نحتاج نظاما اقتصاديا يعيد حقوق 40٪ من المواطنين تحت خط الفقر تتنوع رؤي أساتذة الاقتصاد تجاه الازمة الاقتصادية التي تمر بها مصر هذه الفترة، ومن واقع خبرتهم واطلاعهم علي اقتصاديات الدول الأخري يجتهدون وقد وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ..الدكتور محمد النجار استاذ الاقتصاد بجامعة بنها وأحد الخبراء واسعو الثقافة والاطلاع في حواره مع (الأخبار) واكد أننا لسنا في وضع اقتصادي خطير من ناحية المديونية وان جميع دول العالم مدينة بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية ودول الخليج ويحذر من قرض صندوق النقد الدولي لأنه سيربطنا بعجلة الدول الرأسمالية ويؤكد أنه لا يوجد ما يسمي بالنظام الاقتصادي الاسلامي الحديث حتي في السعودية أو ماليزيا أو ايران او اندونيسيا وهو متفائل لأن مصر غنية بالكوادر البشرية إذا ما أحسن استغلالها ومزيد من الآراء المميزة في الحوار التالي: الدكتور محمد النجار في حواره مع »الأخبار« كان لابد أن أسأله عن رؤيته للمشهد السياسي الحالي؟ مضطرب، بمعني أن المواطن العادي لم يعد يدرك الي أي تيار ينحاز والي أي اتجاه يسير.. في الفترة الاخيرة من حكم مبارك كنا جميعا كشعب موقفنا محدد من حسني مبارك وسياساته فمعظم الشعب مضار وغاضب وثائر علي ما يحدث والمنتفعون سعداء بمناخ الفساد الذي ينتفعون منه فلما قامت الثورة وقد كنت من فريق ال 18 يوما (غير الزاعق) فلم اغادر الميدان الا بعد تنحي مبارك. ألم تحاول الظهور بهذه الصفة في وسائل الاعلام مثلما فعل الكثيرون؟ لا انا ظاهر، ولكن لم أتاجر بها وأنا أعرف ثوار الميدان الحقيقيين فالسفير رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ثائر ميدان حقيقي لا نستطيع أن نغفله وعندما قامت الثورة وتمخضت عن انجاز رائع بتخلي رئيس الدولة تحت الضغط الشعبي الرائع وتوكيله للمجلس العسكري بإدارة الدولة كنا معظم الشعب وأولنا النخبة -وهي المأساة- نتمتع ببراءة تصل الي درجة السذاجة فتصورنا أن أي نظام يتساقط عندما يسقط رمزه فينهار النظام كاملا،وهذه السذاجة لم يقلها التاريخ ولم يصل الي علمنا أن ثورة في العالم من الثورات الكبري أو الصغري عندما قامت بخبطة واحدة انهت كل المهام فالثورة الروسية والثورة الفرنسية والايرانية كلها عانت جدا وهي من الثورات الكبري ولم تسترد عافيتها إلا بعد سنوات ومن هذه الثورات من آل الأمر فيها الي من قام بها ومنها من آل الأمر فيها الي المستفيدين . إذن فالخطأ الأول الذي ارتكبه الثوار هو مغادرة الميدان بعد خلع مبارك يوم 11 فبراير 2011؟ بالفعل كانت المشكلة هي هذه السذاجة ومغادرة الميدان وترك الأمر للمجلس العسكري الذي أدرك منذ اللحظة الأولي المهمة المخول أن يقوم بها وهي أن يتماشي مع الثورة لأنها ثورة شعب وإذا ما ازداد الضغط الشعبي لقضية ما يتبناها أو يجاريها وإذا لم يحدث يغض النظر عنها،المؤسسة العسكرية ونظرة الشعب لها ودورها السياسي وقوتها الاقتصادية التي تصل الي حد أن تدعم جهاز الدولة التنفيذي، والي حد أن تري كموقف اقتصادي أقوي بكثير من موقف الدولة كدولة نامية أو كدولة متخلفة ثم فوجئنا بالصعود الشعبي للاخوان واحدة فواحدة وجزء منه علامة استفهام وجزء منه يمكن قراءته أو يمكن فهمه . هل هناك موقف معين لا يزال عالقا في ذاكرتك ؟ انا لن أنسي يوم الاستفتاء علي التعديلات الدستورية ولم يكن قد مضي إلا أيام علي إزاحة مبارك كان الطابور يمتد لأكثر من كيلو ونصف لأناس أعرف أنهم يملون لو وقفوا عند البقال دقيقتين وانتهي الامر الي 78٪ نسبة من قالوا نعم وهي نسبة فذة وأدت الي غطرسة وشعور بالقوة ثم ما تلاها من تطورات أوضحت المزاج الشعبي لوطن فيه قطاع أمي لا يدرك إلا مطالبه الحياتية ومن ثم يمكن توجيهه الي التيار الديني بمنتهي السهولة عبر المسجد أو وسائل الاعلام أو وسائل كثيرة من التواصل التي تمخضت في النهاية عن وصول التيار الاسلامي الي الحكم. المأزق ومتي بدأ الموقف يتضح بالنسبة لك ؟ نحن في مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي للشعب المصري أصبحنا لا ندرك الي أين الطريق وفي نفس الوقت لا ننكر الذكاء علي الطريقة الاخوانية في التقرب الي الشعب في طبقاته الكادحة والوسطي وهم يدركون تماما أنه لا موقع لديهم علي الاطلاق عند الطبقات المترفة وبناء عليه حتي لو كنت متفائلا أن هذا الوطن سيخرج من مأزقه وأنه وطن يستحق أن يعيش وأن يستمر وأن يحصل علي فرصته التاريخية التي لم تتح له إلا في فترات قليلة جدا من تاريخه. متفائل.. لماذا؟ قلت إنك لا زلت متفائلا لماذا؟ لأن بمصر كوادر تعليمية وتثقيفية ممتازة وعندنا فائض يمكن تعبئته ،وفاقد يمكن منعه فالتفاؤل يأتي من البعد السكاني الهام وتاريخه وعمقه الحضاري وكوادر سعدنا باكتشافها في بلد بها ملايين يدركون جيدا ويملكون الحماس الي نهاية الشوط ويحلمون احلاما لانفسهم ولاوطانهم واطارهم الثقافي والمعرفي والمهني ممتاز لكنهم لم يعطوا الفرصة حتي وهم ثوار شاركوا في الثورة وصنعوها وحرموا من نتائجها حتي في الاطار المعنوي وليس الحصول علي موقع او منصب كل هذا ذهب لغيرهم وهذا ليس جديدا بشأن الثورات وانما التاريخ يتحدث عن أن الذين يقومون بالثورات هم النبلاء والشجعان والحالمون لكنهم لا يجنون ثمارها لكني اعتقد ان المعضلة المصرية الحقيقية هو انك كمواطن لم تعد تجد من تحبه ولا من تثق فيه ولا الي من تطمئن الي توجهاته لم يعد الأمر بشأن تيار سياسي ولا بشأن اشخاص ومنهم من كنا نحلم لبعضهم أثناء الانتخابات الرئاسية في المرحلة الاولي بعضهم حصل علي 5 ملايين صوت وبعضهم 2 مليون والبعض لم يحصل الا علي 125 الف صوت فقط وبصرف النظر عمن آل اليه الامر في النهاية فإن هؤلاء لو رشح أحدهم نفسه الآن لن يزيد علي 10 آلاف صوت في عموم مصر ولم يعد لدي أحد منهم جاذبية جماهيرية حتي لدي فريقه! وما تفسير انحسار شعبية المرشحين الخاسرين في رأيك؟ هم باحثون عن الشهرة وعن الادوار لأنهم لم يذوقوها طوال عمرهم أو لأنهم لا يريدون أن يهدأوا ولا أن ينتظروا حتي وهم في سبعينيات العمر لحظات الاطمئنان والبعد عن المشاكسة والصراع لأنهم ظامئون لهذا المناخ ولا أحد منهم صاحب رؤيا تجذب الجميع ولا واحد منهم صاحب تجربة تدرك الجماهير انها تجربة ثرية جدا وكان فيها صادق جدا. الاستثمار الأجنبي ننتقل الي رؤيتك للموقف الاقتصادي وهو تخصصك كأستاذ في كلية التجارة جامعة بنها ؟ الموقف الاقتصادي ليس فيه جديد الا ما ترتب علي الثورة كحدث مادي وهي تعني في كل الدنيا أن الاستثمار الاجنبي سيقل في أي بلد تحدث فيها ثورة يقل تدفق الاستثمارات الاجنبية يقل لأنها تذهب للشعوب عندما تطمئن الي الاستثمار والي العائمن ثم تدفق الاستثمار الأجنبي أو ضعفه هذه نتيجة مقروءة تماما. ماذا تعني بالنتيجة المقروءة ؟ مثل السياحة .. إذا كنا ملكنا الذكاء وتدفق السياح ليروا ميدان التحرير وكنا قد حولناه الي قبلة بدلا من أن يصبح مرتعا لأولاد آوي وللصوص وقطاع الطرق والبلطجية ولم يذهب الرمز -وهذا مقصود- فيما عدا السياحة وقلة تدفق الاستثمارات الاجنبية والي حد ما قلة الصادرات بسبب قلة الانتاج.. وللأسف يقودنا اقتصاديا وأنه لا يوجد استشراف حقيقي للمستقبل ولا يوجد ادراك حقيقي لجوانب القوة وجوانب الضعف داخل الاقتصاد وأننا بدلا من أن تكون الثورة طريق »عظيم« لتغيير النظام الاقتصادي لكن الذي ثرنا عليه تبنينا رؤاه كاملا مع بعض الغباء وعدم الكفاءة بمعني لدينا نظام اقتصادي لا يتحدث الا عن عجز الموازنة العامة للدولة كما يتحدث الصندوق وكما تتحدث الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوربية اذا أمكن لهؤلاء أن يضموك او يروضوك أو يلحقوك بالعربة الرأسمالية فهذا هو المطلوب أي أن الثورة لم تتمخض عن أي تغيير من الجانب الاقتصادي بل هو أسوأ.. الصكوك واقاطعه وهل يوجد ما هو أسوأ من سيطرة الرأسمالية العالمية؟ موضوع الصكوك أسوأ.. المشكلة في التداول عند من سيستقر؟ فلا يوجد في تاريخ المجتمعات ما يمنع قطاعا خاصا من البيع، الملكية تعني سيطرتك علي ما تملك فمن يملك ويحوز من حقه أن يعدل أو يحطم أو ينقل أو يهب أويورث أو يوصي. من الناحية العلمية هل يوجد ما يسمي بالاقتصاد الاسلامي؟ استطيع ان اقول انه كان هناك فكر اقتصادي اسلامي في عصر الرسول (ص) والخلفاء الراشدين لكنه لا يوجد نظام اقتصادي اسلامي في العصر الحديث لا في السعودية ولا في ماليزيا ولا في باكستان ولا في اندونيسيا ولا في ايران وليست صالحة للممارسات الحديثة في عالم العولمة ومن ثم التشدق بالاسلام الاقتصادي وانا اتحدث عن تجربة لأني كنت وكيل قسم الاقتصاد الاسلامي في جامعة الامام محمد بن سعود واشرفت علي رسائل تناقش الاقتصاد الاسلامي بصدق ولا تتشدق بمسميات لمجرد التأثير في الناس فهؤلاء الذين كانوا في فترة مبارك كانوا رأسماليين حتي النخاع ومن صنف الرأسمالية الشرسة مثل رأسمالية . وما هي الجوانب السيئة في الاستثمارات الأجنبية؟ أري أن مسألة الاقتراض والاستثمار الاجنبي الآن في الفترة الساداتية بدأت المنظمات الدولية ونادي باريس وكل القوي الرأسمالية تتحدث عن رد الديون وعن اعباء الديون وعن حقوق الدائنين في مواجهة المدينين وبدأت ظواهر كثيرة في دول العالم في مواجهة هذا الموقف عالجناه نحن عام 1991 بعد موقفنا في حرب الخليج تنازلت الولاياتالمتحدةالامريكية عن ديوننا العسكرية لها وتنازلت دول الخليج عن ديوننا المدنية لها فتحولنا الي نصف المديونية كنا 45 مليار دولار واصبحنا 26 مليار دولار فقط من يومها حتي الثورة نسبة المديونية الخارجية الي الناتج المحلي الاجمالي في مصر مأمونة، نحن لسنا في وضع خطير يخيفنا فيما يتعلق بالمديونية . وماذا تري في امكانية استعادة اموالنا المهربة الي الخارج؟ كيف يتسني لنا عبر محافظ البنك المركزي السابق والحالي أن نترك ظاهرة هروب رؤوس الأموال تجري علي قدم وساق وكأننا ليس لنا خبرات ولا كفاءات لنتنبأ بالظواهر وبدأنا نبحث عن استرداد أموالنا كشعب مصري من كل اللئام الذين لا يأبهون بنا كشعب علي الاطلاق ومن ثم يضعون قيودا ويبحثون وثائق تثبت حقوقنا وهم مدركون أننا أصحاب حقوق، حتي هذه الاموال يصل الأمر وفي ظل الثورة أن يسدد حسني مبارك فساد قبوله للهدايا بالخصم من أمواله المصادرة فهو لم يدفع شيئا من جيبه وهي أموال فاسدة والمفروض أن تسبب اعدامه وننشغل بشقة يمتلكها هنا أو هناك ففيما يتعلق بالنظام الاقتصادي ما دمنا نتبني نفس الرؤيا فكيف سنتحول الي عكسها؟ إذن كيف نخرج من المأزق الاقتصادي الحالي؟ اولا ان يكون لدينا نظام اقتصادي يحدد أهدافه الرئيسية في مجتمع به 40٪ تحت خط الفقر وتبني سياسات تعطي للفقير وتأخذ القليل من الغني حتي لا نقول أننا حولنا الأغنياء الي أعداء للثورة إنما نقوم بتعبئة الفائض ونلعب لعبة الضرائب التي أحصل عليها من الأثرياء الكبار جدا هي التي أخصص مبلغ الدعم منها طابور فيلات مارينا مثلا وطابور القاهرةالجديدة والمهندسين والزمالك وجاردن سيتي يؤخذ من هؤلاء مخصصات الدعم التي تسبب عجزا في الموازنة العامة للدولة وتشويه هيكل الاسعار كما يقولون وتؤدي الي ارتفاع مستوي الاسعار فتتضاعف، يمكن هنا أن اعبيء الفائض أي تعبئة ما هو فوق مستوي الحياة البشرية الكريمة وليست الدنيا ..نحن الآن في مأزق كأننا في اقتصاد حرب جمال عبد الناصر عمل اقتصاد حرب بعد هزيمة 1967 ولم يضج احد بالشكوي وكنا منحازين له رغم وجود نكسة لأن جهاز الدولة القوي يجبر الاثرياء علي دعم وطنهم ألا يستطيع أثرياء مصر في ليلة واحدة أن يمنعوا المأساة التي سيسببها صندوق النقد الدولي والتي ستضر الشعب لو الصندوق رفع أسعار السلع الأساسية أو بدأت لعبة البنزين والسولار ولو زادت أسعار الكهرباء أو رفعوا دعم البنزين الذي يأجلوه ؟وهي سلوكيات فيها تراكم فكل فرد يتعرض لتضييق الرزق سيضيقه علي الآخرين. وكيف يتقبل الاثرياء ان يتحملوا زيادة الضرائب لصالح الفقراء؟ في هذه الحالة نحتاج الي أن تكون يد الدولة قوية في مواجهة الطبقات الثرية فلا أتردد في فرض ضرائب علي البورصة خوفا من توقفها عن العمل ما الذي معني أرباح البورصة ان الذين كسبوا من المستثمرين أكثر من الذين خسروا والذين كسبوا هم نمور المستثمرين والذين خسروا وخرجوا من السوق هم الأضعف ومن ثم فهم المجتمع للبورصة فهم خاطيء علينا أن ندركه فهي مصدر تمويل وهي انتخاب اقتصادي نعم ولكن هذا عندما تكون بورصة شفافة كالبورصات العالمية فيها حسن ادارة وكاشفة للجميع حيث كل المتعاملين مع البورصة يعلمون كل المعلومات وليس بعضها. وماذا عن عجز الموازنة المتزايد؟ لو اني غيرت النظام الاقتصادي وأصبح اقتصادا له مسلك ثوري ويعبيء موارد المجتمع الحقيقية ويأخذ من القادر ويعطي غير القادر لوحدث هذا نخرج من المأزق هؤلاء الذين نمد أيدينا لهم لنعوض الانخفاض الشديد نتيجة عملية التهريب في الاحتياطي النقدي للبنك المركزي لدينا آلاف الطرق لتعبئة مواردنا لتغنينا عن هذا الطلب واني اتعجب من الهلع الشديد من عجز موازنة الدولة رغم أن الولاياتالمتحدةالامريكية تعاني من عجز الموازنة في العالم ولم ينزعج اوباما لهذا وبعض دول الخليج الثرية تعاني من عجز الموازنة العامة للدولة. ترشيد الانفاق طالما نادي الاقتصاديون بترشيد الانفاق لتجاوز المأزق الاقتصادي الحالي؟ إن ترشيد الانفاق المظهري لأجهزة سيادية او دبلوماسية او اي مجال يرتبط بالحكومة يجب ان يتوقف وأي ضياع يمكن توفيره عندما يكون 30٪ من القمح تضيع في عملية تشوينه ونقله أي نتجنب مسالك الضياع ،وأي ايراد يمكننا الحصول عليه بطريقة محترمة ممن عنده قدرة علي الدفع وليس من يرغب في الدفع دون أخذ من غير القادرين فالحكومة لا تقدر الا علي الموظفين ماذا لو اجتمع رئيس الجمهورية مع رئيس الغرفة التجارية ورئيس اتحاد الصناعات المصرية واعضاء مجالس الادارة علي مستوي الأقاليم في مكان متسع كالاستاد مثلا ويطرح عليهم طرح محمد علي :أنا الدولة وعندي كل أوضاعكم الاقتصادية الحقيقية لأن اجهزته تعرف(دبة النملة) اما بمؤشرات او رموز او مسلك انفاقي او بدرجة ثراء ويحدد بناء علي هذه الجلسة كيف يسدد كل الخانات التي تؤرق صانع القرار المصري مرة واحد وليس عدة مرات لنتجاوز المحنة ثم نبدأ في ترتيب الاوراق بشكل واقعي. مشروع تطوير منطقة قناة السويس من المشروعات المطروحة للدراسة في الوقت الحالي؟ تنمية منطقة قناة السويس بدلا من أن تكون مجرد ممر ملاحي تحصل رسوما علي عبور ولارشاد السفن لتتحول الي منطقة استثمارية تأتي بربح عظيم للشعب المصري. لو عملنا هذه المشروعات في منطقة قناة السويس أو الصعيد أو الوجه البحري وكلها مشروعات قتلت بحثا ونحتاج ارادة سياسية لتنفيذه، بعد أن نحسم الأمور مع اغنياء البلد وبجبروت الدولة فالذي لا يقف مع بلده عند المأزق أمارس معه سلطان الدولة أكثر من ممارسة ديموقراطيتها. يتحدثون ايضا عن الاحتياطي النقدي أولا علاجه أحيانا يكون بأمور بسيطة كالتي جاءت بها المقادير كانت 9 مليارات دولار يأتون لنا من تحويلات المصريين بالخارج في سنة المأزق وهي سنة الثورة زادوا وأصبحوا 19 مليارا أي أكثر مما نقصناه في السياحة. تحويلات المصريين وهل هذه الزيادة في التحويلات نتيجة حسهم الوطني؟ بل نتيجة ان الله تعالي أراد أن يسترها قبل عام 1991 لم يكن لدينا احتياطي نقد اجنبي وعلي الأكثر لم يكن يزيد علي مليار دولار هذا الاحتياطي مطمئن علي قدرتنا علي دفع ثمن الواردات لمدة معينة فهي ليست قضية تقودنا للاقتراض من كل الدول، لان قطر رفعت سعر فائدة أضعاف سعر الفائدة السائد علي السندات الاخيرة بدلا من واحد وربع وصل الي اربعة . هل نأمل أن اقتصادنا يمكن أن يقف علي قدميه من جديد؟ بكل تأكيد ،ان نسلك تجارب الدول النامية الناجحة مع مراعاة طبيعتنا الخاصة ومهاتير في ماليزيا وهو مجتمع مسلم ولولا دي سيلفا في البرازيل كلاهما حاربا الفقر وانتصرا عليه وحققا تحسنا في معيشة الناس ولو استفدنا من التجربة الصينية انا لا أعادي الولاياتالمتحدةالامريكية ولا دول الاتحاد الاوربي ولكن لا أسير كما يشتهون علي الاطلاق لان اي توجيه منهم ليس فيه خير لمصر التجربة الصينية هدفها بلوغ الذروة وان تصل عام 2020 لان يصبح متوسط الناتج القومي فيها اكبر من امريكا التي تنتج ثلث الانتاج العالمي. ما عناصر القوة لدينا التي لا نستفيد منها؟ مواردنا الطبيعية ليست كثيرة اما مواردنا البشرية لو دربت جيدا وتم تواصلها مع العصر فهو مورد يعتد به وعنصر حماس المصريين عندما يدركون ان حكامهم يعملون لمصلحتهم، فلو تم صنع ارادة ستظهر قدرتهم علي تحمل المواقف الصعبة من اجل بلوغ احلامهم لكن لم يأت من يفعلها . وما القطاعات الانتاجية التي نحتاج للاهتمام بها في المرحلة القادمة؟ اننا نشغل بالنا بالاقتصاد الريعي لان كل مصادر الدخل في مصر ريعية وهذا شيء مخجل جدا كنا نسخر من دول البترول ونقول انها دول ريعية لانها تعتمد علي مصدر طبيعي ولا تعتمد علي انتاج شعبها. لدينا مصادر ريعية مثل قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج والسياحة وكلها تأتي وتذهب أحيانا باشاعة أو بأي مسلك ليس في الحسبان السؤال هو متي نهتم بالصناعة وبالكهرباء والقطاعات السلعية التي تنتج محصولا وغذاء وحيوانا وأسماكا أو التي تنتج منتجا صناعيا نحن الآن مغرمون بالقطاعات الخدمية اهتمامنا بالزراعة والصناعة تقلص تماما بل ان مرحلة السادات ومبارك فككت الانجازات الصناعية المصرية الموجودة في ذلك الوقت. ما الروشتة الاقتصادية التي تنصح بها الحكومة الحالية؟ لدينا فرص رائعة لو كان لنا استقلال الرأي والارادة في سياساتنا أي لا نتبع الصندوق ولا الولاياتالمتحدة ولا الاتحاد الاوربي وانما نحدد اهدافنا وعبر خبرائنا طرق تحقيق هذه الأهداف ثانيا: تبني نظاما اقتصاديا يحقق الغايات المحددة للثورة وللتقدم والتنمية ولها أساليب ورؤي لماذا لا نتبني استراتيجية اشباع الحاجات الاساسية أولا.. هؤلاء الذين في العراء أو الذين يعيشون في مساكن غير صحية أو آمنة وعليه أن يوجه موارده للتعليم وللبحث العلمي وللرعاية الصحية لتصنع مواطنا سليما وبهذا يرتبط النظام الاقتصادي بتحقيق الأهداف وثالثا: ألا أخدع نفسي واتصور ان أي سياسة اقتصادية تنفع كل الشعب كل سياسة تحدد لمن ستنحاز أو عائدها الأكبر سيكون من نصيب من؟ احيانا يحتاج الامر الي حسم خاصة لو لدي النظام الحجج التي سيقولها للشعب لأن الاغنياء ما لم يدفعوا ضرائب مناسبة ربما نصل لمرحلة يهب فيها الفقراء ليأخذوا ما يريدونه بالقوة وهذا ما نراه الآن بصورة متفرقة ولكن آه لو تجمعوا للبحث عن حقوقهم في وطن ظلمهم اذن علي القيادة السياسية أن توضح للناس بنفسها لماذا تتبني سياسة معينة ؟ولماذا علي المواطن أن يقبلها ؟ وأن احدد مدة معينة لتحقيق الهدف.