الرئيس عبدالناصر والمشير عامر انهيار العلاقة بين الجيش الإنجليزي والمصريين في فجر 25 يناير 1952 م شنت القوات البريطانية هجوما علي مبني محافظة الإسماعيلية، أسفر عن مصرع 46 من رجال الشرطة المصريين وأصيب 72 شخصاً. في اليوم التالي تظاهر المصريون الغاضبون بإضرام النيران في المؤسسات والمصالح الأجنبية ومات يومها 50 مصريا و9 أجانب. وسادت مصر حالة من عدم الاستقرار مما أدي إلي أن غير الحكم الملكي في مصر الحكومات بصورة متعاقبة سريعة خلال فترة قصيرة. في فجر 23 يوليو 1952 قامت مجموعة أطلق عليها اسم "تنظيم الضباط الأحرار" بثورة أعلن في بدايتها أنه حركة تصحيحية داخل الجيش، وبرز اللواء محمد نجيب كزعيم للضباط الشبان أو أنهم اختاروه كزعيم ليقود البلاد. وفي السابعة والنصف صباحا سمع المصريون البيان الأول للحركة يلقيه محمد أنور السادات يفسر فكرهم عن سبب الانقلاب للشعب، وتم تكليف علي ماهر برئاسة الوزارة. في نفس اليوم حاول الملك فاروق، أن يستدعي تدخل السفارة الأمريكية ولكن دون جدوي ولكن الأمر الذي لم يستطع أحد أن يفسره هو لماذا لم يتدخل الجيش الإنجليزي؟ ولماذا لم يطلب الملك من الأمريكان التدخل دون الإنجليز؟ وفي 25 يوليو 1952 م وصلت قوات الجيش المصري إلي الإسكندرية حيث كان الملك فاروق في قصره. وفي اليوم التالي أرغم علي التنازل عن العرش والرحيل عن مصر بعد أن أبحر يخته في السادسة مساء متوجها إلي إيطاليا ولم يمنعه الجيش من أخذ كل ما يحتاجه حيث عاش هناك حتي مات. الصراع بين نجيب والضباط الأحرار وحظي اللواء محمد نجيب بشعبية عارمة بين المصريين مما أدي إلي أن شعور الضباط الأحرار بأنهم لم يجتنوا من عملهم خلال سنوات شيئاً، فنشبت خلافات حول زعامة مجلس قيادة الثورة بينه وبين جمال عبد الناصر، الذي كان يتمتع بثقة المجلس خلال سنوات من العمل السري وقد كان هو المحرك الحقيقي لتنظيم الضباط الأحرار، وفي 17 أبريل 1954م وتحت ضغط تخلي محمد نجيب عن رئاسة الوزارة واقتصر دوره علي رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة، ثم أجبر محمد نجيب علي الاستقالة من المنصبين في 14 نوفمبر1954 م وحددت إقامته في منزل زينب الوكيل بالمرج. اتفاقية الجلاء ومنذ قيام الثورة أرسل الجيش وجماعات الإخوان المسلمين فدائيين لمهاجمة الجيش الإنجليزي ومعسكراته في منطقة قناة السويس، وفي 19 أكتوبر وقع جمال عبد الناصر اتفاقية الجلاء. إعلان تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956 م أعلن عبد الناصر في مدينة الإسكندرية بقرار جمهوري تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية لتمويل مشروع السد العالي بعد سحب الولاياتالمتحدة والبنك الدولي مشروع تمويل بناء السد وازداد التوتر مع فرنسا بسبب دعم مصر لثورة الجزائر وذلك قبل انتهاء عقد امتلاك بريطانيا للشركة بعدة سنين مما أدي إلي توتر وتصاعد وجلب العداء لمصر. وفي 29 أكتوبر 1956م بدأت إسرائيل هجومها علي سيناء وقامت بعملية إنزال علي الضفة الشرقية لقناة السويس، وبعد ثلاثة أيام شاركت بريطانيا وفرنسا الحرب ضد مصر لحماية مصالحها التجارية في قناة السويس فأصدرا إنذارا صوريا لكل من مصر وإسرائيل بالابتعاد عن مجري قناة السويس عشرة أميال وقد استخدمت فرنسا وبريطانيا حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار بوقف إطلاق النار وهو ما اغضب الولاياتالمتحدة خاصة ان الغزو البريطاني الفرنسي تم دون إخطار واشنطن فتحولت واشنطن إلي موقف مضاد للتنديد بحلفائها بدلا من مباركة العملية العسكرية. في الوقت نفسه أرسلت القيادة الروسية السوفيتية إنذارا إلي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بضرورة الانسحاب وإلا فستتدخل القوات السوفيتية حيث إن مصالح روسيا بدأت بنهب مصر اقتصاديا وسياسيا. وفي 22 ديسمبر 1956م تم انسحاب القوات ألانجلو فرنسية والقوات الإسرائيلية في 7 مارس آذار 1957ولكن بعد وضع قوات دولية في شرم الشيخ وتعهدت مصر بالسماح لإسرائيل بالمرور في مضيق تيران وبمنع هجمات الفدائيين التي تتخذ من قطاع غزة قاعدة لها لشن هجمات علي إسرائيل. إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير 1958م أعلن جمال عبد الناصر وشكري القوتلي الوحدة بين مصر وسورية تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة وانتخب جمال عبد الناصر رئيسًا لها، حتي وقع الانفصال في 28 سبتمبر 1961. وقد رأس عبد الناصر أربع وزارات خلال فترة الوحدة. الإصلاح الزراعي ونفذت ثروة مصر من المغامرات السياسية التي سلك فيها جمال عبد الناصر في 26 يوليو تموز 1961 م فاتجه جمال عبد الناصر إلي تقليص ثروة الأفراد والاستيلاء عليها خاصة فيما عرف بالقرارات الاشتراكية التي خفضت الحد الأقصي للملكية الزراعية إلي مائة فدان للأسرة وخمسين فدانا للفرد. وأممت (استيلاء) المؤسسات الكبيرة وتم تمصير البنوك إكمالا لعملية التأميم والتمصير، وأصبح للعمال والفلاحين نصف مقاعد المجالس المنتخبة وأصبحوا أعضاء في مجالس إدارات الشركات. الميثاق حرية - اشتراكية - وحدة في مايو 1962 م أصدر جمال عبد الناصر وثيقة قومية أسماها الميثاق الوطني وقام بإقراره المؤتمر الوطني لقوي الشعب العاملة، وفيه التزام جمال عبد الناصر بالخط الثوري الذي يقوم علي الاشتراكية والقومية العربية. وفي خطاب جمال عبد الناصر في هذا المؤتمر أعلن نظام الاتحاد الاشتراكي العربي، ليحل محل الاتحاد القومي الذي أسس عام 1957 م و هيئة التحرير التي أنشئت عام 1952م. عبدالناصر وثورة اليمن في 26 سبتمبر 1962 م أعلنت الجمهورية في اليمن ضد الحكم الملكي وكانت مصر أول دولة اعترفت بها نظراً ولم يقتصر الأمر بالاعتراف والترحيب بل أنه بعدها بيومين وصلت أول طائرة عسكرية مصرية إلي اليمن، وتوالت بعدها الإمدادات العسكرية المصرية في التدفق علي اليمن حتي وصل حجم القوات المصرية هناك إلي نحو 70 ألف جندي بسبب تصاعد المواجهات بين الجمهوريين والموالين لحكم الإمام الذي دعمته المملكة العربية السعودية، وأصبحت منطقة الشرق الأوسط منقسم حول هذه القضية، واستمرت الحرب في اليمن خمس سنوات خسرت مصر خلالها الآلاف من شباب وخيرة المصريين ونتيجة لهذه الحرب التي نظر أهل اليمن إلي الجيش المصري علي أنه قوات استعمارية استنفدت خيرات كل من البلدين في الحرب وكانت هذه الحرب سبباً في زيادة فقر مصر. هزيمة 67 والتنحي في مايو عام 1967 بدأ تصعيد سياسي آخر يواجه جمال عبد الناصر فقد أمده الروس بمعلومات سوفيتية بوجود حشود إسرائيلية علي الجبهة السورية ولم تكن هذه المعلومات حقيقية، فقد صعد جمال عبد الناصر المواجهة مع إسرائيل من خلال سحب قوات الطوارئ وإرسال قوات مصرية إلي شرم الشيخ وإغلاق مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، وكانت هذه الإجراءات كافية لانقضاض إسرائيل علي مصر وسوريا والأردن في حرب أطلق عليها المؤرخون فيما بعد أسم "حرب الأيام الستة ". في 5 يونيو 1967 م قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية المصرية واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري علي الأرض، وكان عبد الحكيم عامر قائد القوات المسلحة في طائرة في الجو، واجتاح الجيش الإسرائيلي القوات الأردنية والقوات السورية انتهت باحتلال سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، أي أن إسرائيل قامت بهزيمة ثلاثة جيوش عربية في ستة أيام - وفي الصورة المقابلة الجنود الإسرائيليون وهم يضحكون علي صورة جمال عبد الناصر بعد احتلالهم لسيناء - والحقيقة سببت هذه الحرب خجلاً للمصريين جميعاً حيث قتل مئات الآلاف من جنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء ولم تطلق طلقة واحدة في هذه الحرب - ووضعت معدات حربية جديدة لم تستعمل بدون خطة وتركت لإسرائيل التي باعتها لباكستان بمبلغ 200 مليون دولار في الوقت الذي كان ثمنها الحقيقي عشرات المليارات ورجعت مصر إلي نقطة الصفر مرة أخري. في 9 يونيو 1967م قرر الرئيس جمال عبد الناصر التنحي عن الرئاسة في إعلان رسمي مقتضب لشعب مصر، ونظراً لشعبيته وعاطفة شعب مصر خرجت مظاهرات شعبية ضخمة في جميع أنحاء مصر، فعاد إلي الرئاسة وبدأت عملية إعادة بناء القوات المسلحة وحرب الاستنزاف علي خطوط الجبهة ونزيف جديد لأرواح شباب مصر.