تحتفل مصر في 25 إبريل من كل عام بذكري تاريخية وهي تحرير سيناء وعودتها إلي أحضان الوطن الأم مصر.. بعد ان حررها جيش مصر الباسل خير أجناد الارض من براثن جيش اسرائيل الذي ادعي أنه الجيش الذي لا يقهر صاحب الذراع الطويلة المدعم بأحدث ما انتجته الترسانة الحربية الامريكية والأوروبية . ولكن جيش مصر العظيم قطع هذه الذراع الطويلة وحطم معداته وقهر ارادته واصبح هائما تائها في الفياض والصحاري.. ذليلا مهانا منكسرا مهزوما لولا امريكا بجسرها الجوي واسلحتها الحديثة الفتاكة ونفوذها الاممي ودعمها المادي غير المحدود لاصبحت اسرائيل اليوم في خبر كان وبتحرير سيناء المقدسة وعودتها مع زغاريد واهازيج وفرحة ابناء سيناء.. كان لنا أمل ان تصبح سيناء درة الاقتصاد المصري ودرعها الشرقية الفولاذية خاصة انها تمتلك مقومات اقتصادية ضخمة تفوق امكانات بعض الدول المجاورة.. فيها كنوز مصر التعدينية من رمال زجاج والرخام وخامات الاسمنت والفحم والفوسفات والمنجنيز والكبريت والملح والبترول وثروات زراعية ضخمة واراض صالحة للزراعة بكر وخصبة وتنتج أجود انواع المزروعات من الخوخ والكانتلوب والبلح والزيتون والخضراوات والقمح والشعير ولكن ترعة السلام معطلة ولم تصل إلي قلب مصر في سيناء منطقة »السر والقوارير« وكذلك ثروات سمكية من شواطئ البحر الابيض والاحمر وخليج العقبة وبحيرة البروديل واجود انواع الاسماك ذات الشهرة العالمية من عائلة البوري والدنيس وسمك موسي والقاروجي والوقار والجمبري والسردين. أما الثروة السياحية المتميزة عالميا ولها شهرة مثل سياحة الغطس والسفاري والسياحة الاستشفائية والسياحة التاريخية والدينية والشاطئية والمحميات الطبيعية وهجرة الطيور والتراث والمهرجانات الشعبية والمؤتمرات ولكن للأسف رغم وجود الدراسات ورسالات الدكتوراه ودراسات بيوت الخبرة العالمية المتخصصة لم تطبق ولم تستغل هذه الكنوز ولم يستغل تراث سيناء.. رغم مساحة سيناء 61 ألف كيلو مربع ويقطنها أقل من مليون نسمة من بادية وحضر ولو اقامت الدولة مجتمعات جديدة في مجالات الزراعة والتعدين والثروة السمكية والسياحة وتستغل هذه الثروات الفريدة النادرة ستحل مشاكل مصر مثل مشكلة الانفجار السكاني والتكدس حول الوادي الضيق ومشكلة البطالة القنبلة الموقوتة وستزيد من عملية الانتاج والتصدير وفتح اسواق جديدة خاصة أوروبا وآسيا والاسواق العربية وستدعم الاقتصاد ويزدهر عالميا ورغم مرور سنوات علي تحرير سيناء ما تم انجازه بسيط جدا.. ومشروع تنمية سيناء الذي كان مفروضا ان ينتهي عام 2017 ويحقق امالا عريضة تم قتله واصبح صبرا علي ورق.. وبعد ثورة 25 يناير 2011 المباركة مطلوب وفورا ان تكون سيناء المشروع القومي الاول.. وان تكون الارادة السياسية للدولة جادة لهذا المشروع وان تضع البرامج والمتابعة الدقيقة المنهجية لتكون سيناء علي خريطة اقتصاد مصر.. حتي تنعم الاجيال القادمة بثروات سيناء وحتي يكتب التاريخ ان ثروتنا حققت امال شعبنا في مستقبل واعد مشرق.