ليلة 5 - 8 - 2013 ، علي مدي ساعة يجتمع وزير خارجية قطر ووزير خارجية الإمارات ومبعوث أوروبا ومبعوث أمريكا بالرئيس الفعلي المعزول أو المحبوس خيرت الشاطر..ويخرج أحمد عارف المتحدث باسم الإخوان المسلمين في اعتصام رابعة ويرفض لقاء الوفد مع الشاطر وأن الرئيس الفعلي هو الرئيس محمد مرسي وأن من يريد مقابلة أو تفاوض فليتقابل مع الرئيس الشرعي!! وإنه لا تخفي التراتبية والبيروقراطية التي تتسم بها جماعة الإخوان المسلمين، فهيكلها التنظيمي لا يسمح بتجاوز أي مستوي داخله مستوي تنظيمي أعلي منه ..فلا يمكن أن يتجاوز نائب المرشد ..المرشد نفسه في أي قرار أو رؤية ...وبالتالي حين يوافق الشاطر علي مقابلة الوفد فهو لم يقابله إلا من خلال موافقة المرشد. وإذا كان الهيكل التنظيمي للإخوان بهذا الترتيب البيروقراطي الذي لا يقبل التجاوز فلم َ تمت الموافقة علي المقابلة " مع نفي نجل الشاطر لرغبة والده في لقاء الوفد" ؟، واقع الأمر الإجابة علي هذا التساؤل يتضمن عشر تفسيرات محتملة: خطاب الداخل/ الخارج ، فرغبة الإخوان إعطاء رؤية وانطباع علي مستوي محلي وعالمي أن الهدوء والاستقرار في مصر لا يتحقق إلا من خلالهم وبالتالي مقابلة هذا الوفد تمثل اعترافا بأن من يقبع داخل السجن هو المحرك الفعلي للحدث المصري الآن بعد 30 يونيو 2013 . َّتصدرُ المشهد، إن الإخوان أرادوا من مقابلة نائب المرشد مع الوفد إعطاء فرصة داخلية للتملص من أي اتفاق عن طريق المراوحة التنظيمية، فإذا لم يعجبهم الطرح من الوفد فهناك فرصة لرفضه من خلال إيضاح أن مجلس شوري الجماعة او المشاورات الداخلية للجماعةترفض هذا التفاوض وينتهي الأمر كصراع أجنحة داخل الجماعة فلا يتم إغلاق باب التفاوض ولا يتم إنهاؤه. محاولة كسب التأييد الشعبي، فالإخوان يهتمون بالتعاطي مع أي مبادرات تُطرح من أجل إطالة أمد وجودهم علي الأرض من أجل كسب تأييد شعبي جديد لا يكف المطبخ الإخواني عن التفكير فيه. قراءة عقل الطرف الآخر ، أراد الإخوان من هذه المقابلة استكشاف المطروح من الطرف الآخر ليفهم ويعرف كيف يفكر وعلي ماذا ينوي وإمكانيات وتوقيت الفعل لديه فيما يتعلق بفض الاعتصام أو نيته الحقيقية للوصول لحل تفاوضي وآفاق هذا الحل ودراسة المكاسب الممكنة لاستعمالها سياسيا سواء في الظرف الآني أو في المستقبل المنظور في إعادة الانتشار في الشارع والرجوع بوزن نسبي لتأثير يعيده سريعا لدائرة السلطة " انتخابات الشعب والشوري القادمة". كسب الوقت، فالوقت عنصر هام للحشد والتجميع، ومازالت سيارات تابعة للإخوان تجوب القري والنجوع والشوارع في أنحاء مصر لتجميع الناس لزيادة بقعة الاعتصام وبالتالي خلق كتلة بشرية تسمح بإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل عزل مرسي. الإلهاء، فالإخوان يتبعون فكرة الإلهاء في الوقت الذين يخططون فيه لتكتيكات جديدة تخلق بقع جديدة لاعتصامات او تجمعات محدودة، ولكن يقف عنصر التعاطف للحشد معهم إضافة إلي حرج الوقت ومخاوفهم من تآكل شعبيتهم لذا جاءت تلك المقابلة تضفي عليهم السلمية والسعي للتفاوض مما يكسر الصورة النمطية التي يحاول الإعلام المعادي لهم نشرها، والمتمثلة في فكرة ممارستهم العنف والإرهاب، فمن اتخذ من العنف والإرهاب مسلكا لن يتفاوض مع أحد من أجل وقف العنف. تغيير المنظور عن مكان التفاوض، فإذا كان الرئيس المعزول مرسي متهما بالهروب من السجن، وأنه تخابر مع جماعة أجنبية فإنه تحت نظر وعين وإذن الدولة المصرية يأتي وفد إقليمي/ دولي لكي يتفاوض داخل سجن مع قيادة إخوانية لإقناعه بفض الاعتصام ...فأي شرف هذا الذي يناله مسجون ليأتي ممثلون لدول ليتفاوضوا معه!! الوزن النسبي للتأثير، فحينما يأتي مبعوث أوروبا ومبعوث أمريكا ووزير خارجية قطر ووزير خارجية الإمارات ليقابلوا الشاطر في محبسه لمفاوضته علي فض الاعتصام فهذا يعني أن الإخوان نجحوا في أن يعطوا لأنفسهم وزنا نسبيا يفوق كثيرا سلطة الدولة وما تمتلكه من قوة. لعبة الاعتراف، بعد لقاء الشاطر بالوفد يبرز للمشهد " حسن خيرت الشاطر" ليسرب لوكالة الأناضول أن أباه فوجئ بالوفد ولم يكن يرغب في لقائه ، وأن والده رفض التفاوض وأن المخول بذلك هو الرئيس محمد مرسي، وواقع الأمر فإن تلك المراوحة بين فعل ورد فعل ونفي وإثبات يمثل مزيدا من الإخفاء للحاكم الفعلي في عهد مرسي، بل وإعطاء مزيد من الاعتراف لشرعية الرئيس المعزول، وإن هذا النفي من نجل الشاطر يقابله إثبات من قبل اللواء " مصطفي باز " مدير مصلحة السجون بأن الشاطر لم يرفض لقاء الوفد وأنه اتفق معهم علي التهدئة. إنقاذ الجماعة، فمقابلة الشاطر وتفاوضه مع الوفد الإقليمي / الدولي يشمل محاولة لإنقاذ الجماعة، فنجاح محاولة فض الاعتصام من قبل الداخلية ربما سيترتب عليه حل حزب الحرية والعدالة وحظر ممارسات الجماعة السياسية، وتجميدا لأموالها، وسيسمح بموجات إعلامية عدائية لتشويه صورة الجماعة وكيف أنها تحولت لجماعة مقاتلة تمارس الإرهاب وإن ذلك سيترتب عليه انهيار بناء الجماعة الذي زاد علي ثمانين عاما وفقدانها التعاطف الشعبي الذي يكاد يكون حدث بدرجة كبيرة.