[email protected] مع بشاعة طرق الاعدام التي تحدثنا عنها في المقال السابق ظهرت اتجاهات حديثة للبحث عن أساليب إعدام إنسانية وأقل ألما مثل المقصلة الفرنسية ..وظهر في امريكا الكرسي الكهربائي وحجرة الغاز كطرق إعدام أكثر إنسانية بديلة للشنق..ثم ظهرت الحقنة المميتة وما زالت بعض الدول تستخدم طرق الشنق البطيء وقطع الرأس بالسيف والرجم الذي نادرًا ما يتم تطبيقه. وليس غريبا ان يلفت الجدل حول الاعدام نظر المبدعين في السينما والمسرح والموسيقي ليقدموا لنا اعمالا تؤيد وجهة نظرهم في إلغاء عقوبة الاعدام لدرجة ان مسلسلا تليفزيونيا بعنوان »OZ « أنتجته شبكة تليفزيون هوم بوكس اوفيس عام 2005 يركز علي التعبير عن وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة لتنفيذ عقوبة الإعدام .. ومسلسل بعنوان »PRISON BREAK« فيه يحاول البطل إنقاذ أخيه من عقوبة الإعدام من خلال وضع خطة تساعده علي الهروب من السجن .. كما ابدع المؤلفون اغاني تصف إعدام رجل باستخدام الكرسي الكهربائي حيث يظل مصرًا علي براءته حتي تحين لحظة الموت، فيعترف بأنه مذنب. وبدأ بقوة تيار إلغاء الاعدام بعد الحرب العالمية الثانية حتي جاء عام 1977 قامت 16 دولة بتأييد مبدأ الإلغاء. وبداية من 1 مايو 2009 قامت 93 دولة بإلغائها، منها 10 دول ألغتها مع إمكانية العمل بها في ظروف معينة، بالإضافة إلي 36 دولة لم يعملوا بها لمدة 10 سنوات علي الأقل أو كانوا في فترة تعليق العمل بهذه العقوبة. بينما أبقت 58 دولة بقوة علي عقوبة الإعدام. لقد تنوعت وجهات النظر ما بين الابقاء علي عقوبة الاعدام وإلغائها وتقود أوروبا الآن وعدد من المنظمات الدولية الاتجاه لالغاء الاعدام لكن المشكلة التي تواجهها هي في الدول التي تمثل 60 بالمائة من سكان العالم وهي الصين والهند وامريكا واندونيسيا . والمعضلة الأخري أن بعض الأنظمة السياسية تستخدم الاعدام للتخلص من خصومها وقمع المعارضة .. وهذا التوجه يشكل (لوبي ) أو قوة ضغط يعمل علي اجهاض فكرة الغاء الاعدام .. ويجب إلا نغفل حقيقة مهمة اخري بل يجب ان نضعها امام نظر الباحثين عن الغاء عقوبة الاعدام .. ما هو الموقف بالنسبة لمرتكبي جرائم الارهاب والتجسس والاضرار بالامن القومي والخيانة والزنا والاغتصاب وزنا المحارم والردة واللواط والاتجاربالمخدرات والاتجار بالبشر وجرائم الفساد وقطع الطرق والقرصنة . من هنا كانت حجة مؤيدي عقوبة الإعدام في أنها تردع الجريمة وتمنع العود، ويرونها أقل تكلفةً علي الحكومات من حياة المجرم داخل السجن وتعتبر صورة مناسبة من صور العقاب لبعض الجرائم. أما حجة معارضي الاعدام ففي نظرهم تؤدي أحيانًا إلي إعدام الأبرياء وتتحيز ضد الأقليات والفقراء، كما أنها لا تردع المجرمين بشكل أكبر من السجن مدي الحياة بل إنها تشجع ثقافة العنف وتعتبر مكلفة أكثر من السجن مدي الحياة بالإضافة إلي أنها تنتهك حقوق الانسان. وما أراه بعد هذا العرض الأمين والمختصر للاعدام أن الشريعة الاسلامية عندما وضعت مبدأ القصاص والدية فإنها تكون قد توصلت الي المبدأ الانساني في مثل هذه الجرائم لذا أرجو ان يضعه المشرعون امام نظرهم قبل ان يقرروا إلغاء الاعدام من عدمه !