لا جدال أننا نفتقد إلي مشروع وطني قومي يلتف حوله الشعب بكل أطيافه. واليوم أقول ان هذا الامر ليس جديداً علي مصر مثلها مثل أي دولة استطاعت أن تشق طريقها نحو النهضة والتقدم بالعمل وليس بالكلام والوعود البراقة. علينا أن نتذكر في هذا المجال ما قام به الزعيم سعد زغلول عندما فجر ثورة 9191 سعياً إلي تحرير مصر من الاستعمار الانجليزي وأن يكون لها دستور يليق بتاريخها ومكانتها. وكذلك خليفته الزعيم مصطفي النحاس الذي قاد الشعب إلي استكمال طريق الكفاح توجه بإلغاء معاهدة 6391 التي ربطتنا بالاستعمار البريطاني. ولا ينسي له سماحه بحرب الفدائيين ضد الاحتلال الانجليزي بمنطقة قناة السويس وجهوده لدعم عروبة مصر. يأتي بعد ذلك مرحلة الزعيم جمال عبد الناصر الذي فجر ثورة 2591 ضد الحكم الملكي وحقق عبارة الزعيم الراحل أحمد عرابي قائد الثورة ضد الخديوي توفيق والتي تضمنت »لقد خلقنا الله أحراراً ولن نورث بعد اليوم«. وشهدت سنوات حكم عبدالناصر اجلاء المستعمر البريطاني وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي واعلاء شأن القومية العربية.. وكلها مشروعات وطنية وقومية . بعد جمال عبد الناصر جاء الزعيم العظيم أنور السادات بطل الحرب والسلام والذي خطط وقاد قواتنا المسلحة الي انتصار أكتوبر المجيد. استطاع بخبرته وخلفيته السياسية وبعد نظره أن يحقق هذه المعجزة وأن يقود مصر الي مرحلة اقتصادية جديدة لم تسعفه حياته التي اغتالتها يد الغدر والتخلف في أن يحقق ما كان منتظرا من ورائها. أتي بعد ذلك الرئيس محمد حسني مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر. الذي تولي المسئولية في ظروف صعبة للغاية سياسيا واقتصاديا. استطاع أن يواصل الابحار بسفينة الوطن، محافظا علي أمن الوطن في الداخل والخارج والارتفاع بالنمو الاقتصادي إلي أعلي معدلاته حيث وصل إلي ما يقرب من ال8٪. وقد ادي الفساد السياسي والاقتصادي وسيطرة نزعة التوريث للابن جمال مبارك علي مدي السنوات العشر الأخيرة من حكمه إلي تقويض كل ما تحقق من إنجازات. هذه السلبيات كانت الطريق الي فقدان الامل وتمهيد الطريق لثورة 52 يناير التي ساندها الجيش الرافض للتوريث. وللحديث بقية.