صالح الصالحى الدنيا عجيبة، وأعجب ما فيها القدر.. الذي يسوقه لنا الواحد القهار، لنتعظ ونتعلم.. فالقدر وهبنا الثورة، التي لم يتبق منها سوي حقيقة وحيدة ان حسني مبارك ونجليه في السجن.. وان د.محمد مرسي وابناءه في القصر. القدر جعلنا نشاهد مبارك وأعوانه خلف القضبان في محاكمة القرن.. وهو نفسه من منحنا محاكمة تاريخية، في قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون.. والقدر من ساق أوراق القضية الي قاض جليل يعلم عظمة وجلال العدل..ويقدر رهبة وقدسية المنصة.. المنصة التي يجلس عليها لايخشي في الله لومة لائم.. لايرهبه سيف ولايغريه مال.. قاض يضع نصب عينيه حديث الرسول صلي الله عليه وسلم »القضاة ثلاثة« قاضيان في النار، وقاض في الجنة »قاض قضي بغير حق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضي وهو لا يعلم فأهلك حقوق الناس فذاك في النار وقاض قضي بحق فذاك في الجنة«. انه القاضي خالد محجوب، الذي يصر علي كشف الحقائق لله وللوطن.. ليسجل التاريخ حقيقة ما كان يحدث باسم الثورة.. التي ضحي من أجلها شباب فتحوا صدورهم للنار وسالت دماؤهم من اجل كرامة الامة.. في الوقت الذي خطط آخرون للهروب من السجن.. وفتحوا السجون لهروب المجرمين غير عابئين بأمن الوطن.. ورغم الصعاب والعراقيل التي تضعها النيابة امام هذا القاضي.. للحيلولة دون الوصول للحقيقة.. فإنه اخذ علي عاتقه ان يصل الي الحقيقة المطلقة مهما كان الثمن.. ومهما كانت التضحيات.. فهذا قدر الشرفاء المخلصين الوطنيين.. وهذا ما سيسجله التاريخ ايضا.. سيسجل موقف القاضي من الحق والعدل، ودور النيابة في اغلاق هذا الملف. انني علي ثقة ان القاضي خالد محجوب سيسجل بحروف العدل سطور هذا الملف الخطير في هذه الحقبة من الزمن في فصول التاريخ المعاصر مهما حاول البعض طمسها او اخفاءها او حجبها. أعانك الله وجعلك من قضاة الجنة.