سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوميات الأخبار : روشتة للعلاج المواطن المصري بانوب كرمه الرئيس أوباما وقال له بفضلك أنت تم
وضع قانون التأمين الصحي.. فلماذا لا نستفيد من خبراته في مصر؟
مكالمات تليفونية عديدة جاءتني بعد نشر يومياتي السابقة التي شرحت فيها تجربتي مع مرض سرطان الثدي.. وكيف ان الله سبحانه وتعالي منحني القوة من عنده لكي اتغلب علي هذا المرض الخطير.. مكالمات من اقارب واصدقاء وقراء يهنئونني علي الشفاء.. وأنا ممتنة لكل من سأل عني.. لكنني اعتبر ان اهم المكالمات التي جاءتني كانت من مريضات بنفس المرض لم يأذن الله تعالي لهن بعد باستقرار الحالة والشفاء »الآتي بإذن الله«.. وكل المريضات أو أقاربهن يسألنني عن روشتة الشفاء وانا لست طبيبة لكنني.. أقول للجميع إن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالي.. فالمريضة - أو المريض - بمرض خطير يحتاج أول ما يحتاج ان يلقي حموله علي الله.. وان يؤمن ايمانا عميقا بأنه بين يدي الرحمن الرحيم وانه سوف يشفي وسوف يقاوم المرض بكل ما لديه من قوة.. وألا يفقد الأمل ابدا في البرء مهما كانت خطورة المرض.. وألا يفزع.. وألا يكثر من التفكير في تفاصيل حالته وان يتعرف علي مرضي سبق لهم الشفاء من مرضه لان ذلك سوف يرفع من روحه المعنوية وأنا لا انسي ابدا انه وقفت بجانبي صديقتان عزيزتان سبق لهما الاصابة بنفس المرض وشفيتا احداهما صحفية كبيرة والثانية فنانة كبيرة وأن وجودهما في حياتي كان له تأثير كبير في رفع معنوياتي وتقوية جهازي المناعي.. فقد كنت افكر انه مادامت توجد ولو حالة واحدة شفيت من المرض فلماذا لا أكون أنا ايضا مثلها وأشفي. وأنصح ايضا مريضة سرطان الثدي إذا كان لديها عمل ان تستمر فيه وألا تنقطع عنه - هذا إذا استطاعت - لان الفراغ يعطي الفرصة للافكار المخيفة ان تملأ رأس المريضة.. فإذا كانت المريضة ربة بيت فعليها ان تقوم بكل الواجبات المنزلية التي كانت تؤديها من قبل لنفس السبب وطبعا لابد من العلاج ومن تنفيذ تعليمات الاطباء بالحرف الواحد.. وفي المواعيد المقررة.. لأن الجراحة والعلاج الكيميائي والاشعاعي قد يكون لابد منها في غالب الاحوال.. واحيانا لا تكون هناك حاجة إلي اكثر من الجراحة وذلك في الحالات التي يتم فيها الكشف المبكر للمرض.. ومن هنا أنصح كل امرأة وصلت إلي سن الاربعين ان تقوم كل عام بالكشف بأشعة الماموجرام.. وهذا الكشف مجاني في المعهد القومي للأورام وكلما تم اكتشاف المرض مبكرا كان العلاج أسهل.. وكان الشفاء محققا بإذن الله - مع دعاء إلي الله ان يبعد هذا المرض عن كل النساء.. وان يبعد كل الامراض عن كل الناس. ومع ذلك فلابد ان يقال ان تكاليف علاج هذا المرض- اذا لم يكن مجانا في المعهد القومي للأورام - اعلي كثيرا من مستوي الاسر الفقيرة والمتوسطة.. وهو ما يدعوني لأطالب باسم الوف ان لم يكن ملايين المرضي بكل انواع المرض بالاسراع باصدار قانون التأمين الصحي وان علي الدولة إلي أن يصدر هذا القانون ان تعالج علي نفقتها كل المرضي بأمراض خطيرة ومن بينهم مريضات سرطان الثدي.. لان المآسي التي تحدث للعائلات التي يمرض فيها مريض بالسرطان لا تقف عند حد المريض وحده بل تمتد إلي الأسرة كلها.. وآخر ما وصلني من مآس بهذا الخصوص رسالة من ابن شاب يروي فيها ما حدث له ولشقيقاته البنات عندما مرضت والدتهم بسرطان الثدي.. فقد كانوا يعيشون قبل مرضها حياة مطمئنة في شقة في حي راق.. ولكنهم من أجل علاج ست الحبايب باعوا كل ممتلكاتهم وأنفقوا كل مدخراتهم واضطروا في النهاية الي بيع الشقة التي كانت تؤويهم وتلم شملهم.. واضطر افراد الاسرة إلي أن يتفرقوا في شقق الاقارب والجيران.. فأقامت الام المريضة في بيت احد اقاربها. واقام الشاب في بيت صديق له.. وتوزعت البنات الثلاث وكلهن يدرسن في الجامعات في بيتين احدهما للاقارب.. والثاني لجيران طيبين.. وقد مضي علي هذا الوضع اربعة عشر شهرا.. وأصبح كل واحد من افراد الاسرة يشعر بحرج وهو يقيم في استضافة ناس كرماء.. لكن كما يقول الشاب في الرسالة.. فإن البني آدم ثقيل.. ولكل بيت خصوصيته ولا يعرف صاحب الرسالة ما الذي يمكنه ان يفعل.. لان مرض الوالدة لم يترك لهم شيئا يمكنهم من شراء شقة او استئجار شقة بنظام القانون الجديد. هذه الكارثة التي دمرت امان افراد اسرة بكاملها وليس فقط الأم المريضة لا يمكن ان تحدث في بلد يطبق به نظام سليم وعادل للتأمين الصحي.. فمهما بلغت تكاليف علاج المواطن المريض فإن التأمين الصحي يدفع.. واقرب مثل إلي ذهني هو ما حدث مع نور الدين حفيد شقيقي الذي سبق ان رويت مأساته عندما احتاج وهو ابن الثانية عشرة إلي عملية زراعة قلب مكان قلبه الذي اتلفه ميكروب قاتل.. فعملية زرع القلب تتكلف ملايين الدولارات ومع ذلك فقد اجراها نور الدين مجانا لانه تابع للتأمين الصحي في نيوزيلندا وقد حظي من اكبر مستشفي بمدينة اوكلاند بنيوزيلندا بعناية استمرت شهورا طويلة حتي عثر له علي القلب المناسب.. واجرت له العملية الخطيرة اشهر جراحة قلب في كل من قارتي نيوزيلندا واستراليا.. وهو الآن يتناول الأدوية التي تمنع الجسم من طرد القلب المزروع مجانا وسوف يستمر في تناولها العمر كله.. وهي ادوية باهظة الثمن ولكن التأمين الصحي يقوم بدفع ثمن الدواء.. هذا في نيوزيلندا مع انها قارة متواضعة الحال.. وليست مثلا مثل استراليا او الولاياتالمتحدةالامريكية.. ولكن المواطن هناك يحظي بمستوي رائع من الخدمة الصحية.. واحيانا ما افكر انه رغم سوء حظ نور الدين بسبب اصابته بذلك الميكروب الذي اتلف قلبه فإنه كان محظوظا لوجودة في بلد غير مصر عندما احتاج لزراعة قلب جديد.. فلو كان في مصر.. لكان من المستحيل ان يحظي بقلب جديد.. وما كان في مقدور والده ووالدته ان يدفعا له الملايين لانقاذه.. ثم ان هذه العملية وغيرها من عمليات زراعة الاعضاء لا تجري حتي الآن في مصر لان اللائحة التنفيذية لقانون زراعة الاعضاء لم تنفذ حتي الان لإنقاذ الوف البشر من الاطفال والكبار. فالمريض المصري يعاني كل أنواع المعاناة إذا كان فقيرا أو متوسط الحال.. وقد زادت معاناة المرضي في مصر بعد ان تم التضييق علي قرارات العلاج في الخارج بسبب تصرفات عدد من أعضاء مجلس الشعب.. وهو ما يدفع الي التساؤل.. ما ذنب المرضي المحتاجين بالفعل إلي قرارات علاج في الخارج أو في الداخل؟ والمفروض ان تكون العقوبة شخصية لا ان ينفق بعض اعضاء مجلس الشعب ما يزيد علي مليار جنيه بعشوائية ثم تقع عقوبة منع العلاج علي نفقة الدولة علي المرضي الغلابة من افراد الشعب.. ان كل ما يتمناه ملايين المصريين هو أن يصدر قانون يحمي المواطن من ان يتعذب بالمرض ويموت دون علاج.. أو ان يفلس ويجد نفسه في الشارع هو وافراد اسرته إذا اصاب احدهم مرض خطير.. وفي اليوميات الاخيرة للصديق الكاتب الكبير احمد صالح روي في احدي فقراتها مأساة صديق له لواء بحري بالمعاش.. دخل احد المستشفيات الخاصة بالاسكندرية واجريت له جراحة غير ناجحة دخل بعدها في غيبوبة استمرت اسابيع في المستشفي وانتهت رحلة العلاج الفاشل للأسف بموت الصديق.. ومع ذلك لم يخجل المستشفي من ان يطلب من اسرته مبلغا يزيد علي مائتي ألف جنيه.. وهنا يمكن التساؤل: هل تملك اسرة لواء بحري شريف علي المعاش مثل هذا المبلغ لتدفعه الي المستشفي الذي خرج منه المريض بعد عذاب جثة هامدة؟ لقد علق احمد صالح علي ما حدث باختصار قائلا: موت وخراب ديار! لابد اذن من إيجاد حل لتكاليف العلاج في مصر. لماذا لا نستفيد من العبقري بانوب؟ الاثنين: تابعت باهتمام شديد اللقاء الذي ادارته مقدمة البرامج القديرة مني الشاذلي مع المواطن المصري الامريكي سمير بانوب في برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم ثم لقاءه مع كل من مقدمي البرامج صاحب البرنامج الساخن سيد علي وهناء سمري في برنامجهما 84 ساعة علي قناة المحور وكان قد ذكر في وسائل الاعلام المصرية ان الرئيس الامريكي أوباما قد التقي ببانوب وكرمه ووجه اليه الحديث قائلا »بفضلك أنت أصبح لكل مواطن امريكي الحق في التمتع بخدمات التأمين الصحي« ذلك ان المواطن المصري العبقري هو الذي وضع نظام التأمين الصحي للولايات المتحدةالامريكية وهو النظام الذي اثار ضجة كبيرة هناك. وقد دهشت وانا استمع إلي المواطن المصري فقد استعانت بخدماته في وضع قوانين التأمين الصحي ست وسبعون »67« دولة ليس من بينها مصر. وهو أمر غريب.. واغرب منه انه عندما سألته مقدمة البرامج البارعة هناء سمري عما اذا كان قد قرأ تسويدة مشروع قانون التأمين الصحي المصري الذي نسمع عن قرب صدوره منذ فترة ابتسم ابتسامة مهذبة ورد بأن التسويدة التي قرأها تتحدث عن تمويل المشروع لا أكثر. يعني ان كل الكلام والحديث الذي نسمعه عن مشروع القانون لا يتناول سوي مسألة كيفية التمويل فقط ولم يتطرق إلي صلب المشروع.. طيب.. ما دام المشروع لم يكتمل ومازال واقفا عند مرحلة البحث عن كيفية الحصول علي التمويل.. فلماذا لم يستعن بخبرة واحد من ابناء مصر له باع طويل في هذا المجال الي حد ان يوجه له الحديث رئيس أكبر دولة في العالم قائلا »بفضلك انت«! وكيف نتصور ان يكون مواطننا المصري العبقري في مصر في وقت نحن في أشد الحاجة فيه الي خبرته ثم لا يلتقي به مسئول مصري واحد.. وكيف لم يلتق به الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة ولو من باب الاستئناس بآرائه.. واذا كنا في مصر لا نستعين بمثل هذا الرجل عند وضع قانون يمس صحة ملايين المصريين.. فبمن نستعين؟