ب .. حرية!

شياطين الإنس

محمد عبدالحافظ
يظن البعض ان الشياطين من الجن فقط، ولكن شياطين الانس أكثر انتشارا، وأشد فتكا وضررا وتأثيرا ببني البشر.
تراهم في كل مكان وليس علي وجوههم اثر للسجود، سيماهم ليس كما يظهرون في الافلام بقرنين، ووجه شديد الاحمرار، بل هم اشخاص عاديون جدا، يغرك مظهرهم وحلاوة حديثهم، ولكنهم ماكرون، حاسدون، يحيكون المؤامرات، يضحكون امامك، ويلعنونك من وراء ظهرك، يرتدون اقنعة البراءة، وهم أكثر مكرا من ابليس، وقد يكون بينهم من اوعز لابليس الا يسجد لآدم.
شياطين الانس يكيدون للاخرين، وينشرون الفتن بين الناس، ويتمنون لك الخطأ، بل ويدفعونك إلي ارتكاب الاخطاء والمعاصي.. يسهلون لك الحرام، ويزينون لك الرذيلة، يلهونك عن الصلاة، ينقلون لك كل الاخبار السيئة، ويحرضونك علي ان تكون متنمرا ومتحفزا للاخرين، وينصحونك بان تتعامل مع الجميع علي أنهم مخطئون ومجرمون ومذنبون، إلي ان يثبت العكس. يرددون علي سمعك ان فلانا ناجح ولا يصلي، فلماذا تصلي، فلان يكسب الكثير لانه يغش فلماذا لا تصبح غشاشا، ويلح عليك في ان تكذب فالصدق دائما »يزعل«.
اذا اردت ان تعرفهم، فتحقق من وجوههم ستراهم متجهمين اذا ضحكت، وفرحين اذا حزنت، فهم لا يريدون لك خيرا ابدا.
اعوذ بالله من شياطين الانس والجن.