يلاحظ أن صيانة الطريق الدائري تقع في أهم اولويات الهيئة العامة للطرق والكباري . فهو بالفعل شريان حيوي لنقل الأفراد والبضائع ، ويسهل مرور 150 ألف سيارة كل ساعة طبقا لبيانات الإدارة العامة للمرور. ورغم تقديرنا لما تقوم به الهيئة العامة للطرق والكباري من جهود في عمليات الصيانة المستمرة للطريق الدائري للحد ما أمكن من الارتباك المروري الذي يعاني منه هذا الطريق والذي يحدث عادة نتيجة التباطؤ أو توقف السيارات عند الوصلات او تلف الطبقة الأسفلتية .. إلا أنه تلاحظ أن هناك قدرا من الخلل في وضع الخطط التنفيذية الخاصة بعمليات الصيانة. فيشاهد مستخدم الطريق الدائري بالقطاع الواقع في منطقة التوسعة الجديدة فوق طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي أنه يتم وضع حواجز خرسانية حول اماكن الصيانة بالشكل الذي يخلق اختناقات شديدة وتظل هذه الحواجز شهورا دون مبرر واضح ، بل وقد تستمر في حالات توقف الأعمال إما لعجز هيئة الطرق عن توفير التزاماتها المالية تجاه المقاول أو لإحساسه بالغبن بسبب ارتفاع أسعار الخامات ، أو تعثر الأخير في تنفيذ ما التزم به من أعمال لأسباب فنية. ومن هنا تستمر أعمال الصيانة مددا زمنية طويلة لا تتناسب مع حجم الأعمال.. ويجب التأكيد هنا أن الاختناقات المرورية التي تحدثها عمليات الصيانة تسبب إهدار كميات ضخمة من المواد البترولية، فلو قدرنا أن كل سيارة تستهلك لترا واحدا علي الأقل من البنزين أو السولار نتيجة هذه الاختناقات فهذا يعني استهلاك ما يقرب من 100 ألف لتر بنزين وسولار كل ساعة. وذلك علاوة علي الخسائر الاقتصادية الاخري المحتمل حدوثها نتيجة صعوبة نقل العمالة والسلع . ان نجاح التخطيط لأعمال الصيانة لا يتحقق فقط بانتهاء مهمة المقاول وفقا للعقد، إنما يرتبط بالانتهاء من هذه المهمة بأقل خسائر اقتصادية ممكنة ، بمعني أن النجاح يرتبط بتجنب الآثار الجانبية المباشرة أو غير المباشرة التي يمكن ان تحدثها أعمال الصيانة مثل الاختناقات والحوادث المرورية علاوة علي الأثر النفسي والتوتر لقادة السيارات الذي يترتب علي التوقف المستمر وإهدار الوقت والمال. ومن هنا لا بد للمخطط لعمليات الصيانة ان يبذل الجهد للتخفيف من الاختناقات التي يمكن ان تحدثه عمليات الصيانة ووضع الخطط المدروسة واتباع ما هو مستقر عالميا في هذا الشأن علي سبيل المثال : العمل ليلا ، وفي غير اوقات الذروة المرورية، أو بتقسيم العمل وتحديد مراحله وخطواته بشكل جيد بما يضمن السرعة في إنهاء الأعمال ودون إغفال معايير الجودة المحددة. ان ما يهدر من موارد بترولية كل ساعة يوميا والتي تقدر بالملايين من الجنيهات والآثار الاقتصادية السلبية الاخري هي مسئولية المخطط والمنفذ لعمليات الصيانة وملتزم بأن يراعي حقوق الله فيها .