أيام قليلة وتقترب وقفة عرفات.. هذا المشهد العظيم الذي يتجمع فيه الملايين من الحجاج يرفعون أكف الضراعة والدعاء لله بأن يعز الأمة الإسلامية تلك الأمة التي وصفها الله عز وجل في كتابه الكريم بأنها: »كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر«. لهذا أتوجه للحجيج بأن يتركوا دعواتهم الخاصة جانبا فالحال العام للأمة الاسلامية في مأزق شديد ويسر العدو ولا يرضي الأهل والصديق.. لقد قصرنا في أداء المعروف وتركنا المنكر يشيع بيننا فأصبحنا لقمة سائغة في فم أعدائنا، وسادت الصهيونية وأصبحت تتحكم في مقاديرنا والعياذ بالله. حجاجنا الكرام.. دعواتكم أمانة في أعناقكم وستنعكس علي أعناقنا أيضا، لهذا أرجو أن يتصدر هذه الدعوات الحث علي عودة مكارم الأخلاق ومحاربة الفساد والمفسدين ونشر روح التعاون والتكافل بين أبناء الأمة الاسلامية والبحث عن الأصدقاء الشرفاء وليس الأصحاب المتلونين الذين يكونون يوما لنا ويوما علينا وفق مصالحهم الخاصة وليس مصالح الأمة وأن يطهر الله قلوبنا من الغل والحقد والرياء وان يباعد بيننا وبين معاصيه، كما باعد بين المشرق والمغرب وان تعود روح الوئام بين أفراد الأسرة التي هي اللبنة الأولي والأساسية لبناء عظمة الأمة الاسلامية ولا تنسوا الدعاء بأن يُهلك الله المترفين الذين فسقوا في الأرض فتجرعنا الهم منهم وضاق الخير فيها فازدادت مساحة الفقر بين أبناء الأمة الاسلامية رغم انها بالأرقام تعد أغني أمة في العالم بما تملكه من كنوز تحت الأرض وموقع يؤهلها للسيطرة علي تجارة العالم. أملنا أن تعود أمتنا العزيزة إلي سابق عهدها الذهبي وأن يعم الخير والبر والتعاون والتكافل والأخلاق بين أبنائها فيخشاها العدو ويحترمها الصديق.. واختتم رسالتي لكم بالآية الكريمة »ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا«.