وصلتني من الأخ العزيز سالم بن سعيد الحبسي الملحق الإعلامي بسفارة سلطنة عمان رسالة بمناسبة العيد الوطني الأربعين لتولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في السلطنة.. وبهذه المناسبة أقدم خالص تهنئتي إلي الشعب العماني العريق، والذي أتيح لي مع مجموعة من زملائي الصحفيين المتميزين أن نقضي فترة في هذا البلد الطيب أهله لنساهم في النهوض بالصحافة العمانية التي أصبح لها شأن كبير في التعبير عن نهضة عمان الحديثة ومنجزاتها، وهي الفترة التي لمسنا فيها مدي حب وتقدير الشعب العماني لكل ما هو مصري. لفت نظري وأسعدني في ذات الوقت في التقرير المرفق بالرسالة أن الاحتفال بالعيد الوطني الأربعين قد تزامن مع اختيار عُمان من قبل تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأممالمتحدة هذا العام لتتبوأ المركز الأول علي مستوي العالم في سرعة معدل التنمية البشرية، وذلك للإنجازات الكبيرة والمتميزة التي حققتها السلطنة خاصة في مجالي الصحة والتعليم، وهي بذلك قد سبقت كثيرا من الدول العربية حيث جاءت المملكة السعودية في المرتبة الخامسة وتونس السابعة والجزائر التاسعة والمغرب العاشرة. وفي رأيي أن السلطنة لم تكن لتحقق مثل هذا الإنجاز الذي يصب أولا وأخيرا في صالح المواطن العماني لولا مناخ الاستقرار الذي تتمتع به بفضل السياسة المتزنة التي تتعامل بها حكومة السلطان قابوس مع دول الجوار بشكل خاص و دول العالم بوجه عام، والتي كان من أهم ثمراتها اتفاقات ترسيم الحدود والتي كان لها أكبر الأثر في دعم الانطلاقة الاقتصادية في السلطنة بعيدا عن المشاكل والنزاعات التي كان يمكن أن تعطل مسيرتها. ومن أبرز الأمور التي لفتت نظري خلال فترة تواجدي في سلطنة عمان حرص الحكومة علي توفير السكن المناسب لكل مواطن، خاصة الشباب الذين وفرت لهم برنامج المساكن الاجتماعية وبرنامج المساعدات والقروض السكنية الميسرة، وهو الأمر الذي سهل لكل شاب مقبل علي الزواج فرصة الحصول علي سكن مناسب دون معاناة، هذا بالإضافة إلي النظام العلاجي المتميز جدا والمتفوق علي مثيله في كثير من الدول العربية والخليجية. وإذا ذكرت سلطنة عمان لا يستطيع أحد أن يتجاهل أو ينسي الموقف المحترم والراقي الذي وقفته السلطنة إلي جانب مصر بعد توقيع الرئيس السادات لاتفاقية كامب ديفيد، حيث رفض السلطان قابوس الانسياق وراء كثير من الدول العربية التي اتخذت قرار قطع العلاقات مع مصر، مؤكدا مواقفه الثابتة التي تؤمن بحق كل دولة في اتخاذ ما من شأنه تحقيق مصالحها، دون أن يكون لأحد حق التدخل في قراراتها أو شئونها.. كل عام وشعب عمان الطيب بخير وسلام. عساكم من عواده غدا أول أيام عيد الأضحي المبارك.. وبهذه المناسبة أبعث بباقة ورد إلي المصريين الطيبين ولاد البلد الجدعان، وأقول لكل مصري يسعي لكسب قوته وقوت أولاده بالحلال: كل عام وأنت بخير وصحة وعافية وسلام وهناء.. أو علي حد قول الأخوة العمانيين: »عساكم من عواده«