تاريخ مصر القديم الممتد لآلاف السنين مليء بالأمجاد التي تحكي أحداثها جدران المعابد وما خلفه المؤرخون كمراجع للتراث الإنساني.. تواصلاً مع هذه الحضارة المصرية حفلت مراحل التاريخ الحديث بالكثير من العلامات المضيئة التي تعلو بمشاعر المصريين اعتزازاً وفخاراً. في هذا المجال لا يمكن تناسي الانجازات العظيمة التي تبناها والي مصر محمد علي باشا الذي نجح في توظيف العبقرية المصرية لتحقيق نهضة شاملة في جميع المجالات. استطاعت الدولة المصرية في هذه المرحلة تحقيق تقدم هائل جعلها هدفاً للدول الاستعمارية التي تحالفت وتآمرت من أجل اجهاض الانطلاقة والسطوة المصرية. ورغم ما اصاب هذا البلد العظيم من عثرات فإن حيوية شعبه وتطلعه إلي النهوض لم تخمد أبداً. تجسد هذا الحراك الذي لم يتوقف في ثورة الزعيم أحمد عرابي ثم بعد ذلك في ثورة 9191 بقيادة الزعيم سعد زغلول ليجيء بعده الزعيم مصطفي النحاس الذي ألغي معاهدة 6391 التي كانت تربطنا بالاحتلال البريطاني. تسلم راية النضال بعد ذلك الزعيم جمال عبدالناصر قائد ثورة يوليو 2591 والذي أسقط النظام الملكي وأنهي الوجود الاستعماري البريطاني ثم قام بتحقيق أمل الشعب المصري في تأميم قناة السويس وبناء السد العالي وإحياء القاعدة الصناعية المصرية الحديثة. وبعد رحيل جمال عبدالناصر اختار الشعب محمد أنور السادات الزعيم »الفلتة« لحكم مصر ليخوض بعد سنتين من توليه المسئولية بقواتنا المسلحة حرب 3791 البطولية . تمكن بالانتصار من كسر ذراع اسرائيل القوية التي كانت تستقوي بالدعم الامريكي ليتم تحرير أرض سيناء.. ولقد شاء القدر ألا تتاح لهذا الزعيم العظيم المزيد من سنوات الحكم الذي كان مقدراً أن يتربع بمصر إلي نهضة حقيقية في كل المجالات. وهكذا رحل السادات صاحب انتصار أكتوبر المجيد بعمل غير أخلاقي وخسيس علي يد التآمر والعمالة الكارهة لخير مصر فيمن احترفوا التجارة بالدين الإسلامي الذي لا يعرف الغدر وسفك الدماء.. لقد كانت مصر في أشد الحاجة لجهد وعبقرية هذا الزعيم لسنوات قليلة أخري كانت كافية لنقلها إلي مصاف الدول المتقدمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وإذا كان هذا الراحل العظيم قد استعاد لمصر بانتصار 37 كرامتها وعزتها إلا أن استشهاده قد حرمه من أن يكون حاضراً استكمال هذا الانتصار المفخرة المتمثل في حكم محكمة العدل الدولية بمصرية طابا تلك القطعة الغالية من أرض سيناء وفي 91 مارس عام 9891 جري في احتفال مشهود رفع العلم المصري علي أرض طابا. تم ذلك بحضور الرئيس السابق محمد حسني مبارك بحكم توليه الرئاسة. كان السادات قد اختاره نائباً له تقديراً لانجازه العسكري عندما كان قائداً لسلاح الطيران ابان حرب أكتوبر. بالطبع فإنه ما كان يمكن ان يمر 91 مارس يوم تحرير طابا دون أن نتذكر شهيد الغدر أنور السادات وكل الذين ساهموا في تحقيق أمل تحرير كل حبة رمل من أرض سيناء.