انطلقت من رسالة إبراهيم "عليه السلام".. وابتلي باختبارات من الله عز وجل واجتازها بنجاح.. فامتلك صفات منها: استعداده للتضحية.. وللهجرة في سبيل الله. ومحاربة العقائد الوثنية وقتئذ واستعداده للتضحية بولده وسرته. وقال تعالي: "وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين" البقرة: .124 الخطاب الإسلامي من هنا امتلك سمات نبيلة.. لتفعيل دور الفرد والمجتمع.. وبما يشكِّل قوة وانطلاقة.. وهو خطاب يدعو للأمانة.. وعدم الغش.. أو التدليس. لأن شريعة الإسلام دعت لتحرك الإنسان بالعمل الصالح.. والإنسان يتميز بالعقل وضرورة تشغيل العقل.. والشريعة تمتلك الفهم والتطبيق البنَّاء.. وتدعو للاعتصام الجمعي لقوله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" آل عمران: .103 ومع غياب دور الشريعة ينتشر فساد الأخلاقيات.. وسبل الانحراف.. واتباع الهوي. لذلك الإسلام ينظر للتفكير بسمة جمالية لحسن الخلق.. والإسلام دين فكر وعقل وعلم.. كما أن المعرفة والصحة عنصران متكاملان لتفعيل حركة المجتمع المسلم. ** والحياة الإنسانية دروس وعبر.. وسلامها لا يتحقق إلا بسلامة السلوك وقال الرسول صلي الله عليه وسلم : "لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي" رواه البيهقي.. ويجب علي كل إنسان الحذر من إغراءات الشيطان.. والله عز وجل حذَّر الإنسان من الشيطان. قال تعالي: "ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً. ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً" النساء: 119: .125 ** والإسلام يدعو للسماحة.. وحسن المعاملة.. وقال تعالي: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين. ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" فصلت: 32: .33 وشريعة الإسلام تدعو لتوحد الفكر.. كي يصبح المستقبل جزءا من تفكيرنا وبما يحقق التنمية ويخدم ثوابت المجتمع.. وللعقل استنباط جهد فكري وعقلي من أجل توظيف الأحكام والقيم.. والمفاهيم الإسلامية التي تقود حركة الحياة الإنسانية بالقيادة السليمة في ظل التبصر بسنن الكون.. وبما يحقق الخير للبشرية. * والإسلام يمتلك الارتباط الوثيق ما بين البعد الديني.. والبعد الإنساني أن الله عز وجل أراد أمة الإسلام أن تكون خير أمة.. بما تملك من علاقة تحقيق العبودية الحقة لله عز وجل. قال تعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" آل عمران: .110 والإسلام ليس دين طقوس تعبدية جامدة.. لكنه دين حياة بكل الأبعاد الإنسانية والخطاب القرآني رسم للإنسان أطر أموره الدينية والدنيوية.. كما استخلف الإنسان في الأرض.. وكلفه بعمارتها وصنع حضارتها.. ولذلك عطاء الله عز وجل يحرس عباده المخلصين. لقوله تعالي: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين" الحجر: .42 لأن مهمة الشيطان إفساد منهج الله عز وجل في الأرض.. وإدخال الخوف داخل النفس البشرية.. بعكس الإيمان يدخل الطمأنينة في قلب الإنسان.. من أجل تحقيق العبادة الحقة لله عز وجل.