اتهمت مجموعة الازمات الدولية الرئيس السوداني عمر البشير بالسعي لتزوير اول انتخابات تشريعية ورئاسية منذ عام 1986 والمقررة في 11أبريل الجاري. وطالبت المجموعة المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بشرعية الفائز بالانتخابات المقبلة. جاء ذلك قبل ساعات من اجتماع الاحزاب المعارضة السودانية والمتمردين الجنوبيين السابقين في الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يشارك كاقلية في حكومة الوحدة الوطنية حيث الاكثرية لحزب المؤتمر الوطني لبحث احتمال مقاطعة الانتخابات. وقالت المجموعة التي تقدم المشورة في قضايا النزاعات الدولية في تقرير ان "الظروف القانونية لاجراء انتخابات حرة ونزيهة غير متوافرة بكل بساطة. وعلي المجتمع الدولي ان يقر بان الفائز في هذه الانتخابات سيفتقر الي الشرعية".واضافت المجموعة أن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس البشير يسعي للتحكم في سير الانتخابات لصالحه موضحة ان حزب البشير "تلاعب" بعمليات احصاء الناخبين وتسجيلهم علي قوائم الشطب، وسن قانون الانتخابات لمصلحته، وفصل الدوائر الانتخابية علي هواه، واشتري ولاء زعماء العشائر والقبائل. واكد التقرير ان حزب البشير فعل ذلك في انحاء السودان ولكن بشكل خاص في دارفور حيث عمل بحرية مطلقة علي تنفيذ هذه الاستراتيجية كونها المنطقة الوحيدة في البلاد الخاضعة لنظام الطوارئ".واتهم تقرير صادر عن المجموعة حزب البشير بأنه يسعي لاعطاء حق الاقتراع لاشخاص جاءوا مؤخرا من تشاد والنيجر فيما حرم من هذا الحق أشخاص في المناطق المناوئة للحزب". واوضحت المجموعة في تقريرها ان "الفوز في الانتخابات في دارفور بفارق كبير يكتسب أهمية قصوي لحزب المؤتمر الوطني بهدف ضمان حصوله علي ما يكفي من الاصوات في شمال السودان ومواصلة هيمنته علي الصعيد الوطني". وفي غضون ذلك هدد مسئول كبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان بانضمام حركته إلي أحزاب المعارضة التي تعتزم مقاطعة الانتخابات في الشمال إذا لم يستجب لمطالبها بتحقيق الشروط اللازمة لضمان نزاهة الانتخابات وحريتها.وكان الرئيس عمر حسن البشير قد حذر الحركة من أن الشمال قد يرفض إجراء استفتاء علي الانفصال في جنوب السودان في العام المقبل إذا قاطعت الحركة الانتخابات. لكن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم هون من شأن تحذير البشير قائلا "في حالة شمال السودان إذا قاطعت الأحزاب السياسية الانتخابات دفاعا عن الانتخابات الحرة والنزيهة في الشمال فستنضم الحركة إليها". وأضاف أن البشير يهدد أهل جنوب السودان بعرقلة حقهم في إجراء استفتاء "وهذا موقف بالغ الخطورة". وانتقد حزب البشير انضمام الحركة الشعبية الشريك في الحكم الي المعارضة في المطالبة بتأجيل الانتخابات. وفي خطأ جديد ضمن سلسلة أخطاء تكتنف عملية الانتخابات قالت الهيئة الحكومية المكلفة بطبع بطاقات الاقتراع الخاصة بانتخابات الرئيس وحكام الولايات انها طبعت بطاقات الاقتراع الخاصة بانتخابات الرئاسة باللغة العربية فقط. ويتحدث معظم ابناء الجنوب اللغة الانجليزية.