ليس بشخصية قوية لكنه استطاع كسب احترام اللاعبين.. لا يحصل علي مرتب ضخم لكنه مدرب لديه فكر تدريبي رائع .. شكل غير عاطفي لكنه نجح في إكتساب حب الجميع.. مدرب أجنبي لكنه استطاع ان يكون مدربا بدرجة أب وأم لكل اللاعبين.. ذلك هو البرتغالي جورفان فييرا المدير الفني للزمالك الذي نجح في تحويل شكل وأداء الزمالك من فريق يلعب بأداء عشوائي الي فريق منظم في كل خطوطه الدفاعية والهجومية وبدون إضافة أي عنصر جديد للفرقة.. غير من شكل وطريقة لعب جميع اللاعبين داخل الملعب باكتشاف مواهبهم الكامنة وإخراجها بصورة جماعية رائعة، أنهي طريقة لعب الزمالك المعتادة والتي تعتمد علي النجم الأوحد في الفريق ليلعب الزمالك أحلي كرة جماعية افتقدها منذ سنوات بعيدة. واتاح متوسط الأعمار الصغيرة للاعبي الزمالك في سهولة فييرا في التعامل مع هؤلاء اللاعبين خلال التدريبات فأصبح يمرنهم من جديد وكأنهم مجموعة من الناشئين يحاول تصحيح أخطائهم في التعامل مع الكرة وكأنه يدرب لاعبين في أكاديميته الخاصة للناشئين بالامارات، وهو ما يفتقده أغلب المدربين المصريين في التعامل مع اللاعبين، وكل هذا يدل علي انه مدرب رائع، لكن الغريب في الأمر ان لاعبي الزمالك يندمجون معه لدرجة الدفاع عنه للإستمرار مع الفريق في الفترة التي سافر فيها فييرا الي الامارات لإنهاء إجراءات إقامته، ورفضوا تولي أي مدرب آخر تدريب الفريق، كما انها المرة الأولي في تاريخ الزمالك التي لا يغضب فيها اللاعبون من الخروج من قائمة ال 81 للمباريات نظراً للمعاملة الجيدة من المدير الفني لهؤلاء اللاعبين وهي المعادلة الصعبة التي يصعب علي أي مدرب التعامل معها في ظل رغبته في تثبيت التشكيل وإخماد غضب اللاعبين. ونجح فييرا بتواضعه في كسب ثقة وحب اللاعبين بشكل كبير منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية في الزمالك، وذلك عن طريق التعرف علي الجميع بشكل دقيق ومحاولته لمساعدة بعضهم في جميع مشاكلهم الأسرية والمادية، لدرجة انه ساعد بعض اللاعبين مادياً في الفترة التي تأخر فيها الزمالك في صرف المستحقات المالية المتأخرة لهم بالإضافة الي شرائه لأدوية فيتامينات للاعبين علي حسابه الخاص لأنه يعلم أن ذلك سيصب في النهاية في مصلحة الفريق، كما انه خصص جزءا كبيرا من راتبه الشخصي كل شهر لشراء هدايا ثمينة للاعبين تصل إلي ما يقرب من 0002 دولار وتوزيعها عليهم من خلال مسابقات أثناء المران وذلك قبل المباريات المهمة للفريق من أجل اخراجهم من الشد العصبي الذي يسبق المباريات، بالإضافة إلي حرصه علي شراء هدايا للاعبين في أعياد ميلادهم، مما جعل الجميع يتصارع من أجل التألق في التدريبات للفوز بالمسابقة ليس للحصول علي الهدايا فقط وانما للتألق والفوز بالمسابقة التي وزع فيها هدايا موبايلات وتشيرتات قيمة وأدوات كهربائية. ولعل تلك الطريقة الجديدة علي اللاعبين المصريين هي التي جعلتهم يشعرون بإحساس جديد تجاه مدربهم علي عكس المعتاد عليه، وساعدت معيشة فييرا في الأمارات لفترة طويلة وزواجه من مغربية وإعتناقه للديانة الإسلامية في التأقلم السريع مع اللاعبين، خاصة انه دائماً ما تجد صعوبة في تأقلم المدربين الأجانب داخل مصر. ويعد من أحد أسرار هذا المدرب هو تمسكه بالبرازيلي ماركو مدرب الأحمال الذي استطاع فعلاً إحداث الفارق في اللياقة البدنية للاعبين، لدرجة ان فييرا يتحمل جزءا من راتبه لعلمه الشديد بأهمية الدور الذي يلعبه ماركو مع الفريق وذلك خوفاً من رحيله، خاصة انه يضع ثقته الكامله في ماركو والذي يقال انه تولي من قبل مهمة المدير الفني لأحد الفرق من قبل. كما ساعدته معيشته في القاهرة بمفرده علي التقرب أكثر من اللاعبين والاستمرار معهم لأكثر وقت ممكن لدرجة ان فييرا يتناول وجبة الغذاء يومياً مع عمال غرفة وبعض اللاعبين، وهو ما جعله يقضي علي جميع المشاكل داخل الفريق لدرجة انه لم تقابله الا مشكلة واحدة مع اللاعبين وكان بطلها حازم امام "أكثر اللاعبين شغباً في الفريق" وكانت خلال معسكر الامارات، وقام فييرا وقتها بترحيله من المعسكر وانتهت الأزمة عند هذا الحد.