تحدثت في مقال سابق لي في نفس المساحة هنا في جريدة الاخبار يوم الخميس 03 سبتمبر الماضي تحت عنوان »دور البنك المركزي في التنمية« مشيدا بما اتخذه الاستاذ »محمود عبداللطيف« رئيس بنك »ساوباولو« الاسكندرية »سابقا« - بأنه يمول المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، وقد ذكر بانه عبر مكاتبه الصغيرة في المحافظات وفي المراكز والقري قد مول تلك الشركات الصغيرة بما يفوق المائتين والخمسين مليون جنيه، وناديت في هذا المقال بضرورة ان يقوم البنك المركزي بعد ان قام بأكبر اصلاح في تاريخه لسوق النقد، علي يد البارع الاستاذ الدكتور »فاروق العقدة« وحفظ لمصر ماء وجهها اثناء الازمة المالية التي اطاحت بأعتي البنوك العالمية في اكبر اقتصاديات العالم الحر وعلي رأسهم الولاياتالمتحدةالامريكية عام 8002 ومازالت اصداء هذه الازمة تزعج كثيرا من مراكز المال العالمية طالبت وكذلك الاخ »محمود عبداللطيف« بان يسمح البنك المركزي بفتح مكاتب لبنوك مصر سواء كانت وطنية أو اجنبية في جميع ارجاء الجمهورية وان تعمل هذه المكاتب علي ضخ اموال في سوق الاقتصاديات الصغري »تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر« حيث ذلك هو الطريق الامثل للقفز علي البطالة، وايجاد فرص عمل عن طريق ايجاد المستثمر او الصانع والتاجر والحرفي الصغير، وفي هذا المقال أوردت بان عشرات الآلاف من خريجي الكليات العملية مثل الطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا، هم في اشد الاحتياج لبدء حياتهم بمشروعات صغيرة في تخصصاتهم بهذا القدر من التمويل الصغير الذي يسمح لهم ببدء عمل خاص سوف ينمو بنسبة كبيرة من النجاح حسبما اوردنا من امثلة في ذلك المقال. ولقد شاهدت في قناة الB.B.C تصريحات للسادة رؤساء بنوك مصر، والاهلي، والقاهرة بانهم يتدارسون تمويل تلك المشروعات المتناهية الصغر، بل ان السيد »طارق عامر« رئيس البنك الاهلي - حينما صرح بان البنك الاهلي هو الاكثر جرأة في القيام بمثل هذه التمويلات لقدراته المالية العظيمة - مما يجعلنا نتأكد بان هناك ادارة وطنية للبنك المركزي المصري ولعل التصريح الاخير الذي جاء بالصحف يوم الاربعاء الماضي بان بنك الاسكندرية »سابقا« ساوباولو »حاليا« سوف يمول مشروع احلال المقطورات، وقال رئيس البنك بانهم دخلوا في مفاوضات جادة مع وزارة المالية باستهداف الاتفاق علي آليات محددة يتم من خلالها هذا التمويل، وذلك علي غرار مشروع الاحلال الذي تم علي التاكسي القديم. بل ان ذكاء »البانكير« عبداللطيف قد سبق كل الاتفاقات ونتائج المفاوضات، حيث كشف بان البنك »ساو باولو« علي استعداد لتلبية احتياجات جميع سيارات النقل الثقيل ذات المقطورات التي سيتم تحويلها الي وحدة واحدة قبل مرور المدة المتبقية من العامين المهلة التي لن تتراجع الدولة عن تنفيذ توجيهات »الرئيس مبارك« بانها اخر مهلة لتسيير تلك الآلة القاتلة للمصريين علي الطرق المعروفة بالسريعة او بالحرة أو بالدائري!!