محمد عبدالمقصود الصور التي تنشرها الصحف لمن يعذبون حتي الموت في رابعة والنهضة تذكرني بصور تعذيب الكفار للمسلمين الأوائل في مكة.. بل تفوقت عليها في أساليب التعذيب. بالرغم من أن من يقومون بتعذيب المواطنين المصريين الأبرياء يرفعون راية الإسلام وهي منهم براء.. إنهم خوارج هذه الأمة الإسلامية.. لا يعرفون عن الإسلام وتعاليمه شيئاً.. فالإسلام دين الرحمة.. ومحمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة، رفض أن يقتل الأسري في غزوة بدر.. أما هؤلاء فقد تسببوا بجهلهم وحقدهم وتكالبهم علي السلطة والإمارة في إزهاق أرواح 08 مصرياً لا ذنب لهم إلا أنهم جاءوا في عصر الفتنة الكبري التي تشهدها البلاد بفعل هؤلاء المتأسلمين. لست أدري لماذا يعتصم المعتصمون في رابعة والنهضة؟! هل من أجل تطبيق شرع الله كما يزعمون، وهل في العالم كله إسلام وسطي يطبق شرع الله بدون مغالاة ولا تهاون إلا في مصر بلد الأزهر الشريف؟!.. هل من أجل دولة الخلافة؟!.. وهل كان المسلمون في عهد الخلافة العثمانية إلا أمة ضعيفة تقاسمتها الدول الأوروبية فيما بينها.. وأسموها تركة الرجل المريض، هل يعتصمون من أجل إعادة حكم الرئيس مرسي؟! كلا.. إنهم لا يهتمون بذلك كثيراً فهم يعلمون جيداً أن ذلك لن يسمح به الشعب المصري.. هذه ورقة وطويت من تاريخ مصر.. بل قل إن الشعب مزقها حتي لا تلطخ تاريخه الناصع. إذن فهم يعتصمون من أجل أن يظل التنظيم الدولي للإخوان متماسكاً وألا تحذو الدول التي يسيطر علي مقاليد الحكم فيها الإخوان حذو مصر ويسقطون هذه العصابات من فوق سدة الحكم ويصبح ما سعي إليه الإخوان طوال 08 عاماً مجرد سراب.. ويتفكك التنظيم الدولي ويقع ولا تقوم له قائمة.. إنهم يعتصمون ويضغطون علي الحكومة بالمسيرات وتعطيل المصالح والاعتداء علي المنشآت والممتلكات.. وفي نفس الوقت يقوم فصيل منهم بالتفاوض باسمهم مع الحكومة للإبقاء علي التنظيم وضمان مشاركتهم في الحياة السياسية مرة أخري.. وفريق ثالث يستقوي بالخارج ويدعو إلي التدخل الأجنبي في شئون البلاد، يلعبون علي كل الجبهات لضمان بقاء التنظيم حياً حتي ولو كان بمضخة صناعية للقلب!! إن أعضاء هذا التنظيم لا ينتمون إلي مصر ولا أي دولة أخري.. إنهم ينتمون إلي جماعة لا هم لها إلا الحكم والسيطرة علي مقدرات البلاد حتي ولو رفضهم الشعب، إما الحكم.. وإما ما نراه اليوم في الشوارع من كر وفر وإطلاق الرصاص لقتل الأبرياء، ونسوا أن الشعب أقوي بكثير من أي تنظيم أو جماعة.. ونسوا أن الشعب اكتشف ألاعيبهم وعرف مآربهم.. واكتوي بنار حقدهم خلال سنة كاملة ذاق فيها الذل والهوان.. وجرب شظف العيش.. وتدهور الخدمات وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء.. وزيادة الضرائب.. والتفريط في أراضي الدولة والتآمر علي الأمن القومي.. ولذلك فإن الشعب المصري الذي لفظهم لن يعود إلي احتضانهم واحتوائهم مرة أخري.. أما نحن.. فيكفينا أننا لدغنا منهم كثيراً وصبرنا عليهم كثيراً.. ونفد صبرنا تماماً. كلمات حرة مباشرة: الإخوان أعلنوا أن من مات منهم في واقعة شارع النصر 021 شخصاً، ووزارة الصحة لم تستخرج إلا 08 تصريحاً بدفن الجثث التي كانت بالمستشفيات.. فإذا كان الإخوان صادقين في دعواهم نريد منهم جثث الأربعين الباقين.. وإذا كانوا دفنوها بدون تصريح .. فهل فعلوا ذلك لأنهم من أعضاء حماس وسوريا؟ سؤال يحتاج إلي إجابة صريحة.. وتحقيق قضائي شفاف.. أما إذا كانوا كاذبين فليعلن ذلك صراحة ليعلم الشعب حقيقة هؤلاء.