لو صح الگلام عن أخونة الوزارة لما تعاون معنا الموظفون! علاقتي بالجماعة لا تؤثر علي أدائي.. واسألوا المعارضة الإعلام »أبو أجندة« فقاعة هواء ستنفجر قريباً يرفض د. أسامة ياسين وزير الشباب دائما الرد علي أي أسئلة أو إستفسارات تتعلق بالتهم التي يوجهها إليه البعض، ومنها مثلا ما يتعلق بموضوع "الفرقة 95 إخوان"، يري الوزير أن الرد علي مثل هذه الاتهامات التي لا أصل لها - علي حد قوله - ينزلق به إلي مناطق تافهة لا يجب الانزلاق إليها، فهي لا هدف منها سوي تعطيله وشغله عن التركيز في مهمته الاساسية الكبيرة والثقيلة كمسئول عن أهم وأخطر قطاع في الوطن وهو الشباب. د. أسامة ياسين أثناء حواره مع »الأخبار«
يقول الوزير هناك من يريد أن يجره إلي الدخول في متاهات التكذيب علي إشاعات لا وجود لها في الحقيقة وهو يراها لا تستحق حتي عناء الالتفات إليها، مشددا علي أن مستقبل الوطن والانشغال بهمومه وشجونه يفرض عليه عدم الانسياق وراء مثل هذه التفاهات.. والذي يشغل وزير الشباب ويلتهم وقته وجهده - علي حد قوله - هو كيفية الارتقاء بالشباب المصري وإيجاد حلول لأزماتهم ومشاكلهم والوصول بهم إلي المستوي المأمول والمنشود، ولذا فهو مشغول طول الوقت بكيفية تنفيذ مجموعة المشروعات القومية التي وضعها في خططه العاجلة والآجلة لخدمة ورعاية الشباب المصري.. لكن هذا لم يمنعني من الضغط عليه للتطرق إلي الاوضاع السياسية الراهنة، لا لأنه فرد مهم في الحكومة الحالية، وإنما بإعتباره واحدا من الشخصيات الفاعلة في السياسة المصرية بوصفه كان ولا يزال أحد أبرز قيادات جماعة الاخوان المسلمين التي هي الآن محط أنظار وإنتباه العالم بأثره، كما أنه كان أيضا واحدا من أصحاب الحضور القوي والمؤثر جدا في ميدان التحرير طوال أيام ثورة 25 يناير. وفي حوار إمتد لأكثر من الساعة تطرقت مع د. أسامة ياسين إلي الكثير من الموضوعات، أغلبها رآه الوزير دقيقا وحساسا، والباقي تعلق بمهام منصبه كمسئول أول عن قطاع الشباب. والي تفاصيل الحوار: بداية كيف يقرأ وزير الشباب المشهد السياسي الذي تمر به مصر الآن؟ أولا ومن حيث المبدأ كنت أتمني أن نتجنب الحديث عن السياسة وأن نقصر كلامنا علي الشباب بإعتباره هو القطاع الذي نعمل من أجله وسنحاسب عليه أمام الشعب والتاريخ، لكن لا ضير إذا ما كان الحديث في شئون عامة بعيدة عن التخصيص لفئة أو فصيل بعينه .. والمشهد السياسي الذي تمر به مصر الآن بكل ما فيه من تعقيد وتأزم هو أمر وضع طبيعي لمرحلة التحول الديمقراطي التي تعيشها مصر بعد ثورة يناير، ولا أبالغ أو أذيع سرا إن قلت أن المشهد االعصيب الذي تمر به مصر الآن نحو التحول من عهد فاسد إلي عهد جديد شفاف لا يأتي واحد علي عشرة من المشاهد التي مرت بها دول واجهت نفس الظرف، جنوب أفريقيا وتركيا علي سبيل المثال. وما ردك علي من يحمل الاسلاميين مسئولية الأزمات السياسية وبالتحديد جماعة الاخوان المسلمين؟ من الظلم أن نحمل فصيلا بعينه مسئولية كل الاحداث التي يعيشها الشارع المصري، فالمسئولية مشتركة بين الجميع، لكن الامر الباعث علي الإطمئنان هو أن الغالبية العظمي من أبناء الشعب المصري لديها القدرة الكافية للفرز وقراءة المشهد علي وجهه الصحيح، بدليل أن الشعب لم ينساق للكثير من الدعوات التخريبية التي أراد البعض أن يسوقه إليها. تصنيفك كوزير محسوب علي جماعة الاخوان المسلمين ألا يسبب لك مشاكل مع التيارات الاخري؟ أنا في أدائي كوزير بعيد تماما عن أي إستقطاب سياسي، وهذا واحد من أهم أسباب ثقة الجميع في أداء وزارتنا، ويشهد علي هذا علاقتنا بالاحزاب السياسية المختلفة بمن فيها التي علي خلاف فكري مع جماعة الاخوان، ولك أن تسأل بنفسك كل رؤساء الاحزاب المعروفة بالاحزاب المعارضة للاخوان لتتأكد من صدق كلامي. أفهم من هذا عدم صحة الاتهام الذي يردده البعض إليك بالسعي لأخونة وزارة الشباب؟ بداية أنا لا أعرف المعني المقصود من كلمة أخونة، لكن ومع ذلك نحرص هنا في الوزارة علي التواصل مع الجميع دون تمييز فرد علي الاخر، ليس هذا فقط بل أننا ولزيادة التأكد من حرص الاخر علي مد يد العون لنا والتواصل معنا قمنا بعمل إستبيان ضم 496 موظفا وموظفة وطلبنا من كل مشارك ألا يضع أسمه علي الاستمارة وذلك لنضمن عدم تعرضه للاحراج، وطلبنا في الاستبيان أن يقول الموظف رأيه في التعاون مع المسئولين، وجاءت النتيجة مبهرة، بنسبة 98 بالمائة توافق علي التعاون والمشاركة وإثنين بالمائة فقط هي التي رفضت.. ولو أن هناك صحة لما يردده البعض عن موضوع أخونة الوزارة لما وافق الموظفون علي التعاون والعمل معنا!! لكن الاعلام لا يكف عن توجيه الاتهامات لجماعة الاخوان ويؤكد دائما علي فشلهم وسعيهم لأخونة الدولة.. ما رأيك؟ أنا لا أعطي أذني للاعلام الذي يوجه الاتهامات عمال علي بطال أو بالادق الاعلام الذي لديه أجندته الخاصة ويريد تحقيق أهداف بعينها، أما الاعلام الموضوعي المتزن فأنا أعطيه عقلي وقلبي وأحرص علي علاج كل الانتقادات التي يوجهها.. وإذا كان الاعلام أبو أجندة هو صاحب الصوت الاعلي والاقوي فأنا أراه مجرد فقاعة هواء ستنفجر في القريب العاجل بإذن الله. الشباب »مُحبط« تصدر الشباب للمشهد السياسي منذ قيام الثورة وحتي يومنا هذا يكشف إلي حد كبير حجم الاحباط الذي يواجهه الشباب المصري نتيجة التهميش والاقصاء.. كيف تري ذلك؟ بكل تأكيد أوافق علي أن الشباب محبط جدا وله الحق في ذلك، ومبعث إحباطه هو الشعور المتراكم لديه بأنه هو الذي صنع الثورة وقادها ومع ذلك لم يأخذ حظه من المشاركة المجتمعية أو السياسية التي تناسب حضوره الثوري القوي .. وكان من الواجب علي الدولة أن تضمن للشباب مشاركته السياسية، أو علي الاقل تأهيله وإعداده، وذلك عن طريق ضمان مشاركته في الانتخابات المختلفة التي تجريها الجمعيات الاهلية ومراكز الشباب والاندية والمحليات.. كذلك يجب علي الدولة أن تضمن إندماج الشباب في العمل العام بما يضمن لنا إعداد كوادر صالحة لخدمة المجتمع، فهذا الاندماج سيفتح شهية الشباب للعمل ويزيد رغبته في المشاركة المجتمعية، ويمكن تحقيق الاندماج الشبابي ببعض الأفكار البسيطة جدا والسهلة التحقيق، مثل أن يضم كل محافظ بمحافظات مصر مجموعة من الشباب كمساعدين له، أو بضمهم للعمل كمساعدين لرؤساء مجالس المدينة، بل يجب علي الوزير أن يكون له أكثر من مساعد من الشباب بهدف صقلهم وتأهيلهم للانخراط في العمل العام. لكن أعداد الشباب كبيرة ومن الصعب إرضاء الجميع بمثل هذه الافكار؟ ما أقوله هو مجرد أفكار يمكن تطويرها وتوسيعها لتشمل الجميع، وعموما فالشباب أمامه فرص عملية لتأكيد حضوره في المجتمع وتحقيق طموحه السياسي سواء من خلال المشاركة في إنتخابات مجلس الشعب أو المحليات.. ونحن بدورنا كوزارة للشباب نبذل جهودا كبيرة لحث الشباب علي المشاركة المجتمعية والسياسية، وذلك من خلال تواصل مستمر معهم سواء باللقاءات المباشرة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر، ويقوم بهذا الامر مجموعة كبيرة من الشباب بعد أن رأينا في الوزارة أن أفضل من يخاطب الشباب هم من يجيدون التحاور معهم ويملكون القدرة علي التفكير بنفس طريقتهم وهم الشباب.. وهل تري أن الشباب الجيل الحالي قادر علي الانخراط في العمل المجتمعي والسياسي بالشكل المأمول؟ دعني أؤكد لك أن الجيل الحالي من الشباب المصري هم من افضل الاجيال علي مر التاريخ، وهذا ليس إنحيازا إليهم أو مجاملة لهم، وإنما هو واقع يلمسه كل من يدقق النظر في قراءة المشهد الراهن، وأكثر ما يميز هذا الجيل هو أنه قادر علي الفعل والتنفيذ، وأنه مستعد للتضحية من أجل وطنه، والاهم من هذا وذاك هو أنه قادر علي وضع آليات ينفذ بها أفكاره. الانفجار طبيعي لكن ما يحدث في الشارع منذ قيام الثورة وحتي يومنا هذا من أعمال ضرب وتخريب وترويع كلها يقوم بها الشباب، ينافي هذا الكلام؟!! فلنتفق علي شئ مهم لا يجب أن نغفله أو نغض الطرف عنه، هو أن هذا الشباب المصري عاني علي مدار الستين سنة الماضية من الكبت والاستبداد والضغط النفسي ما لا يمكن أن يطيقه أحد، ولما قامت ثورة يناير وسقطت معها الدولة البوليسية المستبدة، كان طبيعيا أن ينفجر الشباب ويظهر كما لو أننا رفعنا الغطاء عن قدر ماء ظل يغلي طيلة ستين عاما .. وأنا لا أقول هذا بدافع التبرير وإلتماس العذر لأفعال أرفضها شكلا وموضوعا، وإنما أشخص حالا للصورة الماثلة أمامنا. وكيف يكون العلاج للحد من هذا الفوران الذي أصبح يهدد المجتمع بالكامل بعد أن تحول إلي صراعات دامية كما رأينا في أحداث المقطم مؤخرا؟ نحن أمام حلين، إما أن نزيد من كبت هذا الشباب ونتعامل بعنف وقوة مع تجاوزاتهم وأنا ضد هذا، أو أن نغرس فيهم ثقافة إحترام القانون ونعظم لديهم الاحساس بالمسئولية الادبية تجاه وطنهم ومجتمعهم، وأنا اؤيد هذا التوجه خاصة وأني أري حالات العنف رغم إرتفاع صوتها وإتساع دائرتها إلا أنها بدأت تتقلص وتنحسر، وقريبا ستتلاشي تماما خاصة وأن المجتمع المصري بدأ يضيق ذرعا منها ولم تعد تجد الرواج التي كانت عليها في الفترات السابقة. لكن هناك من يري أن كثيرا من هذا الشباب يتم تحريضه علي الاعمال التخريبية مقابل مبالغ مالية مغرية؟ أنا معك، لكني لا أستطيع التعميم وإلقاء التهمة علي الجميع، وإذا كان هناك بعض من يستغل إحتياج الشباب للمال ويستأجرهم للقيام بأعمال بلطجة وتخريب فهؤلاء المأجورون قلة قليلة جدا ليست هي أبدا كل الموجودة بمكان الحدث.. وظني الشخصي أن هؤلاء الشباب الذين يتم إستئجارهم عندما يعلمون بالنوايا الحقيقية لمن يدفع لهم لتحريضهم سينصرفوا عنهم فورا، بل ربما ينقلبوا عليهم، فلا أظن أن الشباب علي علم بالنوايا الخبيثة التي يحملها هؤلاء الاعداء لوطنهم من حرص علي إحداث الفوضي في الشارع لتظل البلد علي نفس حالها المتردي ويظل المستثمر رافضا للاستثمار في بلدنا. وماذا عن شباب الالتراس.. وميثاق الشرف الذي تنوي وضعه لهم؟ مشكلة شباب الالتراس انه لا يحب التعامل مع السلطة.. ويدير شئونه وافكاره من »دماغه« دون الاستجابة لآراء أو نصائح من أحد، لذا فكرت في دعوتهم من خلال وسائل الاعلام إلي وضع ميثاق شرف يتم فيه الاتفاق علي مجموعة من المعايير التي تضمن لهم مشاركاتهم في الأحداث المختلفة بالشكل الايجابي المرجو منهم، فهذا الفصيل من الشباب أكثر ما يميز توجهه وأفكاره انه شديد الانتماء للكيان الذي يحبه، اما السلبي فهو شدة التعصب الذي يصل بالبعض منهم إلي حد الضرب والتخريب.. ونحن من خلال هذا الميثاق نسعي لأن نعظم فيهم الجانب الايجابي الجيد ونتخلص من الجوانب السليبة السيئة.. وأنا عن نفسي اثق في رجاحة عقول هذا الشباب ولدي ثقة تامة في انه سيستجيب لأية مطالب من شأنها أن تعظم دورهم في المجتمع. قريبا نجني الثمار بعيدا عن أزمات الشارع.. ما هي أخر أخبار نشاطكم داخل الوزارة؟ بعيدا عن الجولات الميدانية المتواصلة التي أحرص عليها بشكل مستمر للاطلاع علي أحوال المنشآت التابعة للوزارة من مراكز شباب ونزل شباب ومنشآت أخري عديدة، فإن الاهم عندي تنفيذ المشروعات التي وعدنا بتنفيذها منذ فترة.. والحمدلله الامور تسير طبقا لبرامجها الزمنية الموضوعة، ففيما يخص تطوير مراكز الشباب فقد تم طرح مناقصات لمجموعة منها وذلك في منتصف مارس المنقضي، وجاري عمل مناقصات لبقية المراكز الاخري.. كذلك إنتهينا من وضع لائحة لمراكز الشباب وسيتم الدعوة لحوار مجتمعي موسع لمناقشة ما جاء فيها قبل إعتمادها والعمل بها رسميا.. كما أننا نجهز الآن لعمل مشروع قانون عام للهئيات الشبابية وهو المشروع الذي سيتم عرضه علي مجلس الشعب القادم. أما علي صعيد المشروعات القومية الكبري التي شرعنا في تنفيذها منذ فترة وعلي رأسها مشروع "وزارات بلا أسوار" فقريبا سنجني ثمار المشروع، ويتوقع أن يستفيد من هذا المشروع أكثر من 23 ألف شاب وفتاة كل سيشارك في المجال الذي يحبه وقادر علي الابداع فيه، وهناك خمسة مجالات يتضمنها المشروع هي الحرف والفن التشكيلي والمقال والشعر والزجل.. ولن يتوقف المشروع عند حد مشاركة الشباب في هذه المجالات وإنما سيتم متابعتهم من خلال قاعدة بيانات ستعد خصيصا لهذا المجال يتم من خلالها التعرف علي أصحاب المواهب لدعمهم ورعايتهم ماديا وأدبيا.. كذلك نعمل بقوة في مشروع تدريب وتشغيل الشباب وذلك بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي، حيث تقوم الوزارة بمساعدة الشباب علي عمل مشروعاتهم ودعمهم عند الصندوق الاجتماعي لتقديم الدعم المادي للمشروع الذي له دراسة جدوي مقبولة. ثم يبقي أحدث المشروعات وواحد من أكبرها وهو مشروع محو الامية، ذلك المشروع الذي يقام بمشاركة وزارات الشباب والتربية والتعليم والتعليم العالي بالاضافة لمجموعة من مؤسسات المجتمع المدني مثل تروس ومصر الخير وصناع الحياة، فيما يقوم الشباب المتطوع بالتدريس.. وقريبا سيتم تدشين هذا المشروع من خلال مؤتمر صحفي موسع.