أعلن وزير مالية لوكسمبورج "لوك فريدين" امس ان بلاده مستعدة لتقليص السرية المصرفية بهدف كبح جماح التهرب الضريبي. وجاءت تصريحات الوزير بعد إنتقاد شركاء منطقة اليورو لممارسات مصرفية خاصة في لوكسمبورج تعتمد ثقافة السرية المصرفية. ووفقا للبيانات الرسمية فإن القطاع المالي يضم 141 بنكا من 62 دولة و 3840 صندوق استثمار تعمل في 07 دولة اخري. من جانب اخر نقلت "فرانس برس" عن خبراء ان الفضائح التي تطال شخصيات سياسية وإقتصادية تزيد في إنعدام ثقة المواطنين الأوروبيين وخصوصا في بلدان تخضع لسياسات تقشف مثل ايطاليا حيث تتنامي التيارات المتطرفة. وفي فرنسا قال باحثون ان قضية التهرب الضريبي التي تورط فيها وزير الميزانية "جيروم كاهوزاك" الذي اضطر للإستقالة مؤخرا قد تعزز "الرأي السائد والمناهض للنخب السياسية والمنتشر في مختلف أنحاء أوروبا"، مؤكدا ان "كل ذلك يصب في مصلحة النظريات المتطرفة، وخصوصا نظرية "كلهم فاسدون". وفي بلدان جنوب أوروبا التي تعاني من تقشف أشد بكثير منذ سنوات مثل إيطاليا، فازت حركة "الخمسة نجوم" التي تستوعب أصوات الغاضبين من الفساد والتقشف، بنحو 52 ٪ من أصوات الناخبين. وفي أسبانيا اهتزت شعبية الحزب الشعبي الحاكم جراء تحقيقين يتناول الأول حسابات سرية في الحزب يشتبه ان قيادته إستفادت منها بمن فيهم رئيس الحكومة "ماريانو راخوي"، والثاني منذ 2009 وأطلق عليه اسم "قضية جورتل" ويتعلق بشركات قريبة من الحزب الشعبي يشتبه في انها دفعت رشاوي وهدايا من اجل الحصول علي عقود في القطاع العام. وتطال الفضائح ايضا العائلة الملكية منذ ان فتح احد القضاة تحقيقا حول تحويل عدة ملايين يورو من الأموال العامة يلاحق فيها زوج ابنة الملك الصغيرة كريستينا التي استدعيت هي شخصيا للمثول امام القضاء قريبا.