مادريتوش ؟ مش الإسلام كمان بقي زي الموضة له كل شوية صيحة وصيحات ؟ وآخر صيحة دلوقت - للي ما يعرفش- هي إن المسلم من حقه أن يقتل أخاه المسلم إذا كان بيخالفه في الرأي، ومش كده وبس.. لأ، ده كمان يقدر يسحله ويمثل بجثته.. مش مصدقين ؟ طيب شوفوا اللي حصل في رابعة أمس الأول..مجموعة شباب مسلم ومسالم قادم من طنطا، لا به ولا عليه، ذهب إلي مستعمرة رابعة العدوية بمدينة نصر ليلقي التحية علي المعتصمين هناك ويطمئن علي أحوالهم المعيشية في الإفطار وفي السحور وفي النوم، وأعربوا عن رغبتهم في تناول طعام الإفطار معهم.. وكان من حظهم الأغبر أن شك فيهم عدد من المعتصمين وتوقعوا انما هم من الأعداء الذين ينتسبون لجموع الشعب المصري الذي خرج بملايينه عن بكرة أبيه في الثلاثين من يونيو الماضي يهتف بسقوط الإخوان (لا لشيء إلا لأنهم فشلوا في الحكم).. فما كان مصير أحد هؤلاء الشباب إلا القتل - قبيل موعد الإفطار بدقائق معدودة - ضربا وركلا بالأقدام داخل إحدي الخيام المنصوبة هناك وسط صيحات التهليل والتكبير، ثم سحل جثته أمام المعتصمين، بينما نجا الآخرون من الموت بأعجوبة وتم نقلهم إلي المستشفي في حالة خطيرة.. هل هذا هو الإسلام في ثوبه الجديد؟ هل قتل الأبرياء أصبح هو قربانكم المحرم الذي تتقربون به إلي الله سبحانه وتعالي ؟ بأي ذنب قتلتم هذا الشاب المسلم البريء واستحللتم دمه؟ هل اعتبرتم أن مخالفته لكم في الرأي جريمة تستحق القتل ؟ وبأي وجه ستلقون الله عز وجل وأياديكم ملوثة بدماء الأبرياء؟ ألم تقرأوا في القرآن قول الله سبحانه وتعالي : وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما .. أم أن القرآن عندكم أصبح للتلاوة والتبرك فقط أمّا الأحكام فلا تأخذونها إلاّ من المضللين .. ووقت الحساب لن ينفعكم زيد أو عبيد ولن تنفعكم قياداتكم التي تواليكم بالفتاوي المحرمة وتحرضكم علي القتل والعصيان والاعتصام في الشوارع والميادين، بينما تتسلل هي وأبناؤها من بينكم إلي بيوتهم استئثارا بالراحة ورغد العيش.. كيف دخل بروعكم أن التقرب إلي الله أصبح بقتل أفراد هذا الشعب الطيب المسالم، والحقيقة أنه لا يمكن لنا في هذا الصدد ألاّ نربط بين ما يحدث في رابعة وما يحدث في سيناء الغالية، هذه البقعة التي تحولت في غفلة من الزمن إلي مرتع للإرهاب في مصر في السنوات الأخيرة.. ألم يقل أحد قيادييكم علانية وبكل بجاحة إن عمليات الجماعات الجهادية ضد المدنيين العزّل ممكن أن تتوقف فورا وبإشارة منه في حالة واحدة فقط: لو عاد الرئيس المعزول إلي الحكم من جديد.. واحنا بقي بنقول له: لأ، ما يحكمش، كفايانا من فشلكم المستحكم سنة، وقد كانت سنة سودة علي البلد وعلي الشعب كله، الله لا يعيدها دي أيام .. وإذا كانت لديكم بقية من فاتورة حساب تريدون من الشعب أن يدفعها لكم فاحنا بنقول لكم لأ: اللي له ظهر وجيش وطني من خلفه يحميه ما ينضربش علي بطنه..