محمد السروجى ونحن علي أبواب التغيير الوزاري المرتقب بغض النظر عن حجمه ووزنه النسبي ، هناك فرصة متاحة للمعارضة فرادي وجماعات أن تتخلي عن مقاعدها المعتادة في فضائيات المساء والسهرة وأن تتخلي ولو لشهور عن متعة الكلام والنقد لمجرد النقد وأن تنزل ميدان العمل وتقدم لنا ولو لمرة واحدة بديلا عمليا وممكنا تثبت به أنها بحق شريك متضامن يملك عمليا مهارات وأدوات الحكم وتقديم الخدمة لا أشواط وأشواط الهجوم والرفض والتجريح. المعارضة تتهم الرئاسة والحكومة أنها تفتقد الرؤية والخطط وأنها عاجزة وغير ناجزة ، فرصة تاريخية أن تعرض المعارضة بدائل في الوزارات المهمة وأن تقدم لنا شيئاً في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني ، لدينا تحديات عظام في الأمن والاقتصاد ووحدة النسيج المجتمعي فأين كوادر المعارضة من وزراء ومحافظين ورؤساء أحياء وأين الخطط المعلنة وفق جداول زمنية محددة لتخفيف هذه الأزمات ؟ أتوقع من المعارضة أن تتحمل مسئولياتها الوطنية بعيداً عن قوائم الشروط الصعبة والمستحيلة ، وأن تطرح اليوم أو غداً في مؤتمر صحفي الأسماء المرشحة لديها في الوزارات التي ترغبها وأن تقدم لنا برنامجاً ممكناً بجدول زمني تثبت به قدرتها علي الإنجاز وليس مجرد الانحياز ، هل لدي المعارضة هذه القدرة والجرأة أم أنها ستخرج علينا كالعادة بقائمة شروط تعجيزية رغم أنها لا تملك ورقة ضغط واحدة كي تشترط أو تتحكم ، هل سنري ونسمع جديداً أم يستمر القديم وشروطه الوهمية علي غرار تعديل الدستور وانتخابات رئاسية مبكرة وحل مجلس الشوري وعودة المجلس العسكري للحكم وبالمرة فرش البسط الحمراء للتدخل الأجنبي كشريك أو حتي مراقب "راجع تحريض المستشار الزند للأمريكان ضد الرئيس مرسي " الفرص لا تنتظر وإذا تلكأت المعارضة لن يكون أمام الرئاسة إلا الانتهاء الفوري من التعديل الوزاري واختيار وزراء من عينة وزير التعليم والتموين ، ومحافظين من عينة محافظ كفر الشيخ ، محافظين أشداء أقوياء أصحاب قرار يضبطون الأمن ويحاصرون الفساد ويقدمون الخدمات العاجلة في التعليم والصحة والخبز والنظافة والمرور والوقود ، ووقتها ستعود المعارضة للمربعات القديمة والوحيدة والمعتادة في التظاهر والاحتجاج أملاً في انقلاب عسكري يداعب هواجس البعض علي طريقة الفرق الرياضية الضعيفة التي تراهن علي إحراز الأهداف بأقدام الآخرين أو تحريض الحكم أو الجمهور أو ربما الاتحاد الدولي ضد الفريق المنافس ليس أملاً في تغيير نتيجة المنافسة بل هدمها بالكلية ، هل هذا ما ترغبه المعارضة ؟ راجع تصريحات زياد عقل- المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- حين قال : سيضطر الجيش لاتخاذ قرار في القريب العاجل، فالبلاد باتت أكثر ضعفًا من ذي قبل.. فإذا ما قرر الشعب الدخول في مواجهة مع السلطة الحاكمة، فإن الجيش سيتبني مواقفه المؤيدة له كما في السابق " فضلاً عن مطالبة المستشار الزند رئيس نادي قضاة مصر بالتدخل الأمريكي في الشأن المصري دون أدني رد أو استنكار من المعارضة أو نادي القضاة الذي يمثله الزند. خلاصة المسألة .. مكونات المشهد العام في اختبار لكن الاختبار الأصعب للمعارضة التي ظلت تنتقد وتهاجم دون بدائل ميدانية ممكنة تؤكد لمن يهمه الأمر أن هناك حلولا قادمة.