراسة نقل البضائع من أمام السد إلي خلف السد بدراسة علمية جيدة وفي هذه الحالة يمكن الاستعانة بالسكك الحديدية والابتعاد بقدر الامكان عن النقل بالشاحنات ان السفينة الواحدة تستطيع نقل ما يمكن ان تستوعبه 001- 051 شاحنة!! أعود بالذاكرة عندما بدأ في إنشاء السد العالي في أواخر الخمسينيات وكالعادة تذكر المسئولون متأخرا أهمية النقل النهري للسودان فكلفت إحدي شركات هيئة قناة السويس وكان رئيسها المرحوم- وزير النقل فيما بعد الحسيني عبداللطيف ببناء هاتين السفينتين وكلفني المهندس مشهور رئيس هيئة قناة السويس بالسفر علي رأس لجنة لشراء معدات هذه السفن وتقابلنا قبلها مع السيد وزير النقل المرحوم الداغستاني وتوجهنا إلي معرض ليبرج بألمانيا الشرقية، ولكننا لم نجد شيئا ينفع!! ولكننا تعاقدنا علي تصميم هذه السفن وكانت لنقل اللحوم الحية والركاب والبضائع العامة، وعندما بدأ في بنائها كان السد العالي يسد النيل!! وبعد سنين عديدة تقدمت احدي الشركات الالمانية وكان ذلك في السبعينيات تعرضنا لبناء سفينتي ركاب وتم بناؤهما بالاستعانة بإحدي شركات هيئة قناة السويس في ترسانة أقيمت بجوار النصب التذكاري للصداقة السوفيتية بأسوان علي أعلي قطة علي الطريق، وبذلك تم بناء السفينة »ساق النعام« و»سيناء« كل منهما حمولة 007 راكب ومازالتا تعملان تحت إدارة مصرية سودانية ولكن عمرها الافتراضي قارب الانتهاء »ان عمر السفينة الافتراضي 52 سنة!!« ولا يوجد حتي الآن بديل جيد لهما، ان حلقة التعامل التجاري بين مصر والسودان يلزم ان تستكمل ومن أهمها النقل واستخدام ارخص الوسائل كذلك وليس هناك ارخص من النقل النهري. إن عدم الاهتمام بأي حلقة من حلقات هذه السلسلة سيكلف الدولة الكثير من الأموال التي سيدفعها المستهلك سواء أكان مصريا أم سودانيا.