الدنيا كانت زمان ماشية.. واحنا ماشين في ضل مراكبها.. شراعها مفرود.. يضلل علينا.. يحمينا من عناكبها.. عايشين بالرضا.. والقليل كان يكفينا وقولنا ده نصيبنا.. وربك عالم بحالنا.. وفلوسنا ومالنا يدوب يكفي مطالبنا. لكن يا صاحبي.. دايما الغلبان.. هو صاحب النصيب في الهم والغم.. وقلة المال والنوم.. إنما صاحب الجاه والسلطة تلقاه عال العال وسط القوم.. لا عمره شال علي كتافه حمول.. ولا عمره شاف في أيامه هموم. ثورة وشاركنا.. وقلنا يمكن يجينا اليوم اللي نفرح فيه وناكل ونشرب ونعيش زي خلق الله والخير يدوم.. لقينا روحنا ماشين في سكة الدين والدنيا.. ودولة الحق غابت وضاع فيها حق الشهيد والوليد والصابر واخوه اللي كان مظلوم. زمن المحبة والحنان.. راح من زمان.. فين لما كان الجار بيسأل عن اخوه في الدار.. كان فيه أمان.. فين لما كانت اللقمة الحلال بتفيض وتزيد وتكفي البشر الغلبان والعرقان فين الدفا والحنان.. واللمة والكلمة الطيبة اللي طالعه من القلب وع الوشوش بتبان. حتي الأرض الكريمة اللي كان زرعها طارح في الغيطان.. راح خيرها وضاع مع النسيان.. وكل ده من فعل ايدينا ونفوسنا اللي صبحت زي الحديد صوان. ولو كان زمن الإخوان سرق من عيونا الفرحة باسم الدين والشرعية والصندوق والسنة والقرآن لازم نعرف اننا كنا السبب في انهم صبحوا غيلان.. وعلينا نعلمهم ان مصر من قبلهم بسنين وسنين كانت قبلة الأديان وجنة الأوطان.. وان الكدب والغش والتدليس طبعهم.. لازم نعرف طريقنا للحق والخير والجمال.. ونعرف ان العلم هو طريق الأمان.. وان الكدب لو كان دهب وياقوت في يوم ح يبان. أجمل ما في الدنيا يا صاحبي.. انك تكون إنسان وان طريق المحبة هو طريق الأمان.. وان اللي خلق الخلق عارف وشايف النفوس والضماير واللي تحت الجلد والأبدان.. ويوم الحق تشهد علينا عيونا وايدينا ومعاها اللسان. يارب يا هادي.. لسه قلبي بينادي علي ولادي لسه الأمل موجود في ايديكم الكلمة واحدة.. والحرية دي ميعادي.. ما أطلبش غيرها.. وغير الحق في جهادي.. وبحق الليلادي.. والليالي الجاية.. ترجع النسمة الجميلة.. والنصر لبلادي.. والصبر ان كان طال.. بكرة المحال يصبح سهل.. يروي كل وادي.. واحنا علينا العمل والجد.. والعلم يكون أول طريق للخير لأولادي وأحفادي.