لن يكون ضرب سوريا محض صدفة وانما ترتيب مسبق ، والمتابع يعلم ذالك ودعونا نتذكر فقط ماحدث الاسبوع الذي مضي ، حيث قال البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي. ان الرئيس باراك أوباما ناقش مع رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود الوضع في سورية في حين أجرت مستشارته للأمن القومي محادثات مع مسؤولين إسرائيليين. وأضاف البيت الأبيض قائلا في بيان ان أوباما ورود عبرا أثناء اتصال هاتفي عن "قلقهما الشديد من تقارير عن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين قرب دمشق يوم الأربعاء."وقال البيان ان الزعيمين "ناقشا ردودا محتملة للمجتمع الدولي." و قال البيت الأبيض يوم الاثنين ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع القادم أثناء قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة سان بطرسبرج الروسية لكن من غير المؤكد ان يعقدا اجتماعا ثنائيا. وأبلغ كارني الصحفيين ان أوباما سيلتقي بالضرورة بوتين إلي جانب زعماء مجموعة العشرين الآخرين لأن القمة ستعقد في روسيا. لكن كارني لم امتنع عن تقديم إجابة مباشرة عندما سئل هل سيعقد أوباما وبوتين اجتماعا ثنائيا. واجتمعت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس مع وفد برئاسة يعقوب أميردور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وقال البيت الأبيض ان الاجتماع عقد في إطار سلسلة مشاورات ثنائية منتظمة علي مستوي عال وتناول الوضع في كل من إيران ومصر وسورية وقضايا أمنية أخري في المنطقة. وقال مسؤولون بإدارة أوباما يوم الاثنين انه لا يمكن إنكار ان أسلحة كيماوية استخدمت وانه لا يوجد شك يذكر في أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم أزهق أرواح المئات من الرجال والنساء والأطفال. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين "الرئيس وفريقه يعكفان علي تقييم الخيارات فيما يتعلق بالردود علي هذا الانتهاك للأعراف الدولية.. الاستخدام المحظور لأسلحة كيميائية ضد سكان مدنيين.". وذكر مسؤول دفاع أمريكي يوم الاثنين ان الولاياتالمتحدة ستبيع للجيش الاندونيسي ثماني طائرات هليكوبتر أباتشي في صفقة قيمتها 500 مليون دولار تشمل أجهزة رادار وبرامج تدريب وصيانة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "ننظر في تفاصيل أخري تتعلق بمواعيد التسليم والتدريب."وأعلن عن صفقة طائرات الهليكوبتر وهي من طراز ايه اتش-64 إي أباتشي أثناء زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل لجاكرتا في إطار جولة تستمر أسبوعا وتشمل أربع دول بجنوب شرق أسيا بدأها في ماليزيا يوم السبت الماضي. وقال هاغل للصحفيين "تزويد اندونيسيا بهذه الطائرات الهليكوبتر ذات المستوي العالمي مثال لالتزامنا بالمساعدة في بناء قدراتها العسكرية." و قال وزير الخارجية جون كيري إن الأدلة المتوفرة تشير إلي استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية وإن ذلك لن يمر دون عواقب . وأضاف خلال مؤتمر صحافي الاثنين إن "الأزمة في سورية بلغت أوجها" وأن الرئيس باراك أوباما سيتخذ "قرارا حكيما" في هذا الصدد. وشدد علي أن المسؤولين عن استخدام أكثر أسلحة العالم فتكا "سيحاسبون". وقال إن الإدارة الأمريكية تشاورت مع قادة دول حليفة ومع أعضاء في الكونغرس حول ردها المنتظر. وكشف كيري أنه اتصل بنظيره السوري وليد المعلم الخميس وحثه علي السماح للمفتشين الدوليين بدخول الموقع الذي تعرض للهجوم، لكن النظام السوري رفض ذلك لخمسة أيام، بل واصل قصف الموقع ودمر الأدلة التي تؤكد ذلك الاستخدام. وأضاف "هذه ليست أفعال حكومة لا يوجد لها ما تخفيه". وقال "فهمنا لما حدث في سورية مبني علي حقائق"، مشيرا إلي تأكيدات من منظمات مستقلة وشهادات وتسجيلات فيديو بالإضافة إلي "معلومات إضافية جمعت وروجعت بالتعاون مع شركائنا وسنكشف عنها في مقبل الأيام". وأشار إلي أن النظام السوري يملك الدوافع لاستهداف المنطقة المعنية، والأسلحة الكيميائية والصواريخ لفعل ذلك. وخلص إلي القول "قتل المدنيين بطريقة متعمدة وعشوائية دليل علي الجنون، ..، وما رأيناه هز ضمير العالم".. هكذا يتضح بسهولة أن ضرب سوريا ليس صدفة وإنما عمل مدروس من سنوات وحان ميعاد التنفيذ .