مع صعود الاخوان المسلمين للحكم إنتاب الوسط الفني حالة من الفزع خشية فرض قيود علي الاعمال الفنية وحصرها في قالب واحد لا يسمح بأي ابداع. وقد بدأت هذه المؤشرات مع الهجمة الشرسة التي قادها بعض انصار التيار الديني وكالوا فيها الاتهامات لعدد من النجوم منهم الهام شاهين التي نالها النصيب الاكبر من القذف والسب عبر الفضائيات ومنها الي ساحات المحاكم ولكن اذا كانت الدراما تناولت في العديد من الاعمال فساد مبارك فماذا يكون عليه الحال مع »إرهاب« مرسي فيما يقدم دراميا في الفترة القادمة؟. اعتصامات الاخوان الناقد مصطفي درويش يري ان الاحداث الجسام التي تمر بها البلاد حاليا غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث وهي غنيه بالكثير من الموضوعات للباحثين عن الدراما واعتقد ان الفترة القادمة سوف تعطي فيها الدراما اولوية لاحداث مثل رابعة العدوية والنهضة ومسجد الفتح وغيرها.. من الاحداث التي يكون الاخوان فيها عاملا اساسيا اذ لم يعد فساد النظام السابق مثيرا للمبدعين واصبح التركيز حاليا علي اطلاق الرصاص وحظر التجوال.. واحداث العنف والوحشية التي يواجهها المجتمع. ويضيف المهم ان يتمكن المؤلفون من صنع مسلسلات غير مباشرة فقط حتي لا تكون احداثها مجرد رصد وعلي مستوي فني وانا اعتقد ان الموضوعات لن تكون علي شاكلة طيور الظلام والارهاب والكباب فالواقع الحالي اكثر زخما وثراء.. بالاحداث الدرامية بل انها مادة خصبة لعشرات المسلسلات والافلام. مبارك.. انتهي وتؤكد الناقدة ماجدة موريس ان الكلام عن فساد وحكم مبارك اخذ مساحة لا بأس بها من الاعمال الدرامية خاصة هذا العام وبالتالي فهي موضة وانتهت واعتقد ان تركيز الدراما خلال الفترة القادمة علي الصورة البشعة للاخوان سواء في تجربتهم في الرئاسة والخلايا النائمة التي اطلقوها بعد العزل والمذابح التي ارتكبوها وكذلك اعتصامات رابعة والاختفاء وهروب قياداتهم بالنقاب واعتقد ان الدراما سوف تغوص في هذه التفاصيل مع بداية 4102 ولكن اتوقع ايضا ظهور دراما مضادة برعاية الاخوان وهو أمر وارد ومشروع بمنطق انه لا قيود علي الفن في محاولة منهم لعرض وجهة نظرهم والتعبير عن تطورهم كجماعة علي اعتبار ان الفن منفذ طبيعي لاختلاف الاراء. الطرف الثالث ويؤكد المؤلف مجدي صابر ان السنة التي قضاها الشعب تحت حكم الاخوان كانت الاصعب علي المبدعين لما شابها من قرارات ومحرمات لدرجة ان بعض المحطات امتنعت بالفعل عن شراء اية اعمال تنتقد الاخوان وفي ظني انه خلال العامين أو الثلاثة القادمة سيكون الاخوان ابطال الدراما عموما وخاصة الفيديو خاصة بعد ان تكشف انهم الطرف الثالث بما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المصري والسطو علي السلطة الي انتهاكات ما بعد 03 يونيو مثل قتل وحرق كنائس وانتهاك حرمات مساجد وهو مالم يحدث من عهد محمد علي. فما حدث في عام واحد من احداث عنف وتظاهر لم يخطر علي بال بشر.. وانا ككاتب فإن الشخصية الدرامية التي استفزتني بقوة هي المعزول محمد مرسي فلم يكن صاحب رأي ولا خبرة ولم يكن حتي احد قيادات الجماعة فهو رجل يملك ولا يحكم شأنه شأن ملكة بريطانيا.، وبالتالي فإن دراما الاخوان اكثر ثراء من دراما مبارك، اذ ان الاخير بكل مساويء فترة حكمه لم يفعل ما فعله مرسي الذي داس الدستور بالجزمة«. إرادة الشعب ويقول المؤلف بشير الديك ان الفن المصري شديد الاخلاص للواقع وانه يعبر عنه طول الوقت وان تباين مستوي الجودة للاعمال المقدمة فما يحدث الان ان البلد تخوض حربا حقيقية بكل المعاني ومصر يعاد بناؤها حاليا مرة اخري من داخل العمق المصري واهم ما حدث خلال هذه الفترة هو عودة القومية العربية التي يجب التركيز عليها في الاعمال الدرامية والتأكيد ايضا انه ليس هناك دولة إسلامية ولكن دولة دينها الاول هو الاسلام. وأنا شخصيا اكثر ما لفت نظري هو الشعب المصري وارادته الحرة وكيف انه شديد التسامح لانه شديد الحضارة والتحضر فحينما جاء الاخوان المسلمين رحبوا بهم للتحرر من الحكم القهري السابق ولكنهم بعد سنةواحدة خرجوا يقولوا ارحل اليس هذه دراما رائعة،، خاصة ان من قاد هذه الحركة ثلاث شباب وفتاة بحركة تمرد قادوا الشعب المصري ليفرض ارادته علي الجميع. ما بعد 52 يناير المخرج احمد حنفي يري ان الدراما مرآة للمجتمع بكل مشاكله بين تطرف وارهاب وسرقة وفساد وكل الاحداث التي اعقبت 52 يناير هي الاكثر ثراء دراميا بكل ما شهدته من احداث وتغييرات ومفاجآت وتطورات وهي مادة خصبة جدا للكتاب فالدراما هي تعبير عن الشعب واحاسيسه وهمومه ومشاكله ومعاناته واعتقد ان المصريين ومعاناتهم الحالية من اصعب الفترات في تاريخهم المعاصر.