كانت عقارب الساعة وقتها تعلنها الثالثة ظهرا، وكنت قد وصلت أعلي كوبري الجلاء الواصل بين طرفي طريق صلاح سالم بمصر الجديدة، نهاية الاسبوع الماضي، الزحام كان فرصة للتأمل، اعتلت الصورة سور نادي الجلاء، صورة بالحجم الطبيعي للزعيم والحكيم الرئيس حسني مبارك القائد الأعلي للقوات المسلحة وكنت ادرك جيدا هذه المعاني. لكن المعني الجديد الذي ادركته حينها هو الأبوة، وجدت أنني في حاجة للدعاء لوالدي، حقا والدي ووالد كل المصريين الاوفياء، انسابت كلمات الدعاء علي لساني بخشوع صادق »ربنا يشفيك ويرجعك لينا بالسلامة«. فوجئت بأصابعي علي بكرة التحكم بالصت بالراديو أرفع صوته قدر المستطاع ابحث عن اي خبر علي جميع الاذاءات يفيدني بموعد عودة والدي الرئيس من رحلة علاجه التي شعر كل مصري بار بطولها، رغم انها لم تتجاوز الثلاثة أسابيع. فكان الخبر علي الاذاعة المحترمة راديو مصر يعلن ظهور الرئيس مبارك في لقطات فيديو مصورة لطمأنة الشعب المصري ود. بوشلر كبير الفريق الطبي المعالج للرئيس يؤكد تماثله للشفاء واستجابة الحالة لفترة النقاهة. ورغم الطمأنينة التي اختلجت عواطفي إلا أنني لم اتعجب من تماسك والدي الرئيس أثناء مشاهدتي لتلك المقاطع والصور التي بثتها جميع المواقع الاخبارية فهو المعتاد من رجل خاض معارك أكثر شراسة وحدة علي مدي تاريخه كان يؤكد يقيني عودته ثانية بنفس القوة والصلابة التي اعتدنا عليها، والتي نرتكن نحن الملايين عليها ونحتمي بها، فهو حائط الصد المتين، والامين علي كل مصري دون النظر لدين أو عرف أو جنس. كم تمنيت وقتها ان تطول هذه اللقطات قدر الامكان وتزيد الصور الفوتوغرافية قدر المستطاع لتؤنس هذه الوحشة التي انتابت المصريين في غيابه.. لكن عودة الرئيس كانت بعدها بأيام قليلة لتثلج صدور شعب كامل. والدي الحبيب.. نورت بلدك.