منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا تواضروس يفتح قلبه ل»الأخبار«: أنا مواطن مصري قبل أن أكون بابا
عشنا حقبة مبارك بحلوها ومرها.. وسياسة النظام الحالي لم تتضح بعد
نشر في الأخبار يوم 27 - 04 - 2013


البابا تواضروس اثناء حواره مع »الأخبار«
أجري الحوار:
حسني ميلاد ماركو عادل
لا اضطهاد للأقباط ولكنهم يعانون التهميش.. وافتقاد الدستور لروح المواطنة يعيبه
من يطالبون بعرض قضايا الأقباط بالخارج أو مقاطعة الانتخابات يتحدثون عن أنفسهم
الوصول إليه كان بالنسبة لنا أسهل بكثير من محاولة الوصول لافكاره وما يدور داخل عقله وقلبه.. لم يمض كثيرا في منصبه لكننا كنا علي يقين انه علي علم منذ اول لحظة لتوليه منصبه اذا لم يكن من قبلها قد حمل تركة مثقلة بالمتاعب والمشقات لكونه مسئولا وراعيا لقرابة ال 20 مليونا هم تقريبا تعداد الاقباط في مصر إضافة الي الاقباط الارثوذكس في المهجر ومعظم دول العالم. لم تمر شهور معدودة علي تنصيبه حتي بدأت المشاكل تدب وكان لابد له التعامل بحكمة لاحتواء هذه الازمات وبما لا يخسره رضاء هذا الجمع الغفير من المواطنين، فكل خطوة يخطوها وكل كلمة يتفوه بها محسوبة ومرصودة له وعليه، وخاصة انه اصبح مسئولا عن مؤسسة ملزمة برفض العمل السياسي داخل مجتمع اصبح الصغير فيه قبل الكبير يتنفس سياسة وتدور من حولها الاحداث لتنسج خيوطها وهو اما ان يقوم بمد يده ليمزق ويخترق هذه الشبكة أو يظل حبيسا داخل هذه البوتقة التي تطحن من فيها بهمومها ومشاكلها.. قداسة البابا تواضروس الثاني جاء الي المقر البابوي محاطا بمشاعر الاقباط الجياشة، مسلطا نظره علي امال وطموحات تداعب عقله، مهموما بمستقبل مأمول وهو يخلف مثلا وقدوة لعشرات الملايين في انحاء العالم اصبحوا يراقبونه عن كثب لمقارنته بسلفه الذي غازل قلوب كل هؤلاء وحفر اسمه بحروف من ذهب في سجل التاريخ.
" الاخبار " التقت قداسة البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حامل هموم الاقباط جميعا في وقت شديد الخطورة عقب تلقيه اولي اللكمات من الواقع المر بحادث طائفي ليس بجديد علي مجتمعنا ولكن تبعته هزة ارتدادية عبارة عن اعتداء علي افضل رموز المسيحية في مصر والشرق والعالم اجمع وهو الكاتدرائية، حاولنا الوصول والتعرف منه علي كيفية صده ورده لهذه اللكمة والتعامل معها ونظرته للمستقبل. كما فتشنا عما في جعبته عما يخص اعادة ترتيب الكنيسة من الداخل والاخبار التي تهم الاقباط في داخل مصر وخارجها فكان معه هذا الحوار.
العنف الطائفي
كيف تري احداث الخصوص والكاتدرائية؟ وهل سوف تكون الاخيرة؟
للاسف ما حدث في الخصوص وما تبعه في الكاتدرائية يعد احدي حلقات مسلسل العنف الطائفي الذي تشهده البلاد منذ سنوات وان كانت بداية الاحداث لم تكن كذلك وانما مجرد خلاف اجتماعي تطور وتحول الي منظور طائفي.. ويجب ان نقول ان الاحداث الحالية لم تكن وليدة اللحظة وانما سبتقها وقائع اخري ممتدة طوال فترة ال 40 عاما الماضية فقد بدأت منذ السبعينيات لاسباب مجتمعية وسياسية ناتجة عن ضعف القانون ورخاوة الدولة والتمييز واللجوء للمصالحات العرفية وقلة الوعي وعدم ضبط الخطاب الديني كما كان للمدرسة والاعلام تاثير سيئ في استمرار مثل هذه الاحداث بجانب غياب دورهم في تشكيل ثقافة قبول الاخر واعلان قيم التسامح والمحبة، وكل هذه الاسباب مجتمعة كان لها بالغ الاثر في استمرار وقوع الحوادث الطائفية، ورغم ذلك لا يمكن ان نقول ان المجتمع المصري بأكمله مدان باعتناق هذا التفكير لان غالبية شعبنا متدين وطيب وعاش المصريون لسنوات طويلة يجمعهم الحب والرخاء.
لماذا تلقي باللوم علي التعليم والاعلام والقانون؟
لأن ما يقدم في التعليم في المدارس يزرع بذور الكراهية ففي تعليم المدارس من الصغر يجب أن نزرع بذورا توضح احترام وقبول الآخر واعتباره مهما بالنسبة لي وأحبه الأمر الثاني الإعلام، فالإعلام المرئي والانترنت الذي يصل إلي الناس بسهولة يقدم بعض الأشخاص فيه ما يؤثر علي الحب والتوافق بين أفراد المجتمع واخيرا غياب القانون ففي كل مشاكلنا لو طبق القانون بطريقة جادة لاختفت معظم المشاكل، لأن القانون وضع لضبط مسار الحياة بالنسبة للانسان، لذلك أستطيع أن أقول إن التعليم والإعلام والقانون قادرون علي إعادة المجتمع المصري إلي سابق عهده.
حزن واعتراض
هل كان ذهابك للدير والاعتكاف نوعا من الاعتراض ام هروبا من المشكلة ام شكوي لله؟
الاقدار وحدها هي التي شاءت ان اكون بالاسكندرية اثناء اندلاع أحداث الخصوص وقبل تفاقمها توجهت الي دير الانبا بيشوي بوادي النطرون كما اعتدت ان افعل خلال فترة صوم عيد القيامة المجيد لقضاء بعض الوقت هناك وكان من المخطط ان امضي ثلاثة ايام بالدير وعندما تطورت الاحداث بهذه الصورة وامتدت الي هذا العنف قررت ان امد فترة وجودي بالدير الي اسبوع لانني كنت غاضبا وحزينا بسبب ما حدث وخاصة بعد وقوع الاعتداء علي المقر البابوي بالكاتدرائية وهو ما اراه حادثا مؤلما وغير مسبوق ناتج عن سوء تقدير من القيادات الامنية كما انها حادثة تشوه صورة مصر في الخارج واحدثت صدي في العالم كله.
قلت اثناء الاحداث ان الرئيس طمأنك بعدم التعرض للكاتدرائية اوالاقباط وان اي اعتداء عليهم هو اعتداء عليه شخصيا الا ان الصورة جاءت بغير ما تخيلت.. بماذا تفسر ذلك؟
استرجع بداية الاحداث حينما تلقيت عدة اتصالات من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وفضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر ووزير الداخلية وغيرهم من مسئولي الدولة كنوع من المشاركة والطمأنينة وتضمنت محادثات القيادات السياسية وعودا بعدم تطور الامر وانه سوف يتم السيطرة عليه بسرعة ولكن ما حدث للاسف غير ذلك.. وقد اصدر المجلس الملي في ذلك الوقت بيانا شديد اللهجة يدين الاحداث ويلوم القيادة السياسية في تطور الوضع وهو ما رأيته تعبيرا حقيقيا عن رد فعلنا علي الاحداث والشعور الذي كان موجودا لدي الاقباط وقتها.
هل تؤثر الاحداث الاخيرة علي احتفالات الاقباط باعياد القيامة؟ وخاصة مع خروج بعض الاصوات التي تنادي بالغاء مظاهر الاحتفالات خلال العيد؟
الكنيسة استعدت لاعياد القيامة كما انه لا توجد نية لالغاء الاحتفالات، وسوف تسير الامور بشكل طبيعي من حيث استقبال احبائنا المهنئين من مسئولي وقيادات الدولة كالعادة لان القيامة تمثل لنا عيد الاعياد ودائما لها الاولوية في افراحنا واحتفالاتنا.
اضطهاد ام تمييز؟
بعض الاقباط تسلل اليهم شعور بالاضطهاد والتمييز بسبب تكرار مثل هذه الاحداث بل انه وصل الي قيادات الكنيسة ايضا.. فما رأيك في ذلك؟
ان مصطلح الاضطهاد كلمة كبيرة ولا يوجد اضطهاد في مصر ولكن في بعض المواقع نجد تمييزا وتهميشا للاقباط ويظهر هذا بوضوح في اقصائهم عن المناصب والمواقع السيادية والهامة.. والشعور بالتهميش والتمييز هو وليد سنوات كثيرة مضت وما يجب ان اوضحه انه سياسة تؤخر المجتمع في نموه وتقدمه. أما بالنسبة لأزمات الاقباط فهي بناء دور العبادة واختفاء الفتيات القاصرات، وبعض المضايقات التي تتم من ذوي النفوس الضعيفة، والتضييق في الأمور الحياتية وعدم السماح للمتفوقين من الأقباط بالحصول علي فرصة كاملة وتقدير كفاءتهم بنفس تقدير كفاءة إخوتهم المسلمين سواء في التعليم أو العمل وهذه أهم عناوين مشكلات الأقباط.
الكنيسة مازالت تعترض علي الدستور.. ما اوجه الاعتراض عليه؟ وماذا كنتم ترغبون فيه؟
اكثر ما يهمنا في الدستور هو شموله وترسيخه ودعمه لروح المواطنة، واذا كان يحمل غير ذلك او افتقد لهذه الروح في اي من مواده فهو معيب، لانه لا يهمنا الخلاف علي اي مادة بقدر ما يهمنا تطبيقها لمبدأ المواطنة.
روما والزيارة الثالثة
نبدأ بزيارتك المقررة إلي روما.. ماذا تمثل لك والهدف منها؟ وكيف تري العلاقات بين كرسي مارمرقس الرسول وكرسي القديس بطرس؟
أولا هذه الزيارة تأتي لامر هام وهو تهنئة البابا فرانسيس الثاني بابا روما الذي تولي منصبه مؤخرا وثانيا ان الزيارة تعتبر هي الثالثة في تاريخ اللقاءات التي جمعت الكنيستين الارثوذكسية بمصر والكاثوليكية بروما، الاولي كانت منذ حوالي 40 عاما وقام بها البابا شنودة الثالث للبابا بولس السادس في روما عام 1973 والثانية كانت منذ مايقرب من 13 سنة وزار خلالها البابا جون بول الثاني البابا شنودة ايضا في القاهرة وبالتالي تعد زيارتي هي الثالثة في تاريخ الكنيستين.. وقررت اختيار يوم 10 مايو القادم موعدا للزيارة ليناسب ذات يوم اللقاء الذي جمع البابا شنودة بالبابا بولس الزيارة الاولي منذ 40 عاما والتقت خلاله الكنيستان القبطية وكنيسة روما، وهي زيارة محبة وفرح وتمثل تقاليد متبعة لتهنئة الاباء الجدد كما انها تدعيم للحوار اللاهوتي بين الكنيستين.
ماذا عن زيارة امين مجلس الكنائس العالمي لقداستك؟ وهل تتضمن مخططات للتعاون بين الكنيسة والمجلس؟
زيارة د. اولفيت تافيت هي الاولي له لمصر والثانية لرئيس مجلس كنائس العالم اما سكرتيرو المجلس فيقومون بزيارات دورية للكنائس الاعضاء به والتي من بينها مصر بهدف تدعيم علاقات التعاون بيننا وتفعيل المشروعات الاجتماعية والتنموية.. وهذه الزيارة تحمل في مضمونها خطة للتعاون بين الكنيسة المصرية والمجلس حيث ان كنيستنا ضمن الاعضاء المشاركين منذ عشرات السنين فيه ولنا ممثلون به، وفي فترة سابقة تم اختيار البابا شنودة الثالث احد رؤسائه كما ان المجلس يتشابه كثيرا مع عمل الكنيسة في الابتعاد عن العمل السياسي وعن سياسات الدول الواقعة بها الكنائس التابعة له وانما يصب هدفه في السعي نحو اقرار السلام في العالم اجمع.
بمناسبة قرب اعياد القيامة يتجدد لدي الكثير من الاقباط الرغبة في زيارة القدس ويرون ان قرار منعهم من السفر فيه ظلم وانه قرار سياسي اكثر منه دينيا.. فما تعليقك؟
حتي الآن نحن نسير علي خطاي البابا شنودة ولم تتغير سياستنا خاصة في هذا الشان والذي اعلن عنه قداسته برفض زيارة الاقباط للقدس الا بعد تحريرها ودخولها مع اخواننا المسلمين.. وان كان التطبيع السياسي بين مصر واسرائيل قد تم بين الحكومات الا ان التطبيع الشعبي لم يتم بعد، ولو جزءا من الشعب هو الذي بادر بالزيارة فان ذلك يعد خطأ لبقية الشعب لانه من الافضل ان يقوم المصريون جميعا بزيارة القدس معا وفي النهاية المسألة مسألة توقيت فقط.. كما ان العقاب الذي فرضه البابا شنودة علي المخالفين بالحرمان من ممارسة الاسرار المقدسة مازال مطبقا وان كنا نراعي تخفيفه علي كبار السن فقط دون غيرهم.
الكنيسة والسياسة
في الاونة الاخيرة تم اقحام الكنيسة في بعض الشئون السياسية.. فما رأيك في ذلك؟ وهل انت من المؤيدين له؟
دائما ما اؤكد ان الكنيسة مؤسسة دينية عملها روحي ولها جانب اجتماعي ولا تعمل بالسياسة ولا باي شكل من السياسة لان السياسة اذا اقتربت من الدين تفسده وانا اريد ان احفظ المسيحية والكنيسة نقية، الا اننا نشارك في الاعياد القومية فقد قمت منذ ايام بمشاركة الرئيس محمد مرسي ومعنا صديقي شيخ الازهر في الاحتفال بعيد تحرير سيناء ووضع اكليل من الزهور علي قبر الجندي المجهول كما نشارك ايضا في المناسبات الاجتماعية مثل الانتخابات لانها حق من حقوق المواطنة وانا مواطن مصري احمل جواز سفر مصريا قبل ان اكون بابا للاقباط وانا لا اتأخر عن اداء حقي الانتخابي.. وحول تردد عن دعوة بعض النشطاء الاقباط لمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة فيجب ان اشير في البداية الي اننا نتحدث عن حدث اي الانتخابات لم يحدد موعده بعد والامر الثاني هو ان من يتحدث باسم الكنيسة هو البابا فقط كما انني لا آخذ قرارا فرديا وانما بالتشاور مع المجمع القدس والمجلس الملي وهيئة الاوقاف القبطية ومن يطالبون بذلك فهم يعبرون عن رأيهم فقط ولا يمثلون الكنيسة ولا جموع الشعب القبطي.
البعض يشير الي ان مشاركة الاقباط في مؤتمر التيار الشعبي هي محاولة لتوجيه الاقباط لمساندة مرشحين بعينهم في الانتخابات البرلمانية.. فما رأيك؟
اعتقد ان هذا المؤتمر هو للاحزاب والائتلافات الثورية والسياسية، وبما ان الكنيسة ليست حزبا وتطلق الحريات دائما لاعضائها للمشاركة في اي احزاب او اي نشاط سياسي فلذا فمن يشارك في هذا الحدث يشارك بشخصه ولا يعبر عن الكنيسة بذاتها او بشكلها الرسمي.
ماذا تفعل اذا قام بعض الاقباط بتدويل قضاياهم وطلبوا الحماية الدولية؟
لابد ان اشير الي ان من يطلب ذلك هم مجرد اشخاص يمثلون انفسهم فقط ولا يعبرون عن جموع الاقباط، اما الكنيسة فهي لا تطلب الحماية الدولية لاننا في حماية الله فقط، واذا حدث قام بعض الاشخاص بذلك فهم يعبرون عن انفسهم و سيكون لنا موقفا منهم.. ويجب ان اوضح ان الكنيسة هي مؤسسة تابعة للدولة ومن واجب الحكومات حمايتها مثل باقي اجهزة الدولة.
من خلال اتصالاتك مع المسئولين.. هل تعلم موعد صدور قانون تنظيم بناء الكنائس؟
لا اعلم عنه شيئا واري انه حتي الان مازال مجرد فكرة لم تخرج للنور حتي الان وان وعود المسئولين التي سمعناها من قبل بهذا الشأن هي من باب التمنيات فقط ومجرد اجراءات علي الارض فقط لم تنفذ في الواقع.
هل تم مراجعة قانون الاحوال الشخصية لتوسيع دائرة اسباب الطلاق حسب طلب اقباط 38 وما هي اهم ملامح مشروع القانون؟
يجب ان اشير في البداية الي ان القانون ليس بجديد وانما كان مقدما ومقترحا منذ مايقرب من 30 عاما وظل حبيس الادراج حتي غطاه التراب الا ان مجلس الشوري قرر اخرجه الان كما انني لا اعلم اذا كان سينفذ ام لا وأحب أن أوضح أن المشاكل التي نشأت في بعض الأسر يجب ألا ينسي اصحابها أنهم هم من يتحملون المسئولية الكاملة عنها، فعندما تم الزواج كان بحرية كاملة والحرية فيها مسئولية، ولابد أن يلاحظ أصحاب هذه المشكلات أنهم مشاركون في هذه المسئولية والعبء ليس علي الكنيسة وحدها، وأنا أحب أن (أريح الناس)، ولكن في ظل القانون الديني والانجيلي والكنسي والوضع الاجتماعي.
تقارير منظمات حقوق الانسان اكدت نزوح 100 الف قبطي من مصر هربا من الاوضاع التي تشهدها البلاد.. فما رايك في لجوء الاقباط للهجرة؟ وهل تري ان الحل يكون بهذه الطريقة؟
لا اعلم اعداد من هاجروا من مصر، ولكن اود ان اقول ان اغلي شيء في مصر هو شعبها وان ثروة اي دولة في العالم هي سكانها وكوادرها البشرية وطاقاتهم؛ فالصين تزيد كل عام بمعدل يقارب تعداد مصر الان ومع ذلك فان النمو السكاني المتضخم هناك لا يمثل لهم مشاكل مثلنا لانهم يعرفون كيف يوظفون طاقاتهم بشكل جيد، وفي مصر اذا تم إجادة الاستثمار في البشر فانها ستكون من اعظم الدول في العالم.
حكمة وحزم
الاقباط يطلبون منك حكمة البابا شنودة وحزم الانبا باخوميوس؟
ربنا يعطينا.. فانا تلميذ صغير اتمني ان اجمع بين الاثنين فالبابا شنودة كان يتمتع بحكمة شديدة شهد لها الجميع كما ان الانبا باخوميوس نال ثقة الجميع خلال الفترة الصغيرة التي قضاها كقائم مقام البابا وتحمله المسئولية في وقت شعرنا فيه بالضياع بعد فقدان اب عزيز مثل البابا شنودة وخاصة مع مرورنا بفترة ما بعد الثورة.
ماذا عن انتخابات المجالس الملية وهيئة الاوقاف القبطية؟ وهل انت مع وجود اساقفة بها ام قصرها علي الاراخنة والعلمانيين؟
لا امانع من اجراء انتخابات المجالس الملية او هيئة الاوقاف ولكن افضل ان تتم عندما يكون هناك استقرار في المجتمع، اما المجلس الملي فبطبعه يجب ان يكون علمانيا واحيانا يكون به بعض الاباء الكهنة لمساعدة البابا في بعض الشئون المالية والادارية والروحية.
ما اهم المواد التي تري ضرورة تعديلها في لائحة 57 الخاصة بانتخابات البابا؟ وكيف ستتعامل مع التيار العلماني في الكنيسة؟
اللائحة تم بالفعل العمل فيها من خلال تشكيل لجنة قانونية من بعض الاباء الاساقفة والقانونيين لدراستها ومن المنتظر ان تقدم المسودة قبل النهائية لها في يونيو القادم عقب الانتهاء منها، وبالنسبة لملامحها فاعتقد انها سوف تراعي ضرورة ضم اقباط المهجر والاساقفة غير المصريين لقوائم الناخبين للسماح لهم بالمشاركة في الانتخابات البابوية وايضا الاستناد للمعايير الروحية لاستخدامها في المفاضلة والاختيار بين المرشحين بجانب المعايير الاخري التي كانت باللائحة.
ما رأيك في حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك؟ وهل تري ان هناك فارقا فترة حكمه والوضع الان ؟
فترة ال 30 عاما الماضية ليست الا حقبة او مرحلة عشناها بحلوها ومرها، ومن رايي انها كانت من الممكن ان تدار بشكل افضل من ذلك وخاصة في السنوات الاخيرة منها، وبالنسبة للرئيس السابق مبارك فهو شخص له انجازاته وسلبياته.. وعن فترة الحكم الحالي فان ملامح السياسة لم تتضح بعد، وان ما يجب ان نشهد له هو مساحة الحرية التي حصل عليها الشعب بعد الثورة ولكن تبقي هناك عدة ازمات تواجه البلد اهمها ضعف الاقتصاد والازمة السياسية.
ما موقف الكنيسة من وصول جماعة الاخوان الي الحكم؟ وهل هناك تخوفات من سيطرتهم علي مقاليد الدولة كما فعل الحزب الوطني في العهد البائد؟
لا يهمنا من يحكم مصر بقدر ما يهمنا ان يحكمها بروح المواطنة والعدل كما اننا لم ننزعج من وصول الاخوان للحكم فمصر خلال القرون الاخيرة كان يحكمها رؤساء مسلمون وبالتالي فهذا ليس بجديد علينا، كما لا تهمنا المسميات وانما ما نحتاجه هو من يعمق لدينا فكر المواطنة والمحبة والسلام والتسامح. ومصر عاشت زمنا طويلا و فيها أديرة عاش فيها آباء لهم تاريخ كبير، وما يهمنا أن من يكون في منصب يكون كفئا للمنصب الذي يشغله وعلاقتنا مع الجميع علاقة طيبة جدا، ومن وقت لأخر يقوم بزيارتنا بعض قيادات الدولة، ولا يوجد ما يشوب هذه العلاقة مادام الإطار الحاكم للعمل هو مصلحة الوطن.
الشباب والكنيسة
هل تؤيد لجوء الشباب للكنيسة في المسائل السياسية والاجتماعية ام ينخرطون في الحياة العامة؟ وكيف يتم التحاور معهم؟
الشباب له طبيعة جديدة وطموحات عديدة وافكار اكثر أضافتها الثورة عليهم ولكنه يحتاج الي كل وسائل الحوار لكي يستطيع التعبير عن افكاره وهذا الامر مسئولية المهتمين بالشباب، فلدينا اسقفية الشباب تمارس هذا الدور وتسعي للوصول الي طاقات الشباب وتوظيفها، كما ان هناك مشروعات مشتركة بين وزارة الشباب والاسقفية لاستثمار هذه الطاقات وتحقيق الاندماج والتواصل بين جميع شباب النسيج الوطني واعتقد انها خطوة جيدة للخروج من الانعزالية وفهم الاخر.
تؤكد في حواراتك علي اهمية سيادة القانون.. لماذا؟
اؤكد دائما علي ضرورة سيادة القانون في مصر لان القانون هو الحياة وهو الذي يضبط ايقاعها، وعصا القانون مثل عصا المايسترو التي تعطي النغم الجميل والمنظم للمجتمع.
هل كان يفرق معك حضور الرئيس مرسي لحفل تنصيبك؟
ما فيش رئيس جمهورية حضر حفل تنصيب البابا طوال القرن الماضي، الا ان الرئيس مرسي ارسل مندوبا عنه وقدم التهاني بهذه المناسبة.
ترتيب الكنيسة
قلت ان مسئوليتك ترتيبب الكنيسة من الداخل.. فما الخطوات التي قمتم بها في ذلك؟
تم بالفعل اتخاذ خطوات جديدة منها انشاء مكاتب لسكرتارية البابا بجانب التوسع في مهامها، وانشاء سكرتارية جديدة للمجمع المقدس، كما تم سيامة عدد من الاساقفة الجدد وتعيين نائب بابوي لخدمة اوروبا هو نيافة الانبا كيرلس اسقف ميلانو، كما تم عقد عدة مؤتمرات دراسية عن الرهبنة والاسرة والمعاهد وكذلك اول سيمنار للاباء الاساقفة استمر لمدة 4 ايام.. هذا فضلا عن الاعداد لبعض المشروعات المقترحة منها تأسيس اسقفيات عامة علي غرار اسقفية الشباب مثل انشاء اسقفية خاصة بالطفولة واخري للتنمية والثالثة للاسرة والرابعة للمعاهد اللاهوتية.. كما انه من المقرر اصدار 15 لائحة جديدة منظمة للعمل في الكنيسة علي اختلاف اشكالها.
عملك في مجال الطفولة جعلك تحرص علي تنظيم ملتقي الاطفال المبدعين الذي كنت تشرف عليه.. فما قصة هذا الملتقي واهميته؟
ملتقي الاطفال المبدعين هو حدث يتم تنظيمه بشكل سنوي في نهاية يوليو من كل عام، وكنت مسئولا عنه وهو عبارة عن تجمع ل 100 طفل من المبدعين في عمر العشرة سنوات يكونون من الأولاد والبنات بالمناصفة يتم اختيارهم من مختلف ايبارشيات الجمهورية لتقديم مواهبهم المتنوعة سواء الرياضية او المسرحية او الموسيقية اوالتكنولوجية، ويستمر الملتقي لمدة 8 ايام وهذا العام سوف يعقد في موعده ولكن لم يستقر علي المكان حتي الان، وهناك العديد من الامثلة لنماذج مشرفة لهذه المواهب فهناك طفل حصل علي لقب احد اعظم عازفي الكمان علي مستوي العالم في سن العشر سنوات، وايضا طفلة تم عرض رسوماتها في اكثر من دولة، وطفل اخر اظهر قدرات تمثيلية رائعة.. وهذه المواهب نقوم برعايتها ومنحهم جوائز وهدايا قيمة تقديرا لتميزهم وتشجيعا لهم.
هناك تقصير الي حد ما في وجود مكتب اعلامي ومتحدث باسم الكنيسة.. فهل يتم مراعاة ذلك قريبا؟
الكنيسة مستعدة لتجهيز مكتب اعلامي ولكننا في حاجة لاشخاص مناسبين وعلي قدر من الثقة والمسئولية لتولي هذا المنصب وهذا الدور يقوم به حاليا القمص انجيلوس اسحاق سكرتير البابا.
تعليم قهري
انتقدت سياسة التعليم في مصر وفي مدارس الاحد بالكنيسة وقلت عنه اسلوب قهري يعتمد علي التلقين.. فما هو البديل الذي يناسب المجتمع المصري من وجهة نظرك؟
اسلوب التلقين الذي يقوم عليه التعليم في مصر حاليا هو اسلوب قهري يسير في اتجاه واحد ولا ينتج مبدعين بل مقيدين، اما اسلوب الحوار والاقناع الذي يعتمد علي الحرية فهو يسير في اتجاهين بين المعلم وتلميذه وينتج مبدعين ومفكرين، ولكننا نحن في حاجة الي معلمين مؤهلين لذلك.
ترددت اقاويل عن تهميش سكرتارية البابا شنودة.. فما ردك علي ذلك؟
لا صحة لتهميش سكرتارية البابا شنودة وهم كانوا ثلاثة اساقفة، ولكن ما حدث هو انه تم تخفيف الاعباء عليهم والمسئوليات الملقاة علي اكتافهم ليتفرغوا لخدمتهم؛ فالأنبا ارميا مسئول عن المركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية والأنبا يؤانس هو اسقف الخدمات اما الأنبا بطرس فهو مسئول عن مركز بطمس للخدمات.
ما الرسالة التي تود ان توجهها للاقباط بمناسبة اعياد القيامة وللمصريين جميعا؟
في البداية اهنئ الجميع باعياد القيامة المجيدة، فهو عيد اعيادنا وفرح افراحنا نحتفل به لمدة 50 يوما نعتبرها خماسين مقدسة وكلها ايام احد بالنسبة لنا ودائما يأتي العيد يوم احد، أما رسالتي للمصريين فانا اصلي ان يكون لبلادنا قيام دائم وحضور وتأثير في حياة الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.