حديث فضيلة الشيخ الشعراوي عن مصر الذي قاله منذ ما يزيد علي 51 عاماً من أنها حمت الإسلام من هجمات التتار والمغول والصليبيين كان يستشرف المستقبل.. وها هي مصر تحمي الإسلام والعروبة من خطر عظيم يستهدف تفكيك العالمين العربي والإسلامي ضمن خطة أمريكا لإنشاء الشرق الأوسط الكبير. شاءت إرادة الله أن يخرج شعب مصر إلي الشوارع والميادين يوم 03 يونيو الماضي بالملايين ليطالب بعزل الرئيس مرسي.. واستجابت قواته المسلحة ممثلة في قائدها العام الفريق أول عبدالفتاح السيسي لتكتمل ثورته علي نظام فاشي تحالف مع كل أعداء الوطن من أجل تفكيك هذه الدولة الأبية.. لم يكن معظم من خرجوا إلي الميادين يعلمون شيئاً عن أبعاد المؤامرة التي حيكت بليل ضد هذا البلد الذي جعله الله أمناً وأماناً لمن يدخله ولمن يعيش فيه.. ولكن خروجه أحبط هذه المؤامرة الدنيئة.. مصداقاً لقول الحق جل وعلا: »وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي«.. ومصداقاً لقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: »من أراد بمصر سوءاً قصمه الله«.. لم يكن الشعب يعرف أبعاد المؤامرة.. ولكنه خرج ثائراً ضد الظلم والطغيان والفساد الذي مارسته جماعة الإخوان خلال عام مضي.. ولكن خروجه التلقائي بهذه الملايين إلي الميادين مزق خيوط المؤامرة.. وهذا ما يفسر لنا لماذا جن جنون أمريكا والغرب؟ ولماذا أصيب مخبول اسطنبول أردوغان بلوثة أذهبت عقله. نور الثورة فضح المؤامرة.. وما اجتماع مسئولي المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والإسرائيلية والقطرية في ألمانيا لتركيع مصر وحصارها اقتصادياً ومالياً وإثارة الفوضي في ربوعها إلا جزء من هذه المؤامرة بعد أن قطع الأقباط المصريون الطريق علي مهندسي الفوضي الخلاقة في أمريكا لإثارة الفتنة الطائفية في مصر ليكون ذلك ذريعة للغرب للتدخل وأعلن البابا تواضروس الثاني أن الأقباط يقدمون هذه الكنائس المحترقة والمنهوبة قرباناً للشعب المصري وأنه إذا احترقت الكنائس فسيصلون في المساجد.. وإذا احترقت المساجد فسيصلي المسلمون والأقباط في الشارع ولن يقتتل المسلم والمسيحي في مصر.. ولن يقدموا لأعداء الوطن ذريعة للتدخل.. لقد وضع ممثلو مخابرات هذه الدول خططاً عدة لإثارة القلاقل في مصر عن طريق المقاطعة الاقتصادية.. ومنع الاستثمار ووضع العراقيل أمام تمويل المشروعات.. وإطلاق حملات مدفوعة الأجر للتأثير علي سمعة مصر الإدارية والمالية.. وزعزعة الأمن عن طريق وضع خطط لتهريب السلاح إلي الإخوان وأعوانهم الذي يقومون بتنفيذ مخطط زعزعة الأمن عن طريق النقب والسودان وليبيا وتشاد وتمركز الإرهابيين في سيناء.. إلي جانب القيام بعمليات نوعية ضد المرافق المصرية لتدمير أنابيب المياه والغاز والمحولات الكهربائية والجسور والكباري الرئيسية والمستودعات الكبري للغاز والبنزين.. وتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات لإثارة حالة من التوتر في الشارع المصري.. وتتضمن الخطط أيضاً قيام دبلوماسيي هذه الدول بالتعاون للضغط علي الحكومة المصرية. لقد كشف الله مخططاتهم لضرب مصر وتمزيقها.. ولكن الله سيرد كيدهم إلي نحورهم ولن تفلح مؤامراتهم الدنيئة.. وستبقي مصر كما ظلت علي طول تاريخها الطويل منذ عهد الفراعنة مقبرة للغزاة وسيندحر كل من بغي علي شعب مصر الطيب الطاهر الذي يعرف التدين الوسطي بلا غلو ولا تطرف.. والذي علم الدنيا كلها التوحيد منذ فجر التاريخ. كلمات حرة مباشرة: »ويمكرون ويمكر الله.. والله خير الماكرين«.. (صدق الله العظيم)